رسالة من طبيب تدهورت حالته الصحية بعد كورونا: خلوا بالكم من نفسكم ومن إبني.. ومنى مينا: ياريت نبطل حالة الاسترخاء التام
عبد الرحمن بدر
“خلوا بالكم من نفسكم ومن ابني.. استودعكم الله”، بهذه الكلمات ودع الطبيب الشاب محمود أبو العزم، أحبابه ومحذرا من موجة ثانية من فيروس كورونا المستجد.
وقال محمود في رسالته التي تم تداولها على مواقع التواصل: “إلى العزل..والعناية…في انتظار الإسعاف.. بعد فشل العزل المنزلي رغم وجود الأوكسچين وتدهور حالتي في أقل من يومين”.
وأضاف في حسابه على (فيس بوك): “رايح للمكان اللي اتعمل على إيدي وإيدكم من الصفر واشتغلت فيه أيام طويلة من عمري طبيب فالمفروض أخلى عندي دم وما أخليش الفيروس يتمكن من الرئة زي ما اتمكن من جسمي..المفروض . أستودعكم الله الذي لا تضيع وودائعه…راضي وصابر ومُحتسب وغير قادر عالرد”.
وتابع محمود: “خلوا بالكم من نفسكم.. وماحدش يقول أجمد أنا جامد وشايل كمية وجع ماحدش يستحمل منها واحد في المية من قبل الفيروس..وهفضل جامد…دي الموجة التانية اللي بصرخ فيكم يومياً من كمية الناس اللي بكشف عليهم يومياً من أسبوعين أنها بدأت…لو ماكونتوش مصدقين أتمنى تكونوا صدقتم…خلوا بالكم من نفسكم…ومن إبني.. استودعكم الله جميعا”.
بدورها ردت الدكتورة منى مينا، وكيلة الأطباء السابقة على رسالة الطبيب بقولها: “شفاك الله وعافاك زميلنا العزيز، إن شاء الله نطمئن على حضرتك قريبا”.
وأضافت منى: “لعل الزملاء وأهلنا ينتبهوا، يا ريت نبطل حالة الاسترخاء التام اللي الجميع فيها دي، نرجوكم ..الحذر ..الحذر ..الحذر”.
يذكر أنه عرضت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، خلال اجتماع مجلس الوزراء، اليوم، برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، آخر المُستجدات الخاصة بموقف فيروس كورونا المستجد، حيثُ تناولت الوزيرة السيناريوهات المتوقعة للموجة الثانية من فيروس كورونا المستجد، حال حدوثها، لافتة إلى أن حدوث “موجة ثانية” يرتبط بالضرورة بشعور زائف بالأمان لدى الناس بأن الوباء قد انتهى، وبالتالي يدفعهم إلى التراخي في الإلتزام بالإجراءات الإحترازية والإلتزام بإرتداء الكمامات وتحقيق التباعد الإجتماعي.
وشدد رئيس الوزراء على أن الفترة الراهنة ـ مع قرب إنتهاء فصل الصيف ودخول فصل الخريف ـ ستشهد إستمرار الإجراءات المتخذة لمواجهة فيروس كورونا، محذراً من أن التزايد الملحوظ في أعداد المصابين مؤخراً يدفعنا إلى الحذر، ومتابعة تشديد الإجراءات الاحترازية، وتطبيق العقوبات المحددة على المخالفين، وذلك بما يجنبنا سيناريو حدوث موجة جديدة للوباء، وارتفاع منحنى الإصابات والوفيات بـشكل كبير كما حدث في بعض البلدان، ووجه مدبولي في هذا السياق باستمرار مُستشفيات الفرز والعزل في عملها واستقبال المصابين وتقديم الخدمة الطبية اللازمة لهم، والتشديد على الإلتزام بالإجراءات الإحترازية المختلفة.
وعرضت وزيرة الصحة خلال الاجتماع الإجراءات الواجب اتباعها خلال هذه المرحلة في ضوء تزايد أعداد الإصابات من جديد، للاستعداد لجميع السيناريوهات المحتملة، ومنها زيادة وتيرة العمل بمبادرات رئيس الجمهورية الخاصة بالصحة العامة، وخاصة مبادرة علاج الأمراض المزمنة، فضلاً عن استكمال التوعية بإتباع جميع الإجراءات الإحترازية وضمان عدم التراخي من جانب المواطنين، هذا بالإضافة إلى الإلتزام بمعايير مكافحة العدوى، داخل كافة منشآت الدولة حفاظًا على الصحة العامة، وتجنب حدوث موجة جديدة شديدة من المرض، الأمر الذي قد يفرض اتخاذ اجراءات صارمة من قبل الدولة لاعادة التزام المواطنين بالاجراءات الاحترازية.
