شقيق الأسير باسم خندقجي صاحب «قناع بلون السماء»: أخي معتقل بسجون الاحتلال منذ 20 عامًا ودفع غرامة بسبب روايته الفائزة بالبوكر
يوسف خندقجي: شقيقي يعاني مثل باقي الأسرى وإدارة السجون تمارس معهم شتى أنواع الانتهاكات ويحرمونهم أبسط الحقوق
أخباره انقطعت بعد أحداث 7 أكتوبر.. وروايته «قناع بلون السماء» مهداة للشعب العربي وكل من ساهم في دعمه معنويا
كتبت: ليلى فريد
قال يوسف خندقجي، شقيق الروائي الفلسطيني الأسير باسم خندقجي الفائز بالجائزة العالمية للرواية العربية “البوكر” لعام 2024، إن أخاه معتقل منذ عام 2004 وقضى 20 عاما يتنقل بين السجون الإسرائيلية، مشيرا إلى أنهم حاليا لا يعلمون عنه شيئا منذ أحداث 7 أكتوبر الماضي.
وأضاف يوسف خندقجي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج “التاسعة”، مع الإعلامي يوسف الحسيني، المذاع على قناة الأولى، أنهم جميعا يعلمون أن الاحتلال يمنع زيارة المسؤولين الأمميين للأسرى الفلسطينيين، قائلا: “شقيقي باسم يعاني مثل باقي الأسرى، وأن إدارة السجون تمارس معهم شتى أنواع الانتهاكات، ويحرمونهم من أبسط الحقوق، وانقطعت أخباره بعد أحداث 7 أكتوبر”.
وتابع: “تم عزل أخي ودفع غرامة مالية لا نعلم كم هي بسبب روايته اللي فازت بجائزة البوكر وهي مهداة لكل الشعب العربي، وكل من ساهم في دعمه معنويا، ويشنون حملة تحريض واسعة ضد روايته في الصحف الإسرائيلية”، لافتا إلى أنهم لجأوا لكل المراكز الأممية لمعرفة السجن الذي يوجد فيه الآن ولم يصلوا إلى شيء، مؤكدا أن المنظمات الأممية متواطئة مع الاحتلال الإسرائيلي”
يشار إلى أنه فازت رواية “قناع بلون السماء” للروائي الفلسطيني الأسير في السجون الإسرائيلية باسم خندقجي بالجائزة العالمية للرواية العربية “بوكر” في دورتها السابعة عشرة في العاصمة الإماراتية أبوظبي الأحد.
وكانت قد تأهلت للقائمة القصيرة للجائزة، التي أعلن عنها في فبراير الماضي، الرواية المصرية “مقامرة على شرف الليدي ميتسي” للكاتب أحمد المرسي، ومن فلسطين “سماء القدس السابعة” لأسامة العيسى، و”قناع بلون السماء” لخندقجي، ومن السعودية “باهبل: مكة Multiverse 1945-2009” لرجاء عالم، ومن سوريا “خاتم سليمى” لريما بالي، ومن المغرب رواية “الفسيفسائي” لعيسى ناصري.
وخندقجي روائي فلسطيني ولد في مدينة نابلس، عام 1983. درس الصحافة والإعلام في جامعة النجاح الوطنية في نابلس، وكتب القصص القصيرة حتى اعتقاله في العام 2004 حين كان يبلغ من العمر 21 عاما.
أكمل خندقجي تعليمه الجامعي من داخل السجن عن طريق الانتساب بجامعة القدس، حيث كانت رسالته عن الدراسات الإسرائيلية في العلوم السياسية.
واختارت لجنة التحكيم الرواية الفائزة من بين مئة وثلاثة وثلاثين رواية ترشحت للجائزة لهذه الدورة، باعتبارها أفضل رواية نشرت بين يوليو 2022 ويونيو 2023، وتسلمت الجائزة بالإنابة عن الكاتب ناشرة الرواية صاحبة دار الآداب رنا إدريس.
والقناع في الرواية الفائزة هو إشارة إلى “الهوية الزرقاء” التي يجدها نور، وهو عالم آثار مقيم في مخيم في رام الله، في جيب معطف قديم، صاحبها إسرائيلي، فيرتدي نور هذا القناع، وهكذا تبدأ رحلة الرواية السردية.
وقال رئيس لجنة التحكيم نبيل سليمان عقب الإعلان عن الرواية الفائزة: “يتناغم في قناع بلون السماء الشخصي بالسياسي في أساليب مبتكرة. رواية تغامر في تجريب صيغ سردية جديدة للثلاثية الكبرى: وعي الذات، وعي الآخر، وعي العالم، حيث يرمح التخييل مفككا الواقع المعقد المرير، والتشظي الأسري والتهجير والإبادة والعنصرية”.
بدوره، قال ياسر سليمان، رئيس مجلس أمناء الجائزة العالمية للرواية العربية: “تجول رواية باسم خندقجي (…) في عوالم يتقاطع فيها الحاضر مع الماضي في محاولات من الكشف الذي ترتطم به الأنا بالآخر. كلاهما من المعذبين في الأرض، إلا أن أحدهما هو ضحية الآخر.
في هذه العلاقة، تصبح النكبة الفلسطينية نصبا تذكاريا بصفتها أثرا من آثار كارثة إنسانية لا علاقة لضحية الضحية فيها”.
ومنذ أسره في العام 2004، كتب خندقجي مجموعات شعرية، من بينها طقوس المرة الأولى (2010) وأنفاس قصيدة ليلية (2013)، وثلاث روايات: نرجس العزلة (2017)، وخسوف بدر الدين (2019)، وأنفاس امرأة مخذولة (2020).
والجائزة العالمية للرواية العربية مكافأة سنوية تختص بمجال الإبداع الروائي باللغة العربية، وقد أطلقت في أبوظبي عام 2007، وتقوم “هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة” الحكومية بدعمها ماليا.