رسالة طبيب على خط المواجهة مع كورونا للمسئولين: لن أتحدث عن بدل العدوى.. لكن هل ستعاملون المتوفين منا باعتبارهم شهداء؟
كتب / أحمد سلامة
وجه د. محمد حسن هلال الطبيب بمستشفى الحُميات، رسالة عبر موقع التواصل الاجتماعي، تساءل فيها عن تعامل الدولة مع من سيموت من الأطباء والأطقم الطبية الموجودة الان في مواجهة “فيروس كورونا”.
وفي تدوينته، قال الطبيب إنه لن يتحدث عن السلبيات التي يعاني منها الأطباء مثل بدل العدوى البالغ (19 جنيها)، لكنه يسأل عن مصير من يموت منهم بسبب تفشي الوباء، ماذا ستقدم لهم الدولة؟ هل ستعتبرهم شهداء الواجب والوطن؟ هل سيتم تقديرهم والحفاظ على عائلاتهم والتكفل بهم وتحقيق حياة كريمة لهم؟.
وقال حسن، “أرجوكم، متسبيوش حقي وحق أولادي يضيع أرجوكم متسيبوش أولادي وعيلتي يضيعوا وفروا ليهم عيشة وحياة كريمة زي مانا بحاول أوفرها ليهم وأنا عايش وزي ماكنت بتمنالهم.. أنا روحي فدا بلدي ولن أقصر يومًا في واجبي بس عيالي أمانة فى أيدك يابلدي”.
وأضاف، “لكل من يقرأ رسالتي هذه أمانة في رقبتك إلى يوم الدين ولن أسامحكم جميعا وسوف أقف أمام الله يوم القيامة وأكون خصما لكل شخص قصر في هذه الأمانة، أريد من كل شخص أن يقوم بايصال هذه الرسالة للمسئولين في الدولة بعد وفاتي مش ليا فقط برضة عشان خاطر زمايلي وكل الأطقم الطبية اللي ممكن يحصلهم حاجة واللي شايلين أرواحهم على أيديهم وواقفين حتى هذه اللحظة وصامدين”.
وإلى نص الرسالة…
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
أهلي الكرام وأصدقائى الأعزاء
الجميع يعلم اننى اعمل حاليا في الصفوف الأمامية لمجابهة هذا الوباء اللعين بحكم عملي بمستشفى الحميات، هذا الوباء الذي يضرب بلادي والعالم أجمع ونحاربة بكل ما أوتينا من قوة.
أنا بكتب الكلام دة حاليا وأنا بكامل الصحة والعافية وبمارس حياتي في عملي الحكومي والخاص بكل ما أوتيت من قوة وجهد وبدون خوف ولا ذعر من أي شئ على الإطلاق، وأفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله وإخلاصا للقسم الذي أقسمته عند تخرجي أن أحافظ على حياة المرضى وأقوم بعلاجهم ولا أتوانى لحظة في خدمة أي شخص أستطيع أن أقدم له مساعدة طبية خاصة بتخصصي بما يقتضيه الواجب والقانون، وأشهد الله أنني أضع مصلحة المريض أولا في كل تعاملاتي وكل مايخص المريض نفسيًا أولا ثم ماديًا والله على ما أقول شهيد ويشهد الله أيضا على أننى كنت أراعي حالة المريض النفسية أولا قبل حالته المادية، وكان شغلى الشاغل أن أصل ف النهاية إلى مايريح المريض واسعى بكل جهدى أن اسخر العلم الذى تعلمتة في خدمة جميع المرضى دون تفرقة أو تمييز ويشهد الله أنني ما قصرت يومًا في أداء واجبي وكان علمي مُسخرًا فقط لهذا السبب وليس لربح مادي فقط سواء في عملي الخاص أو العام وأشهد الله أنني ماتربحت يوما مليمًا واحدًا من عملي الحكومي ولا الخاص بدون وجه حق وكنت أراعي الحالة العامة للمريض وأتمنى من الله ومن كل شخص رأى مني غير ذلك أن يسامحني فلو حدث اقسم أننى لم أقصد ذلك وأنني كنت حريص على ذلك في كل تعاملاتي، أشهد الله أنه ومنذ بدأ هذا الوباء وأنا اقوم بعملي بدون خوف أو ملل أو تعب ابتغاء مرضاة الله.