ولفتت الوزيرة إلى أن التوصل إلى لقاح لن يمنع انتقال العدوى ولكن سيقلل فرصة انتشار العدوى، وفى حالة حدوث عدوى سيقلل من شدة الأعراض.
وأكدت الدكتورة هالة زايد أنه تمت مراجعة كافة الاجراءات المتخذة بمنظومة 105 للإستفسار والإبلاغ عن كل ما يتعلق بفيروس كورونا المستجد، وإبقاء القدرة الاستيعابية الحالية رغمًا عن انخفاض معدل الطلبات وذلك تحسبا لأي زيادة محتملة في التفاعل، كما يتم تدريب الأطقم الطبية بصورة مستمرة، من خلال منصة التعليم الالكتروني، ويشمل التدريب مهارات الرعاية المركزة، ومكافحة العدوى، وبروتوكولات العلاج.
وحذرت وزيرة الصحة والسكان، مما تلاحظ من تراخي بعض المواطنين في الالتزام بارتداء الكمامات بوسائل النقل العامة المختلفة، الأمر الذي قد يتسبب في انتقال العدوى بين المواطنين وزيادة أعداد الحالات مرة أخرى بعد انحسارها، الأمر الذى ينذر بحدوث موجة ثانية من الإصابة بالمرض مشددة بالتالي على أهمية الإلتزام بالاجراءات التي تتضمن الإبقاء على تفعيل اجراءات الرقابة والكمائن التى تضمن التزام المواطنين بارتداء الكمامات فى الطرق السريعة وداخل المدن وداخل وسائل النقل العامة مع الإلتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية الواجب إتباعها، واستمرار التزام كافة العاملين والمترددين على القطاعات والهيئات التابعة لجميع الوزارات بالضوابط المطلوبة، ومتابعة تكثيف التنويهات الإعلامية الخاصة بالإلتزام بالتعليمات والإجراءات الوقائية الواجب إتباعها والتأكيد على إلتزام المواطنين بالتباعد الجسدى وإرتداء الكمامات داخل وسائل النقل العام والأماكن العامة والتطهير المستمر للأيدى.
وأوضحت أن الإجراءات المطلوبة تشمل كذلك ضرورة إجراء تحليل PCR لسائقى الشاحنات الخاصة بنقل البضائع وكذلك للأطقم المساعدة بالمعامل التابعة لوزارة الصحة فى محافظات المغادرة بحيث يكون نتيجة التحليل مع السائق عند المغادرة وذلك لتسهيل دخولهم للدول التى تطلب حمل شهادة الـ PCR بإعتبار ذلك من متطلبات السفر الدولى حالياً، إلى جانب تنفيذ القرار الذي يقضي بحظر دخول القادمين إلى مصر دون شهادة تحليل PCR بنتيجة سلبية.
وأضافت الدكتورة هالة زايد، أنه في إطار التنسيق الدولي في مواجهة هذه الجائحة، تم تشكيل فريق وزارى داخل إقليم شرق المتوسط معنى بالإستجابة لجائحة فيروس كورونا المستجد،لافتة إلى أنه عقد اجتماع لهذه اللجنة الوزارية التي تضم بلدان مصر، لبنان، المغرب، عمان، السعودية، الصومال، العراق، لتحديد الممارسات الجيدة لمواجهة COVID-19 مع مراعاة ظروف البلدان المختلفة، وأنه جار التنسيق لتحديد أولويات العمل المشترك فى الفترة القادمة والذى يشتمل على تحديد تأثير COVID-19 على الخدمات الصحية الأساسية، وتحديد أكثر الأساليب فعالية لتخفيف إجراءات الإغلاق مع تجنب الارتفاع الكبير في الحالات والحفاظ على الأنشطة الاقتصادية، مع التنسيق بشكل أفضل لضمان التوزيع المناسب للقاحات والأدوية.
وعرضت الوزيرة الموقف المتعلق بآخر إحصائيات وأعداد موقف الإصابات الجديدة، وحالات الشفاء التي خرجت من المستشفيات، ومقارنة أعداد الإصابات في المحافظات، وإجمالي إشغال مستشفيات العزل، ما بين شاغلي الأسرّة الداخلية، وأسرّة العناية المركزة، وأجهزة التنفس الصناعي.