زياد بهاء الدين عن هدم المقابر والمباني التاريخية: الاستياء الشعبي من الاعتداء على التراث العمراني ظاهرة لا يجوز الاستهانة بها أو تجاهلها
نائب رئيس الوزراء الأسبق: الحكومة تجاهلت الاحتجاج المتصاعد من هدم المبانى التاريخية وإزالة الأشجار والحدائق والعوامات
الناس لا تعلم ما يجرى التخطيط لبنائه ولا جدواه وما إذا كانت الإزالات تمهد لتنفيذ خدمات عامة أم لإفساح المساحات لمشروعات تجارية
كتب: عبد الرحمن بدر
اعتبر الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، أن التراث العمراني ليس قضية معمارية فقط، وأن تعامل الحكومة مع الموضوع سيئ، وأنها تجاهلت الاحتجاج المتصاعد من هدم المبانى التاريخية وإزالة الأشجار والحدائق والعوامات.
وتابع في مقال له بعنوان: (التراث العمرانى.. ليس قضية معمارية فقط)، بالمصري اليوم: على الحكومة أن تعي حجمه ودلالته كي تتصرف معه بجدية أكبر وبحكمة بدلا من تجاهله أو التعامل معه باستخفاف أو بمجرد المضي في تنفيذ عمليات الإزالة دون اكتراث وبمنطق تثبيت الأوضاع حتى لا تكون هناك فرصة لإعادة النظر.
وأضاف: الناس لا تعلم ما يجرى التخطيط لبنائه، ولا الجدوى منه، ولا البدائل الممكن النظر فيها للحفاظ على المعالم التراثية التى تقف فى طريقه أو تحتم الإزالة، ويرتبط بذلك عدم وضوح ما إذا كانت هذه الإزالات تمهد لتنفيذ مرافق وخدمات عامة، أم أنها لإفساح المساحات المطلوبة لمشروعات تجارية.
وقال إن الحملات الشعبية الساعية للحفاظ على تراث المدن المصرية تُعبر عن قلق في المجتمع المصري من النموذج التنموى الذى نتبعه، والسؤال الذي يتردد على كل لسان هو لمَ نستهتر على هذا النحو بمعالم تراثية معمارية وحضارية تكونت على مدى آلاف السنين وصارت عنوانا ورمزا لمصر وعراقتها.
وقال بهاء الدين: أرجو أن تدرك الحكومة أن الاستياء الشعبى من الاعتداء على التراث الحضرى المصرى ظاهرة لا يجوز الاستهانة بها أو تجاهلها، بل تستحق الاهتمام والتفاعل والشفافية والإنصات لما يريده الناس وما يقترحه الخبراء لأنها صارت – ببساطة – قضية سياسية، مع كل الاحترام والتقدير لمن يسعون للدفاع عن هوية مصر الثقافية والحضارية والتاريخية فى كل المواقع وفى ظل ظروف صعبة وبأدوات محدودة.