رئيس الوزراء الباكستاني يبرر جرائم الاغتصاب بملابس النساء.. وزوجتاه السابقتان تتهمانه بالترويج للعنف الجنسي
مونت كارلو
تعرض رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان لانتقادات شديدة من قبل زوجتيه السابقتين وجمعيات حقوقية بسبب تصريحاته التي وصفت بـ” المتحيزة جنسياً” ضد المرأة والتي قال فيها إن ارتفاع حالات الاعتداء الجنسي في البلاد يعود إلى “الابتذال المتزايد” لملابس النساء.
وأدلى لاعب الكريكيت السابق بهذه التصريحات، خلال لقاء تلفزيوني مباشر الأحد الماضي، يرد فيه على أسئلة الجمهور، دعا فيه النساء لـ”التستر” ودافع عن الحجاب باعتباره يمنع “الإغراء” على حد تعبيره.
ورداً على سؤال أحد المتصلين حول ما تفعله الحكومة بشأن زيادة العنف الجنسي وخاصة ضد الأطفال في باكستان، قال خان: “إذا استمرت زيادة الابتذال في المجتمع، فمن المؤكد أن ذلك سيؤدي إلى هذا الأثر”.
وانتقدت جمايما جولد سميث، الزوجة البريطانية السابقة لخان، تصريحاته وقالت إنها تأمل “أن يكون هذا اقتباساً خاطئاً أو ترجمة خاطئة”، وتابعت “عمران الذي أعرفه كان يقول إنه من الواجب وضع الحجاب على عيني الرجل وليس على المرأة”.
ووجهت ريهام خان، الزوجة السابقة الثانية لرئيس الوزراء، انتقادات له قائلة: “كلما تحدث عمران أقل، كان ذلك أفضل للجميع”، واتهمته بالترويج “لثقافة الاغتصاب وتبرير الاغتصاب”.
ورغم أن عمران خان ندد بالجرائم المرتكبة ضد المرأة، إلا أنه أتبع ذلك مستشهداً بأمثلة من “بوليوود” و”هوليوود” وثقافة “الجنس والمخدرات والروك أند رول” في إنجلترا في السبعينيات، وقال إن هذه الأمور كانت مسؤولة عن ارتفاع معدل الطلاق وتفكك الأسر في الغرب.
وقال بيان صادر عن “منتدى العمل النسائي” الباكستاني وجماعات حقوقية أخرى إن تصريحات خان “غير صحيحة وخطيرة” وستؤدي إلى “صدمة وإسكات الناجيات من العنف الجنسي”.
وتابع البيان: “في بلد لا يمثل إجمالي حالات الاغتصاب المبلغ عنها سوى غيض من فيض”، يتجاهل خان الاعتداء الجنسي على الفتيات والرضع والفتيان الذي يحدث في المنازل والمدارس (الدينية الإسلامية).
المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء رؤوف حسن برر بالقول إن تصريحات خان “أسيء تفسيرها” وأن اختيار سطر واحد من حديثه تسبب في تشويه وجهة نظره وتحريفها.
تعتبر باكستان واحدة من أسوأ البلدان بالنظر إلى سلامة المرأة والمساواة بينها وبين الرجل. وكان من آخر الحوادث واقعة اغتصاب جماعي لسيدة على طريق سريع أمام أطفالها بعد تعطل سيارتها في أيلول 2020.
اندلعت على إثر ذلك الاحتجاجات بعد أن ألقى مسؤول كبير في الشرطة باللوم على الضحية وتساءل عن سبب قيادتها لوحدها في الليل وعن كونها لم تختر طريقاً أكثر ازدحاماً.
ووفقاً للبيانات الرسمية، من بين 22 ألف حالة اغتصاب تم الإبلاغ عنها للشرطة في السنوات الست الماضية، تمت إدانة 77 متهماً فقط. كما يتم الإبلاغ عن 11 حالة اغتصاب على الأقل في البلاد كل يوم.