سناء السعيد تتقدم بسؤال برلماني عن غرق مركب هجرة غير شرعية على متنها مصريين: لماذا فشلت كل محاولات معالجة الظاهرة؟
النائبة: المركب بها حوالي ٧٩ مصريٌا من عدة محافظات من بينها أسيوط… ما الإجراءات التي ستتخذها الحكومة لعلاج الأزمة؟
كتب: عد الرحمن بدر
تقدمت النائبة سناء السعيد، عضوة مجلس النواب عن الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي، بسؤال برلماني موجه لرئيس الحكومة وجميع الوزراء المعنيين بالأمر حول معالجتهم لأزمة الهجرة غير الشرعية.
وقالت النائبة في طلبها، الأحد، إن المركب الغارق بها حوالي ٧٩ مصريٌا بين ركابه من عدة محافظات من بينها أسيوط.
وأضافت: على الحكومة أن توضح لنا لماذا فشلت كل محاولاتها في معالجة هذه الظاهرة التي تعرض حياة أولادنا للخطر؟، وما الإجراءات التي ستتخذها لعلاج الأزمة؟.
كانت السفيرة سها جندي، عبرت عن خالص تعازيها لأسر الضحايا الذين لقوا حتفهم في غرق قارب للهجرة غير الشرعية، في حادث غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية، الأربعاء الماضي، والذي أبحر من السواحل الليبية، وكان به المئات من جنسيات مختلفة، ومن بينهم مصريون، مشيدة بجهود السفير عمر عامر، سفير مصر لدى أثينا، في متابعة الموقف.
وتابعت وزيرة الهجرة في بيان، السبت، أنه يتم التنسيق مع الجهات المعنية، للوقوف على أسماء الناجين وموقفهم، وكذلك الذين لقوا مصرعهم خلال هذه الكارثة، موضحة أن إجمالى عدد من كانوا على المركب يتراوح ما بين ٤٠٠-٧٥٠ من جنسيات مختلفة، وإجمالى عدد المصريين الناجين٤٣ منهم(٥ قُصر، ٣٨ رجال)، وأنهم شباب ما بين ٢٠-٤٠ سنة من البالغين المصريين.
وأضافت أن هناك ٨ أشخاص يتم التحقيق معهم ووجهت لهم تهمة تنظيم هجرة غير شرعية، والتسبب في قتل ضحايا والانتماء لمنظمة جريمة منظمة وهم رهن الاعتقال.
وقالت إن إجمالى من تم إنقاذهم ١٠٤ من الجنسيات الأخرى التى تم انقاذها: ١٢ باكستانيًا، ٤٧ سوريًا، 2 من دولة فلسطين، كما تابعت السفيرة سها جندي، أن عدد المفقودين من المصريين غير محدد، لأن الحادث كان فى مياه عميقة جدا، ويتم متابعة الموقف أولا بأول.
وأهابت بالشباب المصري ألا يلقوا بأنفسهم في رحلات الموت، وأن يحرصوا على السير في الطرق القانونية، والالتحاق ببرامج التدريب والتأهيل من أجل التوظيف التي تنظمها الوزارة لإكساب الشباب المهارات والخبرات، التي تؤهلهم للعمل في المشروعات القومية أو فرص عمل آمنة بالخارج.
ومؤخرًا، لقى نحو 78 شخصًا على الأقل مصرعهم، وأنقذ أكثر من 100، بعد غرق قارب صيد خاص كانوا يستقلونه قبالة جنوب اليونان.
لكن ناجين أشاروا إلى أن حوالي 750 مهاجرا ربما كانوا مكدسين على متن القارب، مع ورود تقارير عن وجود 100 طفل بينهم.
وتقول اليونان إن الكارثة واحدة من أكبر مآسي المهاجرين على الإطلاق، معلنة الحداد العام ثلاثة أيام.
وأكد أحمد الديك، المستشار في وزارة الخارجية الفلسطينية في حديث خاص لـ”بي بي سي” أن فرق الإنقاذ انتشلت جثامين 50 مهاجرا غير شرعي، وأنقذت قرابة 180 آخرين من بين ما يربو على 500 شخص، مشيرا إلى أن مهاجرين فلسطينين كانوا على متن قاربين وأن غالبيتهم ممن أنقذوا.
وأضاف الديك أنه لا توجد معلومات حتى الآن بشأن وفيات أو حتى مفقودين من بين المهاجرين الفلسطينين، متوقعا أن يكونوا من بين من أنقذوا.
وبين الديك أن القارب الأول، الذي كان قادما من تركيا كان على متنه 80 مهاجرا، من بينهم عدد من الرعايا الفلسطينين، وأنهم أنقذوا جميعا، بينما كان القارب الثاني قادما من ليبيا، ويقل ما بين 400 إلى 500 مهاجر من جنسيات مختلفة، أنقذ قرابة 100 منهم، وانتشلت 50 جثة من بينهم، ولكن لا يزال المئات مفقودين.
وتقول السلطات اليونانية إن عروض المساعدة التي قدمتها رُفضت، لكنها تواجه ادعاءات بعدم بذل ما يكفي من مساعدة.
وقال خفر السواحل اليونانيون إن القارب سقط على بعد نحو 80 كيلومترا جنوب غربي بيلوس بعد الساعة 02:04 صباح الأربعاء، بحسب التوقيت المحلي، وخفض عدد القتلى المؤكد في وقت سابق من 79 إلى 78 قتيلا.
وقالت وكالة الحدود الأوروبية، فرونتكس، إنها رصدت القارب في وقت مبكر من بعد ظهر الثلاثاء، وأبلغت السلطات اليونانية والإيطالية على الفور.
