سنة أولى درب.. إلهامي الميرغني يكتب: حلمنا المستمر تحت الحصار
في 8مارس يكون قد مضى عام علي انطلاق موقع “درب” حلم الإعلام البديل. كان حزب التحالف الشعبي الاشتراكي يحلم بنافذة إعلامية احترافية تصدر عن الحزب ولا تكون صوته فقط بل صوت كل المستضعفين في مصر.وعندما فكرنا من يمكن ان يتولي مسئولية هذه المنصة الجديدة اجتمعت الأراء علي اختيار الصحفي القدير المبدع خالد البلشي. وهو صاحب مبادرات إعلامية متميزة من البديل الي البداية الي الكاتب واخيراً ” درب ” ومن سار علي الدرب وصل.
وبما أن التحالف الشعبي الاشتراكي حزب شرعي فقد اتخذنا كافة الإجراءات القانونية اللازمة من مراسلات وخطابات للجهات الرسمية في شئون الأحزاب بأننا بصدد إطلاق نافذة إعلامية جديدة هي ” درب ” يرأس تحريرها الاستاذ خالد البلشي الصحفي النقابي ويتولي ادارة التحرير بها الزملاء محمد جودة وحنان فكري وشرفت مع الاستاذ أحمد سعد باختيارنا مستشارين للمولود الجديد.وما هي الا أيام وتم حجب الموقع من مصر ولكن استمر خالد البلشي يقود السفينة بفريق من الشباب الواعدين المؤمنين بحرية الصحافة فعلا لا قولا. واستمرت درب المحجوبة في مصر والمفتوحة في الخارج ولم يشفع لنا اننا حزب شرعي مصري ومن حقنا اصدار مطبوعات ومواقع باسمنا ولم يشفع لنا كل ما فعلنا من اخطار للجهات الرسمية ، ولكن القرار ظل حصار ” درب ” وخنقها في المهد.ولكن استمرت درب وكبرت ونضجت وهاهي تكمل عامها الأول علي عاتق فريق تحرير متميز ومجموعة من الكتاب والمفكرين والصحفيين المتطوعين والداعمين للتجربة والمستمرين في الكتابة لدرب التي نضطر لاستخدام ” كاسر بروكسي ” لتخطي حجبها في مصر.
والآن ونحن نطفئ الشمعة الأولي في مسيرة درب ونحن نسير علي الدرب لنكمل مسيرتنا نتذكر كيف كانت السنة الأولي.
لقد نجحت ” درب ” الصادرة عن حزب التحالف الشعبي ان تكون صوت لكل احزاب وتنظيمات ثورة 25 يناير والا تكون بوق اعلامي بل تكون صوت كل القوي المعارضة الوطنية الديمقراطية في مصر والتي تعمل باستخدام الأساليب الشرعية للتغيير وتحقيق رؤية مصر التي خرجت من أجلها الجماهير في يناير 2011 ولتكون صوت الدفاع عن العيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.نجح البلشي ورفاقه في تخطي حاجز صوت الحزب الواحد لتكون معبر عن كل تنظيمات ثورة يناير وهمومها وطموحاتها. واستمرت ” درب” رغم الحجب تؤدي رسالتها.
نجحت درب في الدفاع عن معتقلي الرأي وتغطية اخبار التحقيقات معهم وجلسات محاكمتهم وتعثر زيارتهم ونقلت بصدق لكل ما يحدث معهم.واصدرت سلسلة بروفايل عن العديد من معتقلي الرأي من سجناء الأمل والقضايا الأخري فكانت خير توثيق لهذه الصفحة من الانتهاك للحريات العامة في مصر ودفع صحفي درب الثمن بل ودفع خالد البلشي الثمن باعتقال أخوه كمال بتهمة ان أخو خالد البلشي رغم انه مرشد سياحي ولا يعمل في الإعلام.
كما نجحت ” درب ” في نقل ما يحدث في الأحزاب الديمقراطية والتحالف الديمقراطي والمجتمع المدني وغطت تفاصيل المعارك الانتخابية ودور المال السياسي.وكذلك استطاعت تغطية التحركات العمالية لتكون صوت العمال المحتجين والمظلومين في كل مواقع العمل. وبجانب اقسام الاقتصاد والعربي والدولي والفن والثقافة والرياضة استطاعت درب ان تعكس انحيازها الاجتماعي من خلال باب ” ناس وناس ” ومتابعة كل قضايا الفقراء والمهمشين في مصر لتكون صوتهم المعبر عن معانتهم.
كذلك قدمت صفحة رأي مفتوحة لكل كتاب الرأي وأعادة اكتشاف الدكتور رائد سلامة الأديب الذي اضاء صفحات ” درب ” خلال السنة الأولي وكذلك الأستاذ كارم يحي والدكتور يحي القزاز والدكتور أحمد الخميسي وعشرات من كتاب الرأي.
وفي نهاية 2020 نظمت ” درب ” مسابقة لاختيار شخصية العام من بين عدد من السيدات اللاتي تفخر بهم مصر في شتي المجالات فكان اضافة مهمة تعكس انحيازات درب واختياراتها ، وفي ذكري ثورة 25 يناير اطلقت ملف ” عشر سنوات علي ثورة يناير ” . وكانت دائما في طليعة المواقع من حيث تغطية كل قضايا الحريات والاقتصاد بانحياز اجتماعي وبوصلة طبقية واضحة وبحرفية ومهنية وموضوعية في غاية الأهمية لتستمر مصداقية ” درب “.
هاهي ساعات تفصلنا عن دخول ” درب” عامها الثاني فكل عام ودرب ومحرري درب ومتابعيها بخير وسعادة.وفي البدء لم يكن علي الارض طرقات ولكن عندما يسير كثير من الناس في اتجاه واحد يصنع الطريق.وطريقنا هو ” درب” صوت المستضعفين والكادحين والمدافع عن الحريات العامة بكل أنواعها والمدافع عن الاستقلال الوطني والاستقلال الاقتصادي.
وكل سنة و ” درب ” وخالد البلشي وكل محرري وكتاب وقراء ومتابعي درب بخير ومن سار علي الدرب وصل.
إلهامي الميرغني
7/3/2021