سيارة المطافيء بلا مياه.. قصة ملحمة أهلية لإخماد حريق بدمنهور بعد استجابة “محبطة” من الحماية المدنية (فيديو)
شب حريق داخل عمارة سكنية في مدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، أمس، نتيجة انفجار أسطوانة غاز في عيادة طبيب، ما أسفر عن وقوع عدد من الإصابات، في الوقت الذي اشتكى عدد من الأهالي من بطء استجابة الحماية المدنية وفرق الإنقاذ السريع لاستغاثتهم، ما دفعهم لمعاونة بعضهم في إخماد الحريق وإنقاذ المصابين.
وأظهرت لقطات للحادث وجود سيارة مطافيء واحدة على مدخل العقار، لا يتحرك أي من القائمين عليها لإخماد الحريق، بينما تتصاعد النيران داخل مصدر الحادث.
وقال الصحفي الزميل محمود دوير، إنه لم يكن هناك وجود للمسؤولين التنفيذين أو الشعبيين في محيط الحادث، وعندما حضرت سيارة المطافيء متاخرة كانت بلا سلم إنقاذ أو مراتب أو حتى مياه.
وأضاف: “فى ساعات الذروة وظهيرة مزدحمة بالمارة امتلك الرعب الجميع، فقد انفجرت أسطوانة أكسجين في عيادة خاصة لطبيب داخل عقار حديث، هذا هو المشهد الأول فى الحدث المأساوي الذي شهدته مدينة دمنهور أمس”.
وتابع: “لم تكن المشاهد التالية أقل مأساوية وألما فقد هرول الجميع نحو النجدة وطلب الإسعاف، لكن الاستجابة كانت بطيئة ومحبطة حيث الوقت يزحف نحو الموت والنيران تتزايد فما كان من الناس سوى القيام بتلك المهمة الخطرة جدا، تشابكت الأيادي وتحدى عشرات الشباب الموت آملا فى انقاد من بالداخل، تسلقوا السلالم التي صنعوها برباط من الحبال وقفزوا على اللافتات المجاورة لموقع الحريق حتى يسعفوا أناس لا يعرفونهم قطعا لكنهم بشر”.
وأوضح أن رئيس مدينة دمنهور حضر إلى موقع الحادث، لكن الأمر كان قد تفاقم، واكتفى البعض بزيارة الضحايا في المستشفيات بعد أن حل المساء، ولم يكن بين الزوار محافظ البحيرة، الذي ينشغل بترتيبات الحفل الفني الذى سيقام مساء اليوم فى دار أوبرا دمنهور بمناسبة العيد القومي للمحافظة، واستكمل: “الحسرة عمت الجميع ليس فقط من الحادث المفجع لكن بالأساس من غياب المسؤولين على هذا النحو”.
ونشر رئيس حزب الدستور علاء الخيام، صورة لجهود الأهالي في إخماد الحريق، يظهر فيها عدد من الشباب يضعون سلما حديديا من شرفة عقار مجاور في محاولة لإنقاذ الضحايا.
وأضاف: “سيارتين مطافيء وصلوا موقع الحريق بدون مياه، سلم المطافيء متهالك ولا يعمل، ووصل إلى الدور الثاني بعد محاولات”، وتابع: “كان من الممكن بسهولة إنقاذ الجميع دون خسائر أو إصابات، قدر الله وما شاء فعل، لكن يجب محاسبة المسؤولين عن هذا الإهمال”.