وقال خفر السواحل في وقت لاحق إنهم لم يجدوا أحدا ممن كانوا على متن السفينة يرتدي سترات نجاة.
ويفيد الجدول الزمني الذي قدمه خفر السواحل بأن أول اتصال بقارب الصيد كان في الساعة 14:00، بحسب التوقيت المحلي، ولم يقدم أي طلب للمساعدة.
وقال خفر السواحل إن وزارة الشحن اليونانية أجرت اتصالات متكررة بالقارب، وقيل لها مرارا إن السفينة تريد الإبحار إلى إيطاليا.
وأضافوا أن سفينة ترفع علم مالطا قدمت الطعام والماء في حوالي الساعة 18:00، وقدم قارب آخر المياه، بعد ذلك بثلاث ساعات.
وفي حوالي الساعة 01:40 من صباح الأربعاء، قيل إن شخصا ما كان على متن القارب أبلغ خفر السواحل اليونانيين أن محرك السفينة تعطل.
وبعد ذلك بوقت قصير، انقلب القارب، ولم يستغرق سوى 10 إلى 15 دقيقة ليغرق تماما. وبدأت عملية البحث والإنقاذ ولكنها كانت معقدة بسبب الرياح العاتية.
واشتكى خط مساعدة الطوارئ الخاص بالمهاجرين الذين يواجهون مشاكل في البحر، من أن خفر السواحل كانوا “على علم بأن السفينة في محنة لساعات قبل إرسال أي مساعدة”، مضيفا أن السلطات “أبلغتها مصادر مختلفة” أن القارب كان يواجه مشكلة.
وأضاف أن الناس ربما كانوا خائفين من مواجهة السلطات اليونانية، لأنهم كانوا على دراية بـ”ممارسات الصد الرهيب المتبعة” في البلاد.
وقال جيروم توبيانا، الذي يعمل في منظمة أطباء بلا حدود للإذاعة الفرنسية إنه كان على السلطات الأوروبية واليونانية التدخل في وقت سابق.
وأضاف: “أمر مروع حقا أن نسمع أن فرونتكس حلقت فوق القارب ولم يتدخل أحد، لأن القارب رفض كل عروض المساعدة … القارب المثقل بالأحمال هو قارب في محنة”.
ويُعتقد أن القارب كان في طريقه من ليبيا إلى إيطاليا، ويعتقد أن معظم من كانوا على متنه هم رجال في العشرينيات.
وأفادت تقارير إعلامية محلية بأنه كان مبحرا منذ أيام، وتحدث الناجون عن ما يصل إلى 500 إلى 750 شخصا كانوا على متن القارب، وحذر مدير الصحة الإقليمي يانيس كارفليس من مأساة غير مسبوقة: “كان عدد الأشخاص على متن القارب أعلى بكثير من السعة التي ينبغي السماح بها لهذا القارب”.
وقال أحد الناجين لطبيب في مستشفى كالاماتا إنه رأى 100 طفل بين الركاب. وقال نيكولاوس أليكسيو، أحد أفراد خفر السواحل، للتلفزيون العام إن القارب غرق في جزء من أعمق أجزاء البحر المتوسط. ولم يكشف عن جنسيات الضحايا بعد.
ونقل الناجون إلى كالاماتا، وعولج الكثير منهم في المستشفى من انخفاض حرارة الجسم، أو إصابات طفيفة. وقالت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة “إي آر تي” إن ثلاثة أشخاص يُشتبه في أنهم متاجرون بالبشر نُقلوا إلى سلطة الموانئ المركزية في كالاماتا ويستجوبون حاليا.
وزارت الرئيسة اليونانية، كاترينا ساكيلاروبولو، بعض من أنقذوا وأعربت عن أسفها لمن غرقوا، ويواجه كل عام مئات الأشخاص الموت وهم يحاولون عبور البحر المتوسط.
وفي فبراير انقلب قارب يحمل مهاجرين بالقرب من كوترو، في منطقة كالابريا بجنوب إيطاليا، مما أسفر عن مقتل 94 شخصا على الأقل – وهو أحد أكثر الحوادث التي سجلت دموية.
وقال يورجوس ميكايليدس، المسؤول بوزارة الهجرة اليونانية، إن اليونان دعت مرارا إلى “سياسة هجرة قوية” للاتحاد الأوروبي.
وأضاف: “أن هذا سيساعد في قبول الأشخاص المحتاجين حقا وليس الأشخاص الذين لديهم المال لدفع أموال للمهربين”.
وقال في مقابلته مع “بي بي سي”: “المهربون في الوقت الحالي هم من يقررون من يأتي إلى أوروبا”.
وأضاف: “القضية هي أن يوفر الاتحاد الأوروبي اللجوء والمساعدة والأمان لمن هم في حاجة فعلية. إنها ليست مشكلة اليونان أو إيطاليا أو قبرص … الاتحاد الأوروبي هو الذي يجب أن يتوصل إلى سياسة هجرة قوية”.
واليونان هي إحدى الطرق الرئيسية المؤدية إلى الاتحاد الأوروبي للاجئين والمهاجرين من الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا.
وتعرضت الحكومة اليونانية الشهر الماضي لانتقادات دولية بسبب مقطع فيديو قيل إنه يظهر الطرد القسري لمهاجرين تقاذفتهم أمواج البحر.
ووصل أكثر من 70 ألف لاجئ ومهاجر إلى ما يعرف بدول “المواجهة” في أوروبا هذا العام، وتمكن معظمهم من بلوغ إيطاليا، بحسب بيانات الأمم المتحدة.