رحل صاحب الضمير الحي| الحزن يعم الوسط الصحفي بعد وفاة رجائي الميرغني.. وأسرة “درب” تتقدم بتعازيها
كتب – أحمد سلامة
حالة من الحزن سادت الوسط الصحفي عقب تداول نبأ وفاة الكاتب الكبير رجائي الميرغني، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، ووكيل نقابة الصحفيين الأسبق، عن عمر ناهز 72 عامًا.
ضياء الميرغني، شقيق الكاتب الراحل، كتب فجر اليوم على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك:” إنا لله وإنا إليه راجعون، وداعًا أخي الكبير رجائي الميرغني”.
وتتقدم أسرة “درب” وحزب التحالف الشعبي بخالص العزاء في الراحل الكبير لأسرته، ولكل الأسرة الصحفية التي فقدت قامة كبيرة.
ورجائي الميرغني من مواليد 25 سبتمبر 1948 بمحافظة المنيا، تخرج في قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1970، وبدأ حياته المهنية محررًا بقسم الأخبار بوكالة أنباء الشرق الأوسط في العام ذاته، وتنقل بين مختلف إدارات التحرير ثم تخصص في الشئون الفلسطينية والعربية وعمل نائبا لرئيس التحرير اعتبارا من عام 2007.
شارك الميرغني في حرب أكتوبر عام 1973 أثناء فترة تجنيده منذ عام 1972 وحتى 1975، وقاتل ضمن صفوف اللواء 16 مشاة في معركة “المزرعة الصينية” بالدفرسوار، وأصيب بشظية مدفعية خلال هذه المعركة.
ارتبط الميرغني بتاريخ مؤسسي ونقابي كبير، فعلى مستوى وكالة أنباء الشرق الأوسط، شارك مع زملائه في حملة رفض إلحاق الوكالة بوزارة الإعلام عام 1984 والتي انتهت بإعلان الحكومة تخليها عن هذه الفكرة.
وعلى المستوى النقابي ساهم الراحل في معارك كبرى للدفاع عن حرية الصحافة واستقلال النقابة من بينها التصدي لقانون 93 وشارك ضمن لجنة ضمت أحمد نبيل الهلالي والمستشار سعيد الجمل والدكتور نور فرحات وحسين عبدالرازق ومجدي مهنا في إعداد “مشروع قانون الصحافة”، وفاز بعضوية مجلس النقابة للمرة الأولى خلال دورة 1995 – 1999.
ألف “الميرغني” العديد من الكتب أبرزها “الصحفيون في مواجهة القانون 1993” الذى صدر عن دار الهلال، وكتاب “نقابة الصحفيين” ضمن سلسلة النقابات المهنية التى يشرف عليها مركز الدراسات الإستراتيجية بمؤسسة الأهرام.
وللميرغني عدد كبير من المقالات والدراسات المنشورة بمختلف الدوريات حول قضايا الصحافة والتطور السياسى والنقابي.
كرمته الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ضمن 34 شخصية عامة أسهمت في تعزيز جهود التحول الديمقراطي خلال العقد الأول من الألفية الثالثة (2010)، وأسهم في تأسيس الإئتلاف الوطني لحرية الإعلام وتم اختياره منسقا عاما له في أبريل 2011.
