شخصيات العام.. رسائل حب: إبراهيم عبد المجيد.. الأديب الذي لا يتوقف عن الإبداع.. رسالة مصر القادرة (بروفايل)
عبد الرحمن بدر
واحد من جيل الكبار أهدى المكتبة العربية وللقراء عشرات الروايات والكتب القيمة، إنه الأديب الكبير والروائي إبراهيم عبد المجيد، الذي مازال يمتعنا بأعماله القيمة، لذلك قرر التحالف و”درب”، تكريم إبراهيم عبد المجيد على إبداعه ومسيرته المستمرة، وحرصه الدائم على تقديم أعمال جديدة ومتميزة.
صدر له هذا العام رواية العابرة عن دار المتوسط للنشر في إيطاليا، وكتاب “رسائل من مصر” الذي قدم من خلاله صورة لمصر التي كانت عبر ترجمة أكثر من مائة وعشرين رسالة في حب مصر، تتناول مصر الشعبية في مواجهة تاريخ الملوك.
في الكتاب ستقرأ عن الحياة اليومية للمصريين لا تاريخ القادة والزعماء رغم وجوده فالناس هم الأكثر وجودا، الشيوخ والعمد والفلاحين والعمال رجالا ونساء وحتي العبيد . عن مصر التي تتغافلها كتب التاريخ المعنية بالسادة .
وهكذا يصر عبد المجيد أن يقدم صورة لمصر مختلفة، في مواجهة صورة مصر الحكام والمستبدين.. وهو ما قدمه خلال مسيرة طويلة قدم خلالها العديد من الأعمال المميزة من أهمها “لا أحد ينام في الإسكندرية”، و”ليلة العشق والدم”، “البلدة الأخرى”، “بيت الياسمين”، “طيور العنبر”، و”الإسكندرية في غيمة”.
وعبد المجيد ولد في الاسكندرية عام 1946 وتخرج من كلية الآداب قسم الفلسفة من جامعة الاسكندرية، يعيش في القاهرة منذ عام 1974.
وكتب مقالات في عدة صحف ومجلات مصرية وعربية مثل الأهرام والأخبار والحياة والآداب واليوم السابع والهلال وغيرها.
كثير من أعماله تم تحوليها إلى أعمال سينمائية وتليفزيونية مثل الصياد واليمام، وقناديل البحر، ولا أحد ينام في الإسكندرية، وبين شطين وميه.
حصل إبراهيم عبدالمجيد على العديد من الجوائز منها جائزة نجيب محفوظ من الجامعة الامريكية عام 1996 وجائزة الدولة التقديرية في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2007 وجائزة الدولة للتفوق في الآداب من المجلس الأعلى للثقافة عام 2004.
هو واحد من الصادقين في الكتابة، وسبق أن صرح بأنه أحيانًا يبكي أثناء الكتابة، وأكد أن هذا يحدث أحيانا من فرط التوحد مع الشخصيات فهي تصبح الوطن الحقيقي للكاتب وفراقها يكون صعبا. مضيفا: “يبدو للكاتب أنه حقيقة. بعد أن أنتهي من كتابة رواية أظل شهورا أبحث عن شخصياتها في الطرقات ناسيا أنها من خيال ولا ينقذني إلا البدء في رواية جديدة”.
ويحرص إبراهيم عبد المجيد دائمًا على الاشتباك مع القضايا المثارة ويبدي فيها رأيه وينحاز لما يؤمن به من أفكار ومبادئ، وهو مثال حي للمثقف المؤمن بقضايا أمته والمتفاعل مع مشكلات وآمال وأحلام الناس.
ووسط ركام اليأس والمرض أصر عبد المجيد خلال 2020 أن يقول أن الحياة ممكنة واننا قادرون على مواصلة الدرب والإنتاج مهما كانت الصعوبات.
لذلك حرصنا على تكريم كاتب مهم ومؤثر مازال يمتعنا بأعماله وكتاباته، ويحرص كل عام على أن يقدم الجديد للقراء ليسهم في إضافات قيمة للمكتبة العربية.