ريهام الحكيم تكتب: صفاء السراي.. أيقونة الثورة العراقية
الشهيد صفاء السراي… الشاعر.. المهندس .. والناشط السياسى، هو الشاب العشرينى الذي جمع كل ملامح العراق فى وجهه, والذى استشهد فى انتفاضة اكتوبر 2019 فى بغداد إثر قنبلة غاز استقرت فى رأسه ( تقرير البى بى سى ).
اعتبرت حادثة استشهاده أحد نقاط التحول فى الثورة العراقية من حيث منعطف التصعيد والحشد من قبل الثوار, وأصبح السراي أيقونة ورمزاً لشباب العراق الثائرين بل واتخذوه قائداً وملهماً لهم, ورفعوا شعارات مثل “ثورة يقودها شهيد ” و”أولاد ثنوه ” – إشارة الى والدة السراي التى توفيت عام 2017 بمرض السرطان – وغيرها لتخليد ذكرى السراي والشهداء الآخرين.
وُلد صفاء السراي عام 1993 وتوفي والده فى سن صغير, عاش طفولته أيام الحصار على العراق وبدأ مراهقته زمن الغزو الأمريكى على العراق, درس برمجة الكمبيوتر فى الجامعة التكنولوجية ببغداد, أجبرته البطالة أن يعمل حمالاً وكاتباً للعرائض أمام أحد مديريات الشرطة.
عاصر السراي الانقسامات الطائفية والعرقية فى بلاده, شاهد داعش تلتهم ثلث أرض العراق واختبر الفساد فى مؤسسات وطنه, السراي هو ابن جيل يحلم برؤية العراق دولة مستقلة وبعيدة عن التبعية وخالية من الفساد والطائفية.
انحاز السراي لأبناء وطنه المظلومين ومن ضاعت حقوقهم فى أدراج السياسيين, وعُرف بقلمه المسلط ضد النخبة الحاكمة.
شارك فى التظاهرات العراقية ضد الفساد عام 2011 -عهد نورى المالكي – واعتقل فى 2013 عقب تظاهرة للمطالبة بتقليص امتيازات المسؤولين العراقيين, كما شارك فى احتجاجات ضد حكومة حيدر العبادى.
تحول السراي إلى أحد أبرز الوجوه المشاركة فى جميع التظاهرات الاحتجاجية, اعتقل مرة أخرى فى 2018 عقب تظاهرة للمناطق الفقيرة فى بغداد.
وفي اوائل اكتوبر 2019 – ما عُرف لاحقاً بالثورة العراقية – عمل السراي على توثيق الانتهاكات التى ترتكب بحق المتظاهرين السلميين وكَتب الأشعار الشعبية لتقوية همة المتظاهرين.
استشهد فى 28 اكتوبر 2019 وكان نبأ وفاته شديداً على رفاقه وباقي شباب الثوار, شُيع جثمان السراي فى مشهد مهيب فى ميدان التحريربالعاصمة بغداد, وصارت صور السراي تزين جدران بغداد وباقي المحافظات المنتفضة, كما وصفته نيويورك تايمز الامريكية بـ “جيفارا العراق”.
من أشعار صفاء السراي :
بُشرى لَكم يا سِفاح العهدِ مَذبَحُنَا
واستبشِروا ايها الأعراب والعجمُ
لا فرق عندي كل ابغتى سُقمِ
والكُل يَطربُ إن ابلى بِنا ورمُ
هَذه حُدودي تَعالوا جَاهدوا بدمي
بل أاحرقُونِى على الخط يحتدمُ
و يَا عراق كَفانَا موتاً يا وطنى
لمَ المقابر حُبلي بك تَعتصمُ