ذعر وفقدان ثقة في بيانات الحكومة المصرية.. هل ندفع الآن ثمن حجب المعلومات وانعدام الشفافية؟
كتبت- شيماء أحمد
تسيطر حالة من عدم الثقة في بيانات وزارة الصحة المصرية الخاصة بفيروس كورونا الجديد، ويزعم مستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي بانتشار الفيروس داخل البلاد في ظل تعتيم حكومي، وهو ما أدى إلى زيادة حالة القلق لدى الكثير من المواطنين.
وحول هذا الأمر، قال الصحفي محمود كامل، عضو مجلس نقابة الصحفيين، عبر حسابه على موقع فيسبوك: “ندفع الآن ثمن فقدان المواطن ثقته في كل وسائل الإعلام”.
وأضاف كامل: “ندفع الآن ثمن ترك المساحة لإعلام بديل مخرب، ندفع الآن ثمن التضييق على الحريات وخنق الصحافة الحقيقية، ندفع الآن ثمن حجب المعلومات، ندفع الآن ثمن انعدام الشفافية”.
وتابع: “ندفع الآن ثمن الغباء، الأضرار بسيطة مؤقتا بسبب حسن إدارة الأزمة على غير العادة- حتى الآن- فيما يتعلق بفيروس كورونا، لكنه جرس إنذار وتحذير للجميع بأن استمرار الأوضاع الحالية نتيجتها كارثية على الجميع المؤيد قبل المعارض.
أما الصحفي بوكالة “سبوتنيك” الروسية، محمد الخولي، فاقتبس عن الكاتب الراحل مصطفى أمين قوله في كتاب “صاحبة الجلالة في الزنزانة” إن “حرية الصحافة هي النوافذ التي يطل منها الشعب على حكامه وبعض الحكام يعامل الشعوب كالأطفال قد يغلق النوافذ حتى لا يصاب الشعب بالبرد والزكام، ولكن إغلاق النوافذ يؤدي إلى اختناق الشعب، وإني أفضل أن يعيش الشعب معرضا لمرض الزكام على أن يموت مختنقا. وهذا هو وضعنا الأن نموت بالاختناق والنظام يعتقد أنه يحمينا ويحمي نفسه، والحقيقة أنه بغير حرية الصحافة يعتقد الحاكم أنه يسير إلى الأعلى بينما هو يغوص في الطين، يعتقد أنه يمشي على قدميه بينما هو يسير على رأسه، يعتقد أنه يعدّل الأوضاع بينما هو يقلبها رأسا على عقب”.
وقالت الصحفية بموقع “رصيف 22” شيماء حمدي: “لو كان عندنا صحافة حرة تشوف شغلها وحكومة عندها شوية شفافية مكنش الذعر اتمكن من الناس والشائعات كترت كده”.
ويزعم مصريون عبر حساباتهم على مواقع التواصل بانتشار فيروس كورونا في البلاد، فعلى سبيل المثال يقول شخص يدعى أحمد خليفة، عبر موقع تويتر: “احب ابشركم ان فعلاً كورونا دخل مصر وفي حالات مصابه بيه بس يا وزارة الكُحه نايمه ومش عارفه مين ميت من مين حى يا قصدين يخلو الموضوع صامت علشان الي يموت يموت ع الهادى”.
وفي ذات السياق الرامي إلى انتشار فيروس كورونا في مصر، قال شخص آخر يدعى سيف إن “الحكومة مش هتسمح لحد أنه ينشر حاجة عن الكورونا الا لما يموتلها اد 100 كدا ويتصاب 20 الف ولا حاجة، عشان بس يبقا معاهم ارقام يعرضوها انما تقولي حالة هنا وحالة هناك”.
ولم يخلو الأمر من السخرية، حيث قال شخص يدعى إبراهيم البرادعي: والله لو مصر مفيهاش كورونا… تبقي وزارة الصحه المصرية زي الفل، ولو مصر فيها كورونا و باقي العالم ميعرفش يبقي الأمن المصري زي الفل، ولو مصر فيها كورونا و وزارة الصحه و الأمن المصري ميعرفوش يبقي الشعب المصري زي الفل”.
وقال شخص آخر يدعى جابر: “مفيش أمل في وزارة الصحة أنها تعلن عن وجود كورونا, إحنا أملنا الوحيد دلوقتي أن الفيروس يطور نفسه ويقدر يتكلم وهو إللي يعلن أنه موجود في مصر”.
وعلق الإعلامي محمد عبدالرحمن على سخرية المصريين من فيروس كورونا قائلا عبر حسابه على موقع تويتر: “المصريون هم الشعب الوحيد في العالم -فيما أعرف- الذين جردوا كورونا المخيف من هيبته، وحولوه إلى سلسلة لا تنتهي من النكت! تيجي سيرة الوباء الدنيا كلها تترعش.. إلا في مصر؛ متبقاش عارف تضحك ولّا تعطس!”.
ويوجه كتاب مصريون موالون للنظام الحاكم الاتهامات لجماعة الإخوان المسلمين بنشر الشائعات الخاصة بانتشار فيروس كورونا في مصر.
وفي هذا السياق يقول شخص يدعى إبراهيم بهزاد، من دولة الإمارات: “في خانة البحث بتويتر لو وضعنا اسم ( #مصر ) و ( #كورونا ) لأكتشفنا بأن البعض قد أصابهم فايروس الحقد و داء الغِل و مرض الحسد وكل ذلك لأنهم يتمنون ( الشر و الأذى ) لمصر و يحاولون استغلال اي حدث في العالم لنشر الأكاذيب و الإشاعات لمحاولة الإضرار بالوضع في مصر”.
مصر أعلنت صباح الإثنين، اكتشاف حالة إيجابية لأجنبي مصاب بفيروس كورونا المستجد في مصر. وتعد هذه الحالة هى الثانية فى مصر لفيروس كورونا المستجد، علما بأن الحالة الأولى قد تعافت وخروجت من المستشفي بعد تلقيها الرعاية اللازمة.
وكانت منظمة الصحة العالمية، قد رفعت يوم الجمعة الماضي، مستوى خطورة انتشار فيروس كورونا في العالم إلى “مرتفع جدًا”، تزامنا مع وصوله إلى أكثر من 50 دولة.