رئيس بيلاروسيا: لا أستبعد إمكانية فرض قيود على حركة “الترانزيت” عبر البلاد في حال فرض عقوبات غربية علينا
كتب – أحمد سلامة ووكالات
قال رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو، اليوم إنه لا يستبعد إمكانية فرض قيود على حركة الترانزيت عبر بلاده، في حال فرض الدول الغربية عقوبات جديدة ضد الجمهورية.
وأضاف لوكاشينكو، في اجتماع في مينسك بشأن مواجهة العقوبات الغربية ضد بيلاروس: “إذا صعدت الدول الغربية، الموقف ضد بيلاروس بمراحل جديدة من العقوبات، فسيتوجب عليها أن تستخدم القطب الشمالي والبحر المتوسط في الترانزيت”.
وأكد الرئيس البيلاروسي، أن سلطات الجمهورية لا تزال تتصرف في ظروف الوباء “بشكل إنساني فيما يتعلق بالعبور والترانزيت، وحركة سيارات الشحن والخفيفة”.
وفرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا والولايات المتحدة وكندا وعدد من الدول الأخرى، عقوبات على مراحل ضد العديد من المسؤولين البيلاروسيين، وكذلك شركات حكومية، بعد اتهام سلطات مينسك بانتهاك الانتخابات وانتهاكات حقوق الإنسان. وفي يونيو، أطلق الاتحاد الأوروبي عقوبات اقتصادية قطاعية ضد بيلاروس.
كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد قال إن موسكو كانت وستظل تدعم بيلاروسيا في مواجهة الضغوط الغربية. وشدد بوتين، خلال مشاركته مع نظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، الخميس، عبر تكنولوجيا الفيديو كونفرانس في الجلسة العامة للدورة الثامنة من منتدى أقاليم البلدين، على أن بيلاروس “ليست جارا جيدا فحسب بل وأقرب حليف لنا بالدرجة الأولى”.
وقال: “سنواصل تقديم كل أنواع الدعم إلى الشعب البيلاروسي الشقيق في الظروف السياسية الداخلية المعقدة التي يمر بها حاليا على خلفية استمرار الضغط السياسي والعقابي والمحاولات العنيدة لزعزعة الاستقرار من الخارج”.
وندد بوتين بقرار الاتحاد الأوروبي فرض حظر على تصدير بعض أنواع السلع إلى بيلاروس، مبديا قناعته بأن هذا الإجراء يضر بمصالح المواطنين في البيلاروس، وتابع: “هذا ما يتعين على من يرتكب مثل هذه الأفعال أن يفكر فيه”.
وجاء تأييد بوتين لبيلاروسيا، على الرغم من الاتهامات بالقمعية والديكتاتورية التي تطال رئيس البلاد لوكاشينكو، وذلك في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة.
وشهدت بيلاروسيا تصاعد موجة من الاحتجاجات بعد الانتخابات الرئاسية في 9 أغسطس التي أعلن عن فوز لوكاشينكو فيها بولاية سادسة في تصويت وصفت المعارضة نتائجه بالمزورة مطالبة بتنحيه عن السلطة وتنظيم اقتراع جديد، واستخدمت قوات الأمن قنابل صوتية والغاز المسيل للدموع وغير ذلك من المعدات الخاصة لإخماد الاحتجاجات التي لا تزال مستمرة وإن بوتيرة أقل حتى الآن.
ومؤخرا، أدانت دول غربية بيلاروسيا لتحويلها مسار طائرة كانت تمر عبر أجوائها واعتقال صحفي معارض من مواطنيها كان على متن الطائرة.
وكانت الطائرة متوجهة إلى ليتوانيا، ولكن بيلاروسيا أرسلت طائرة حربية لإجبارها على الهبوط، بحجة وجود تهديد بقنبلة، واعتقلت السلطات في بيلاروسيا الصحفي رومان بروتاسيفيتش بعد هبوط الطائرة وكان الصحفي، البالغ من العمر 26 عاما، على متن رحلة تابعة لشركة “ريان أير” الأيرلندية قادمة من العاصمة اليونانية أثينا.
وكانت الطائرة على وشك الهبوط في فيلنيوس، عاصمة ليتوانيا، لكنها كانت لاتزال في المجال الجوي لبيلاروسيا حين أُجبرت على الهبوط في عاصمة البلاد، مينسك.
وروى شهود أن الناشط كان “مذعورا”، وقال للمسافرين معه إنه سيواجه “عقوبة الإعدام”. وتجدر الإشارة إلى أن بيلاروسيا هي الدولة الأوروبية الوحيدة التي مازالت تطبق عقوبة الإعدام.
وذكرت وسائل الإعلام الرسمية في بيلاروسيا أن الرئيس، ألكسندر لوكاشينكو، أمر شخصيا بتنفيذ العملية.. ووصلت الطائرة إلى فيلنيوس متأخرة ست ساعات عن الموعد الأصلي لوصولها.
ويشن الرئيس لوكاشينكو، البالغ من العمر 66 عاما، ويرأس البلاد من عام 1994 حملة واسعة النطاق ضد أصوات المعارضة، منذ إعادة انتخابه في أغسطس الماضي في ظروف مثيرة للجدل.
فقد تعرض معارضون بارزون إلى الاعتقال ودُفع آخرون إلى مغادرة البلاد.
وأثار الحادث تنديدات شديدة اللهجة من دول الاتحاد الأوروبي. وطالب بعضها بالإفراج الفوري عن بروتاسيفيتش وفتح تحقيق في القضية.
وحض رئيس ليتوانيا، غيتاناس ناوسيدا، الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات اقتصادية جديدة على بيلاروسيا.. وقال في تصريح لبي بي سي إن مثل هذا الإجراء “سيكون له تأثير كبير على سلوك النظام البيلاروسي”.
ويخضع عشرات المسؤولين البيلاروس، بينهم الرئيس لوكاشينكو إلى عقوبات من الاتحاد الأوروبي، من بينها منع السفر وتجميد الأصول. وفُرضت عليهم هذه العقوبات بسبب قمع المعارضة.
وقالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إن هذا التصرف “الشائن والمخالف للقانون” ستكون له “عواقب”. وندد وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بهذا “التصرف الصادم”، قائلا إن إدارة الرئيس جو بايدن “تنسق الرد عليه مع شركائنا”.