شركة جنوب إفريقية متورطة في تاريخ “فصل عنصري” تستحوذ على مشغلة منجم السكري
وافقت “أنجلو جولد أشانتي” الجنوب إفريقية على شراء شركة “سنتامين” في صفقة تقدر قيمة شركة تعدين الذهب بنحو 1.9 مليار جنيه إسترليني (2.5 مليار دولار)، حيث تشجع أسعار المعدن النفيس المرتفعة المنتجين على السعي إلى التوسع.
بموجب هذه الصفقة، ستفرض “أنجلو جولد” سيطرتها على منجم السكري في مصر، والذي يُنظر إليه منذ فترة طويلة على أنه أحد أفضل مناجم الذهب في العالم، والذي لا يمتلكه أي من كبار المنتجين.
وكشفت “أنجلو جولد”، في بيان يوم الثلاثاء، 10 سبتمبر 2024، أن عرض النقد والأسهم يمثل علاوة بنسبة 37% على سعر أسهم “سنتامين” عند الإغلاق في 9 سبتمبر. وانخفضت أسهم “أنجلو جولد” بنسبة 9.8% في جوهانسبرج، وهو أكبر انخفاض يومي في ثلاث سنوات. بينما قفزت أسهم “سنتامين” بنسبة 25% في لندن.
وتعد صفقة “سنتامين” أحدث علامة على أن كبار منتجي الذهب يتطلعون إلى الاستحواذ على منافسين أصغر حجماً مع تداول الأونصة بالقرب من مستوى قياسي. وخلال الشهر الماضي، وافقت شركة “جولد فيلدز” (Gold Fields) على شراء “أوسيسكو ماينينج” الكندية في صفقة بقيمة 1.6 مليار دولار.
كما تساهم صفقة الاستحواذ في استمرار تقدم “أنجلو جولد” الأنجلو أمريكية في الابتعاد عن جنوب إفريقيا، بعد بيع منجمها الأخير في البلاد في عام 2020. منذ ذلك الحين، قامت الشركة، التي انبثقت عن إمبراطورية التعدين التي أنشأها إرنست أوبنهايمر، بنقل مقرها الرئيسي إلى دنفر وإدراجها الأساسي إلى نيويورك، وبحلول الثمانينيات، كان ابنه هاري يدير عدة مجموعات تعمل في قطاعي التعدين والمالية وتسيطر على 30 في المائة من بورصة جنوب إفريقيا.
وبمجرد إتمام الصفقة، سيمتلك مساهمو “أنجلو جولد” نحو 83.6% من الشركة، بينما سيمتلك مستثمرو “سنتامين” نحو 16.4% من رأس المال.
بعد أن أصبح مانديلا رئيسا، نقلت شركة أنجلو في عام 1999 إدراجها الرئيسي وكذلك مقرها الرئيسي إلى لندن. جوليان أوجيلفي طومسون، رئيس مجلس الإدارة التنفيذي في ذلك الحين، احتفل “بنهاية الهياكل المالية التي كانت مفروضة علينا من قبل نظام الفصل العنصري”.
شركة أنجلو لم تكن ضحية نظام الفصل العنصر،ي وإنما المستفيدة منه. لم يسمح لها باستغلال العاملين السود فحسب، بل حصلت أيضا على الحماية من المنافسة. وهذا شجعها على التصرف مثل اللقب القديم لإمبراطورية عائلة أوبنهايمر “الأخطبوط”. انتشرت في جميع أنحاء اقتصاد جنوب إفريقيا، وامتدت إلى بوتسوانا من خلال مجموعة الألماس “دي بيرز” التابعة لعائلة أوبنهايمر.
“أنجلو” لم تكن شركة مملوكة للدولة وإنما أصبحت شركة دولة – بيروقراطية ماهرة مختصة بالسيطرة على الموارد والاستفادة من الهيمنة. كادرها من المديرين النخبة محبي بريطانيا لم يكونوا أذكياء بالقدر الذي اعتقدوه، أو كانوا أذكياء بطريقة أصبحت غير ذات صلة. توقع بعضهم، بحسب تعبير مسؤول تنفيذي منافس سابق “أن تحصل على المكافأة لمجرد الظهور”.
نيكي أوبنهايمر الحفيد، هو أغنى رجل في جنوب أفريقيا على الإطلاق، وثاني أغنى رجل في قارة أفريقيا، بثروة تتجاوز السبعة مليارات دولار. درس الفلسفة والاقتصاد في جامعة أوكسفورد اللندنيّة العريقة، وهو مُنحدر من أصول ألمانية لعائلة عريقة تمتد جذورها في التجارة لسنوات طويلة. حصد أوبنهايمر ثروته الهائلة بناءً على عمله في العديد من المؤسسات العالمية الضخمة التي تعمل في مجال التعدين واستخراج الألماس. ترأس شركة “دي بيرز” (De Beers) العالمية لاستخراج الألماس، وكان رئيساً لمؤسسة “أنجلو أميريكان” العالمية للتنقيب عن المعادن والألماس والبلاتينيوم في جنوب أفريقيا -التي أسسها جدّه- لمدة 37 عاماً.
وأعادت “أنجلو” هيكلة نفسها مؤخرا لتصبح مجموعة أصغر بكثير، لتركز على الألماس والبلاتين والنحاس. وتشغل مناجم الألماس والبلاتين في جنوب إفريقيا، لكنها باتت جزءا صغيرا من نفسها السابقة. موزيبينزي زواين، وزير التعدين السابقة، وصف تخلصها من المناجم الأخرى بأنه “فرصة لوافدين جدد”.