زياد بهاء الدين عن استثناء النواب لأخذ لقاح كورونا: كيف لا يكون حصولهم عليه قبل من يمثلوهم تمييزًا واضحًا وصارخًا ومخالفًا للعدالة؟
نائب رئيس الوزراء الأسبق: كنت أتوقع مطالبتهم بسرعة إتاحة التطعيم لدوائرهم.. ورفض الحصول على اللقاح قبل إتاحته لكل أبناء دائرته
كتب: عبد الرحمن بدر
علق الدكتور زياد بهاء الدين، نائب رئيس مجلس الوزراء الأسابق، على تطعيم النواب ضد كورونا، واستثنائهم من النظام الذي قررته وزارة الصحة للحصول على التطعيم.
وقال بهاء الدين: “المعروف في العالم كله – وما يتفق مع المنطق والعدالة – أن تقديم فئات من المواطنين على فئات أخرى يكون إما وفقا لخطورة الحالة الصحية (كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة) أو تعبيرا عن أهمية الأنشطة التي يقومون بها في المجتمع للوقاية من الوباء (الأطباء ومقدمو الرعاية الصحية)”.
وأضاف في تدوينة له: “فما سبب تقديم أعضاء مجلس النواب على باقي المواطنين في الحصول على اللقاح؟ ولم لا يكون ترتيبهم وفقا للمنظومةً الالكترونية السارية على باقي الشعب؟، الأعجب هو التبرير الذي قدمه رئيس مجلس النواب، حيث قال إن كل نائب بصرف النظر عن سنه وحالته يمثل آلاف المواطنين ويلتقي بهم، هذا هو الفارق بين النائب والمواطن، فارق وليس تمييزا”.
وقال زياد بها الدين: “لا أصدق أن يمر هذا التصريح والتبرير المصاحب له مرور الكرام، هل (تمثيل الشعب) يعني تقدم النواب على الناس في الحصول على اللقاح؟ وهل يقتصر هذا المفهوم الجديد للتمثيل البرلماني على اللقاح فقط أم يصبح للنواب أولوية في مزايا وحقوق أخرى لأنهم يمثلوننا؟، وكيف لا يكون حصول النائب على اللقاح قبل من يمثلهم تمييزا واضحا وصارخا ومخالفا للعدالة؟”.
وأوضح بهاء الدين: “أنا طبعا لست ضد تطعيم أعضاء المجلس لأن هذا حقهم، كما أن الستمائة جرعة التي ستخصص لهم لن تؤثر كثيرا في برنامج التطعيم القومي، ولكن يزعجني غياب فكرة العدالة واهتمام النواب بتقديم أنفسهم على الشعب الذي يفترض أنهم يدافعون عن مصالحه”.
وتابع: “كنت أتوقع أن يقف بعض النواب ويرفعون أصواتهم مطالبين بسرعة إتاحة التطعيم لكل أبناء وبنات دوائرهم، وربما يكون لدى واحد منهم أو أكثر الشجاعة ليعلن أنه يرفض الحصول على التطعيم ألا بعد أن يتاح لكل أبناء دائرته”.
وأضاف زياد بهاء الدين: “لكن ما حدث هو العكس .. أن النواب الموقرين يطالبون بأن يتم تقديمهم على باقي الشعب وعلى أهالي دوائرهم الانتخابية”.
واختتم: “أليس هذا وضعا غريبا ومؤسفا؟ أم أن بين نواب البرلمان من سوف يتداركوا هذا الخطأ الجسيم ويتراجعوا ويعلنوا احترامهم لنظام التسجيل القومي ورفضهم لهذا السلوك المشين؟”.
وكان البرلمان أعلن منذ أيام بدء تطعيم أعضائه ضد فيروس كورونا المستجد.