موجة من الحزن اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، إثر انتشار النبأ، فعلى صفحته كتب الصحفي ورئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مدحت الزاهد، “هزنى الخبر الحزين فى رحيل انسان نادر تعلمت منه اجمل القيم .. الصديق والرفيق الغالى رجائي الميرغنى القطب الكبير لمعارك الدفاع عن استقلال النقابة وحرية الصحافة واسقاط قانون حماية الفساد فى معركة من معارك النقابة المشهودة ضد الحيتان. وكان الميرغني نموذجا فى العطاء كوكيل أول نقابة الصحفيين ونائب رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط .. نموذجا للصحفى والنقابى والإنسان الحر فى إخلاصه وصدقه وأمانته ونزاهته واستقامته ومثابرته على الانتصار للمبادىء والانحياز للحق وإدارة معارك النقابة والصحافة بشجاعة وحكمة وافق جبهوى يجمع ولا يفرق، مظلته حرية الصحافة،واستقلال النقابة وطوال مسيرته كان عنوان الميرغني الشرف وبوصلته الاخلاق والمبادىء ومسيرته عطاء متصل .. خالص العزاء لصديقة العمر خيرية شعلان وحبايب قلبى سوسنة وحاتم ولشقيقه ضياء ورفيق رحلة العمر الهامى الميرغني وكل أسرة الميرغنى وانا معهم ومع الاسرة الصحفية وأحرار الوطن أتلقى العزاء فى الفقيد الكبير بعد أن صدمنى الخبر الحزين وكل ثقة أن شمسه لن تغيب”.
الطبيب والأستاذ بمعهد تيودور بلهارس، علاء عوض، دون قائلا “وداعا للأستاذ الكبير والمعلم النبيل والصديق الغالي رجائي الميرغني”.
في نعيه كتب هشام يونس، عضو مجلس نقابة الصحفيين، “رحيل النقابي المخضرم الأستاذ رجائي الميرغني وكيل نقابة الصحفيين الأسبق”.
وطالب يونس بالدعاء للفقيد قائلا “اللهم بحق هذا الفجر تقبله في جنتك وارحمه واغفر له واجعل قبره روضة من رياض الجنة وارزق أهله وذويه الصبر والسلوان وأنزل السكينة والطمأنينة في قلوبهم واحشره مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا”.
محمد سعد عبدالحفيظ، عضو مجلس “الصحفيين”، كتب على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “إنا لله وإنا إليه راجعون.. فقدت الاسرة الصحفية الأستاذ الكبير رجائي الميرغني، غفر الله له بما قدم لمهنته ووطنه”.
“صاحب الضمير الحي”، هكذا وصفه الكاتب وعضو مجلس نقابة الصحفيين عمرو بدر، في تدوينة عبر صفحته على “فيس بوك” قائلا “البقاء لله في الكاتب الصحفي الكبير والنقابي المحترم صاحب الضمير الحي والمباديء الملهمة ومعلم الأجيال الأستاذ الكبير رجائي الميرغني.. اللهم تقبله بواسع رحمتك في واسع جنتك واجزه خيرا”.
وتروي إكرام يوسف إحدى الوقائع التي حدثت لها مع الكاتب الراحل، وتقول في تدوينة “بهدوئه المعهود، غادرنا استاذنا رجائي الميرغني.. الصحفي الكبير، المناضل الحر، النقابي المخلص الشريف، الانسان النبيل، الصديق الرائع”.
وتضيف “يدين له الصحفيون ونقابتهم بالكثير، وكنت أتمنى -ككثير من الصحفيين – أن نراه نقيبا، لتعود للنقابة مكانتها وحريتها ويعود للصحفيين احترامهم..لكن الله لم يرد لنا تحقق هذه الأمنية”.
وتستكمل “شخصيا، مدينة له بعضويتي في نقابة الصحفيين، حيث كان رئيس لجنة القيد التي قبلت اوراقي ومنحتني العضوية.. وكنت نشرت من قبل انه اخبرني بعد سنين طويلة من عضويتي بالنقابة ومن صداقتنا التي نشأت بعد ذلك، ان المباحث العامة أرسلت خطابا للنقابة تحذر فيه من ضمي للنقابة باعتباري “ذات افكار يسارية متطرفة”!!! فما كان من استاذنا الا انه نحى الخطاب جانبا، واجرى امتحان القبول كما ينبغي، وفحصت اللجنة اوراقي وإنتاجي الصحفي والكتب التي صدرت بترجمتي، ثم قررت قبول عضويتي!.. ونشرت على صفحتي هنا من قبل صورة لخطاب المباحث العامة منحها لي استاذنا بعد سنوات طويلة من الواقعة!!”