زياد بهاء الدين عن الأزمة الاقتصادية: الحالة خطيرة وممتدة.. والمستقبل في الاستثمار والإنتاج ولا شىء آخر
يلزم التعامل مع الأزمة الراهنة من منظورها الإنسانى وليس فقط الاقتصادى.. هذا وقت الوقوف بجانب المهددين بالسقوط فى دائرة الفقر
نحتاج لإغلاق الملفات المعلقة والمعطَّلة فعليًا ونفسيًا لتحقيقات لم تنتهِ ومطالبات بلا قيمة وفتح التراخيص والموافقات لصغار المستثمرين
نحتاج لفتح أبواب الاجتهاد في الرأى وعدم الخشية من الحوار ومن الانتقاد واستعادة كل الخبرات والكفاءات المصرية
كتب: عبد الرحمن بدر
علق زياد بهاء الدين، نائب رئيس الوزراء الأسبق، على الأزمة الاقتصادية، قائلا: علينا أولًا إدراك أن الحالة الراهنة خطيرة وممتدة، وأن الخروج منها بأقل الخسائر الممكنة يحتاج لتجاوز المناقشات والخلافات بشأن الماضى، وتوجيه الطاقات كلها نحو الحاضر والمستقبل لأن الوضع لا يحتمل ضياعًا للوقت ولا الجهد. والمستقبل هو الاستثمار والإنتاج ولا أى شىء آخر.
وتابع في مقال بـ(المصري اليوم)، اليوم بعنوان: (الأزمة عميقة وممتدة.. فدعونا نتكاتف لمواجهتها): يلزم أيضًا التعامل مع الأزمة الراهنة من منظورها الإنسانى وليس فقط الاقتصادى، فهذا وقت الوقوف بجانب المواطنين ومساندة الكادحين والمهددين بالسقوط فى دائرة الفقر بكل الوسائل، حتى مع إرجاء تحقيق مستهدفات طموحة فى إدارة الموازنة العامة أو فى استكمال مشروعات كبرى، لأن الحفاظ على إنسانية وكرامة المواطنين فى هذه الظروف القاتمة هو الأهم.
وأضاف: أتمنى أيضًا أن يستوعب المسؤولون- والرأى العام معهم- أن هذا الإعصار لن تنجح فى مواجهته ولا حمايتنا منه ذات الأدوات المعتادة والتى كان نجاحها محدودًا حتى فى الظروف العادية. لن يصلح الحديث عن تعديل القوانين، ولا إرسال بعثات تجوب العالم، ولا تشكيل لجان دراسة مشاكل المستثمرين، ولا النظر فى إعفاءات ضريبية جديدة تأكل المزيد من مواردنا القومية.
وقال إن الموضوع يحتاج لتعبئة حقيقية من كل أجهزة الدولة لتحقيق هدف واحد وهو الوقوف إلى جانب كل من يسعى للعمل والإنتاج والتصنيع والتصدير والتشغيل، لأن من يحافظ على قوة العمل اليوم- بل ويزيدها- يستحق أن يُعامل معاملة الأبطال.
وتابع: نحتاج أيضًا لإغلاق الملفات المعلقة والمعطَّلة، فعليًا ونفسيًا، لتحقيقات لم تنتهِ، ومطالبات بلا قيمة، وملاحقات غير ذات جدوى، ولفتح أبواب التراخيص والموافقات خاصة لصغار المستثمرين، طالما ليس فيها ضرر معلوم للناس والبيئة والأمن العام، ولتخفيف قبضة البيروقراطية، ولحماية صغار المنتجين وكبارهم من الخوف والقلق الذى يُعطل المبادرات والاستثمارات.
وأضاف: نحتاج لشحذ كل الجهود وكل الأفكار والمبادرات المتاحة ليس فقط لتجاوز العقبات بل لاقتناص الفرص، نحتاج لفتح أبواب الاجتهاد فى الرأى وعدم الخشية من الحوار ومن الانتقاد، ونحتاج لاستعادة كل الخبرات والكفاءات المصرية لكى تشارك وتدلى برأيها، بما فيها المهاجر والمعزول والموقوف دونما سبب مقنع، ونحتاج لتواصل مع صغار المنتجين والمستثمرين من خلال جمعياتهم ونقاباتهم واتحاداتهم كى يشعروا بأن أجهزة الدولة تحميهم بدلًا من أن تلاحقهم.