شكري يرد على تصريح «مصر غير قادرة على تدمير السد الإثيوبي»: إذا وقع الضرر لن تتهاون الدولة في الدفاع عن مصالح شعبها
وزير الخارجية:نسعى دائما لاستخدام الوسائل السلمية ونلجأ إلى الآليات الدولية وهذا لا ينفي قدرتنا وإصرارنا على عدم الإضرار بمصلحة الشعب
كتب: عبد الرحمن بدر
رد سامج شكري، وزير الخارجية، على تصريحات لقيادة عسكرية إثيوبية زعمت أن مصر “غير قادرة على تدمير سد النهضة”، وأن إثيوبيا مستعدة للخيار العسكري.
وقال شكري عقّب في مداخلة هاتفية على البرنامج الذي يقدمه عمرو أديب على قناة MBC: “هذا نهج عرفناه على مدى السنوات الماضية من تصريحات استفزازية، وتصريحات لا تؤدي إلى تحقيق الوئام وإشاعة روح التعاون وأيضا الإصرار على فرض الإرادة المنفردة”
وتابع وزير الخارجية: “مصر على مدى السنوات الماضية ودائما كانت تتحدث عن القدرة للوصول إلى الحل والقدرة على إقامة علاقات مبنية على التعاون والمصلحة المشتركة ولكن في نفس الوقت نحن نعلم جيدا ما هي مصلحة مصر وما هي حقوق مصر المائية وما هي حقوق الشعب المصري وكيفية الدفاع عنه”.
وأضاف شكري: “نحن نسعى دائما لاستخدام الوسائل السلمية ونلجأ إلى الأجهزة والآليات الدولية ولكن هذا لا ينفي أنه لدينا القدرة ولدينا الإصرار على عدم الإضرار بمصلحة الشعب المصري وفي حالة وقوع الضرر بالتأكيد لن تتهاون الدولة المصرية في الدفاع عن مصالح شعبها”.
يذكر أن التصريحات الإثيوبية أدلى بها مدير إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية الجنرال بوتا باتشاتا ديبيلي، في تصريحات لقناة روسيا اليوم، على هامش مؤتمر موسكو التاسع للأمن الدولي.
وقال ديبيلي، إن بلاده لا تسعى إلى حل قضية سد النهضة مع مصر والسودان عسكريا لكنها مستعدة لهذا السيناريو.
وتابع ردا على سؤال حول مدى احتمال حل أزمة سد النهضة عسكريا: “بالنسبة لبلدي، لا يجوز أن تكون قضية المياه سببا للحرب، فلذا الحل لا يمكن أن يكون عسكريا، الحل الأمثل هو المناقشة من خلال الاتحاد الإفريقي”.
وأضاف: “لكن الجانب المصري لا يريد حل المشكلة من خلال المفاوضات. يأتون للنقاش ويرفضون جميع المقترحات. إذا من وجهة نظري خير حل هو المفاوضات، ولن يستطيعوا حل المشكلة عسكريا. لن يحاولوا مهاجمة السد، ولكن حتى لو هاجموه فلن يستطيعوا حل المشكلة أو تدمير السد، لأنه لا يمكن تدميره بقنابل الطائرات المقاتلة، وهم يعرفون أن السد متين”.
وصرح الجنرال الإثيوبي ردا على سؤال حول ما إذا كانت بلاده مستعدة لحل عسكري: “نعم، فكل بلد مستعد للدفاع عن الوطن، ونحن مستعدون لصد أي عدو يحاول تقويض سيادتنا، نحن جاهزون للدفاع”.
وكانت الفترة الأخيرة، شهدت تصعيدا في التصريحات، خاصة بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، أن بلاده ستبني أكثر من 100 سد صغير ومتوسط، في السنة المالية الجديدة، في مناطق مختلفة من البلاد، وهو ما أثار غضب القاهرة، إذ ردت الخارجية المصرية بقوة عليه، معتبرة أن إعلانه “يكشف مجددا عن سوء نية إثيوبيا وتعاملها مع نهر النيل وغيره من الأنهار الدولية التي تتشاركها مع دول الجوار وكأنها أنهار داخلية تخضع لسيادتها ومسخرة لخدمة مصالحها”.
ومنذ تصريحات أبي أحمد، عن المئة سد الإثيوبية الجديدة، لم تتوقف التصريحات المتبادلة، بين مصر وإثيوبيا، إذ قال وزير الخارجية الأسبق نبيل فهمي، عبر برنامج تليفزيوني محلي، إن مجريات الأمور، تشير إلى أن الصدام قد يكون حتميا بين مصر والسودان من جانب، وإثيوبيا من جانب آخر.
وبدأت إثيوبيا في بناء “سد النهضة” على النيل الأزرق عام 2011 بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها البالغة 55.5 مليار متر مكعب من مياه النيل؛ فيما يخشى السودان من تأثير السد على السدود السودانية على النيل الأزرق.
وفشلت جميع جولات المفاوضات، التي بدأت منذ نحو 10 سنوات، في التوصل إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل السد.
وأكدت إثيوبيا في أكثر من مناسبة عزمها إتمام الملء الثاني لسد النهضة في موسم الأمطار، مع بداية شهر يوليو المقبل، بغض النظر عن إبرام اتفاق مع دولتي المصب. وتعتبر مصر والسودان إقدام إثيوبيا على الملء الثاني لسد النهضة دون التوصل لاتفاق، تهديدا للأمن القومي للبلدين.
واقترحت مصر والسودان سابقا وساطة رباعية تشارك فيها الولايات المتحدة والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، فيما تمسكت أديس أبابا بالمسار الذي يشرف عليه الاتحاد الأفريقي.
ورعت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب جولة من المفاوضات، لكنها لم تفض إلى نتائج إيجابية.