زياد بهاء الدين: يزعجني التركيز الشديد على تخارج الدولة من بعض الشركات وأخشى تحوله من وسيلة لإصلاح الاقتصاد لهدف في حد ذاته
يجب تحديد دور الدولة في الاقتصاد وعدم التوسع غير المحسوب إلى الحد الذى يعرقل نمو القطاع الخاص ولا الانسحاب بالكامل
كتب: عبد الرحمن بدر
قال الدكتور زياد بهاء الدين، الخير الاقتصادي، ونائب رئيس الوزراء السابق، إنه يخشى أن يكون تخارج الدولة من بعض الشركات تحول من وسيلة لإصلاح الاقتصاد إلى هدف في حد ذاته.
وتابع في مقال بجريدة المصري اليوم بعنوان (تخارج الدولة من بعض شركاتها.. هدف أم وسيلة؟): “كتبت خلال السنوات الماضية – كما كتب وتحدث كثيرون غيرى – عن ضرورة مراجعة وتحديد دور الدولة فى الاقتصاد، واتخاذ موقف معتدل وعملى من هذا الموضوع.. لا التوسع غير المحسوب للدولة فى النشاط الاقتصادى إلى الحد الذى يعرقل نمو القطاع الخاص، ولا انسحابها بالكامل”.
وأضاف: “بقدر حماسى منذ عام أو أكثر لاتجاه الحكومة للتخارج من بعض الشركات، إلا أنه بات يزعجنى ويقلقنى أن التقارير الدولية الصادرة بكثرة فى الشهور الأخيرة أصبحت تركز على هذا الموضوع، وكأنه الهدف الرئيسى المطلوب تحقيقه، والمعيار الأساسى (إن لم يكن الوحيد) لتقييم أدائنا الاقتصادى. وتأثرًا بذلك، تبنى المعلقون عندنا – بل الحكومة – نفس الخطاب، وأصبح تحقيق التخارج من الشركات الاثنتين والثلاثين الهدف الأسمى”.
وقال بهاء الدين: “يزعجنى هذا التركيز الشديد على تخارج الدولة من بعض الشركات التى تملكها، ليس لأننى أفضل استمرار هذه الملكية، بل أقف تماما فى جانب التخارج، ولكن أخشى أن يكون التخارج قد تحول من وسيلة لاصلاح الاقتصاد إلى هدف فى حد ذاته”.
وأضاف: “دعونا إذن لا نلتفت بأكثر مما ينبغى لعدد الشركات التى سوف يتم طرحها للبيع أو لحصيلة التخارج، بل علينا متابعة تحقيق أهدافها الأصلية. وأهلًا به طالما كان مؤديًا لمزيد من تنافسية الأسواق، وتشجيع الاستثمار، وجذب التكنولوجيا، وتعميق سوق المال، وتنشيط الاقتصاد القومى”.