زهدي الشامي يكتب: أحاديث العاصمة.. ورباعي التطبيع .. وتداعيات أوكرانيا.. عشنا وشوفنا
الرباعي والتطبيع
شهدت عواصمهم الجديدة الاسبوع الجاري نشاطا كثيفا جاء في مجمله كاشفا لطبيعة العصر الحالي وما تخبئه لنا أيامنا القادمة، حيث شهدت العاصمة الصيفية الجديدة العلمين خلال الاسبوع الجاري الإجتماع الرباعى الذى ضم مع مصر رؤساء وملوك الإمارات والبحرين والأردن ، أفلا يتفضلون بإحاطتنا ولو بقليل من المعلومات عما تداول فيه هذا الإجتماع بدلا من ترك المصريين لتلقى الأخبار من مصادر أخرى ؟
ليس من الصعب أن نرصد أن الإجتماع ضم دولا كلها تطبيعية ، فماذا يمكن أن تقول تلك الدول .
إلا إن الإتفاق فى التطبيع لاينفى الخلاف فى ملفات أخرى هى مسألة حياة أو موت بالنسبة لمصر ، ونقصد سد النهضة ، الذى يبدو فيه الموقف الإماراتى مائعا وغامضا وبعيدا عن التضامن الواجب مع مصر ، و آخر تجليات ذلك بيان مندوب الإمارات فى الأمم المتحدة ، والذى لم يتطرق بكلمة لنقد المواقف الإثيوبية المتعتتة ، و أثار استياءا واسعا فى مصر .
. من الجوانب التى تتطلب وقفة و إفصاحا عما يجرى مايقال عن بحث تسهيل السبل لما يسمى استثمارت إماراتية فى مصر ، و هى تدفقات مالية لاتمثل استثمارا مفيدا ، بل تثير اعتراضات شعبية واسعة ، مثل مشروع الإمارات فى جزيرة الوراق المبنى على الإخلاء القسرى لألف السكان من منازلهم ، و تسهيل الإستحواذ على شركة مدينة نصر للإسكان التى تمتلك أراضى تصل قيمتها لمليارات الجنيهات ، فى سياق هجمة إماراتية للإستحواذ على الأصول المصرية الرابحة كان من بينها فى الفترة الأخيرة شركة أبو قير للأسمدة ، والبنك التجارى الدولى وغيرهما .
فهل هذا هو نموذج التعاون العربى البناء المنشود ؟
****
التصنيع على الطريقة المصرية
الأسبوع الجاري شهد مصطفى مدبولى فى العلمين الجديدة عاصمة حكومته الصيفية الجديدة، توقيع وزير نقله كامل الوزير عقد تصنيع وتوريد 320 عربة مترو للخطين الأول والثانى . الوزير أدلى بتصريحات مثيرة أن مصر أصبحت بوابة أفريقيا فى تصنيع عربات السكة الحديد ومترو الأنفاق . وقلت ياريت . ولكن بتتبع الحقيقة الفعلية تبين أن العربات الجديدة سيتم تصنيعها بموجب عقد مع شركة روتم الكورية الجنوبية ، وشركة نيرك المصرية المنشأة حديثا لمثل تلك الأغراض ، و أن نسبة المكون المحلى فى تلك العربات هى 31 % فقط ، أى إنها فى أغلبيتها انتاج أجنبى ، استيراد يلحق بالعربات الروسية والأسبانى والفرنساوى وغيرها كله استيراد بالعملات الصعبة ، رغم إن صناعة عربات السكة الحديدية فى مصر يرجع عمرها لحوالى خمسين عاما منذ تأسيس شركة سيماف ، التى سقطت من اهتمامات وعقل وقلب الحكومة تماما لأسباب نستطيع فهمها جميعا .
******
تداعيات حرب اوكرانيا .. عشنا وشوفنا
نعم كان من المتوقع ان تكون للحرب فى أوكرانيا ، والسياسات التصعيدية للحكومات الأوربية تجاهها ، بما فيها العقوبات ضد روسيا ، آثار على تلك الدول ، ولكن كنا نعتقد ليس للحد الذى نشهده الآن ، فالموقف فيها يبدو كارثيا لدرجة كبيرة ، و أداء القادة الأوربيين الحالى يبدو مثيرا بدوره للكثير من السخرية .
بريطانيا تشهد إقصاء رئيس وزرائها بوريس جونسون وجارى تنصيب خليفة له ، ولكن وضع الحكومة البريطاتية إجمالا هش للغاية ، مع تضخم تجاوز 10 % وبتوقعات أن يصل إلى 18 % ، وهو رقم غير مسبوق أوربيا ، و زيادة جديدة لأسعار الطاقة بنسبة 80% ، وفى هذا السياق تتصاعد الإضرابات العمالية الواسعة المعروفة تاريخيا يصلابتها وعنادها لعمال السكة الحديد والبريد وغيرها من القطاعات .
أما الرئيس الفرتسى ماكرون فيقول لشعبه صراحة أنه يجب أن ينسى زمن الرفاهية ، بينما تتجه الحكومة لإظلام باريس المعروفة بعاصمة النور ، معقول ؟
المستشار الألمانى و حكومته أيضا فى ورطة كبيرة ، و يلجئون إلى إعادة تشغيل المحطات النووية التى كانوا قد أوقفوها ، و إلى إعادة استخدام الفحم لتوليد الكهرباء ، ولا عزاء لمكافحة الإحتباس الحرارى ، فما رأى أنالينا بربوك وزيرة خارجية ألمانيا الشابة زعيمة حزب الخضر ؟. وقد وصل الأمر لدرجة السخرية عندما طالب المستشار الألمانى شولتز مواطنيه فى أحد اللقاءات بأن يكتفوا بالإستحمام مرة واحدة أسبوعيا ، مما أثار استهجانهم وسألوه فى المقابل عن ثروته فلم يستطع إنكار أنه يصنف بين الأغنياء .
وعطفا على نمط القادة الأوربيين فى الزمن الراهن لايمكن ألا نشير لرئيسة وزراء فنلندا الصبية سانا مارين ثلاثينية العمر ، التى تكررت فضائحها المرتبطة بممارسات مراهقة ، مرة برقصات ساخنة بشكل ثمل استدعى خضوعها لاختبار الكشف عن المخدرات ، وبعد أن اعتذرت بأيام عاد الحديث المنتقد لها بصور صديقاتها عاريات الصدور فى مقر رئاسة الوزراء . والذى يلفت نظرى هنا أن حاكمة بلد كفنلندا مازالت تعيش فى سن وممارسات المراهقة هى التى تتخذ قرارات تتصل بالحرب والسلام ، لدرجة اتخاذ قرار تاريخى بالغ الخطورة هو تخلى فنلندا عن سياسة الحياد التى تنتهجها منذ فترة مابعد الحرب العالمية الثانية بطلبها الإنضمام لحلف الناتو !
على رأى المثل عشنا وشوفنا