أكتب الآن لأنني أصابني الخوف والفزع مما هو قادم ومصيري، أنا أعلم أن الأعمار بيد الله وأن لكل أجل كتاب ولكني لا أخشى الموت ولكن أخشى على عائلتي مما قد يحدث لها إذا انتهت رحلتي معهم عند هذا القدر وهم مازالوا صغارًا أعلم أيضًا أن الله معهم ولن يضيعهم ولكني اتكلم كأب اتكلم وأنا بقلبي غُصة وأنا اتألم وأنا موجوع وبي من القلق ما يكفي لهدم مدن،
فعملي الآن هو بالخطورة الكافية التي تجبرني على هذا الخوف.
الخوف من المجهول.. نعم المجهول
أحيطكم علمًا فقط بأنه لم يخرج أي مسؤول حتى الآن أو إعلامي حر يتحدث عما قد تفعله الدولة لمن سيموت من الأطباء والأطقم الطبية الموجودة الآن في صدر جبهة القتال، ما هو مصيرهم، ماذا ستقدم الدولة لعائلات هولاء الرجال هل ستعتبرهم الدولة شهداء الواجب والوطن ويتم تقديرهم والحفاظ على عائلاتهم والتكفل بهم وتحقيق حياة كريمة لهم.
أنا لا أريد أي شئ في حياتي ولن أحدثكم عن الراتب الشهري الزهيد الذي أتقاضاة ولا عن بدل العدوى ١٩ج الذي اتقاضاه وأنا ليل نهار معرض لعدوى مميتة، أنا لا أريد شيئا في حياتي غير التقدير والاحترام ولكن جل ما أريده هو تقدير عائلتي وضمان حياة كريمة لهم إذا توفاني الله ونحن نجابه هذا المرض اللعين فنحن في معركة مع عدو مجهول لا يعلم نتيجتها إلا المولى عز وجل والذي أتمنى فيها أن يكون النصر حلفينا.
سأتلو عليكم نصا.. لكل من يقرأ رسالتي وهذه أمانة وهي في رقبتك إلى يوم الدين ولن أسامحكم جميعا وسوف أقف أمام الله يوم القيامة وأكون خصما لكل شخص قصر في هذه الأمانة لأنني الآن في فترة خوف وضعف ليس على نفسي وربى يشهد على ذلك ولكن على عائلتي وكل من يحبني.
أريد من كل شخص أن يقوم بايصال هذه الرسالة للمسئولين في الدولة بعد وفاتي مش ليا فقط برضة عشان خاطر زمايلي وكل الأطقم الطبية اللي ممكن يحصلهم حاجة واللي شايلين أرواحهم على أيديهم وواقفين حتى هذه اللحظة وصامدين.
متسبوش حقى وحق أولادي يضيع أرجوكم #متسبوش أولادي وعيلتي يضيعوا وفروا ليهم عيشة وحياة كريمة زي مانا بحاول أوفرها ليهم وأنا عايش وزي ماكنت بتمنالهم.. أنا روحي فدا بلدي ولن أقصر يومًا في واجبي بس عيالي أمانة فى أيدك يابلدي.
أرجوكم تعرفوا أن احنا كلنا بنجابه الموت في كل لحظة واحنا مش خايفين بس لازم نطمن على الناس اللي في رقبتنا
إذا توفاني الله فإني استودعه أولادي وعائلتي اللهم احفظهم واجبر بخاطرهم ولا تحوجهم يا الله إلا إليك ولا تجعل مصائرهم في ايد أحد من خلقك واجعل من عبادك من ييسر لهم كل عسير في هذا الدنيا.. وإذا أخذتني إليك خذني وأنت راضٍ عني يارب العالمين.