ذا ناشيونال: غضب في مصر بعد ارتفاع أسعار الدواجن وسط “زيادات هائلة” في الأسعار ناجمة عن نقص الأعلاف
الموقع: محال الدواجن سجلت زيادة في الطلب على أقدام الدجاج والهيكال العظمية.. والغضب يجتاح المواطنين بسبب أزمة الاقتصاد
كتب – أحمد سلامة
قال موقع “ذا ناشيونال” إن المصريين بدأوا في تقليص كمية الدجاج التي يتناولونها كل أسبوع وسط “زيادات هائلة” في الأسعار ناجمة عن نقص الأعلاف، ما زاد معدلات الغضب في مصر.
وقال الموقع إن محال الدواجن سجلت “زيادة في الطلب على أقدام الدجاج وهيكلها العظمي، حيث يبحث المستهلكون عن مصادر البروتين بأسعار معقولة”.
وتحدثت مواطنة مصرية تُدعى منال حمدي تبلغ من العمر 45 سنة، وهي أم لأربعة أطفال في أحد أحياء القاهرة الفقيرة، حيث قالت لـ “ذا ناشيونال”: “أطهو الآن الدجاج أو اللحم مرة واحدة في الأسبوع، في باقي أيام الأسبوع، أطبخ العدس أو الفول بالصلصة أو الباذنجان وأنا بذلك لست من المصريين الأسوأ حالًا”.
وتضيف حمدي، حسب الموقع، “تزن الدجاجة أقل من الثلث بعد تنظيفها، لإطعام عائلتي المكونة من ستة أفراد، نحتاج إلى كيلوجرامين من اللحم على الأقل لوجبة واحدة.”
وتراوح سعر الكيلوجرام من الدجاج، الثلاثاء، بين 61 و 75 جنيها (2 دولار إلى 3 دولارات)، بينما قبل ثلاثة أشهر كانت التكلفة تتراوح بين 40 و 50 جنيها بينما في نفس الوقت من العام الماضي كان سعر الكيلوجرام الواحد 35 جنيها.
وأشار الموقع إلى أن الطلب على أقدام الدجاج في البلاد ارتفع بعد منشور على “فيسبوك” من قبل المعهد القومي للتغذية في مصر، وهو مركز مملوك للدولة، واصفًا إياها بأنها مصدر “ميسور التكلفة” للبروتين.
لكن الموقع استدرك، مشيرًا إلى أن المنشور قوبل بالغضب من قبل الملايين على وسائل التواصل الاجتماعي بسبب الأزمة الاقتصادية التي جعلت كثير من المصريين يضطرون إلى تناول طعام أقل جودة.
ويقول عمر محمد، صاحب محل دواجن، “اعتدت على رمي الكثير من أقدام الدجاج في الشوارع والكلاب حول متجري أو بيعها لأصحاب الكلاب، الآن يشتريها الناس بكميات كبيرة، كما يشتري الكثير من العملاء هياكل وعظام الدجاج. يغليهم بالبصل ويصنعون مرقًا يمكنهم تناوله بالخبز أو الأرز”.
واستشهد الموقع بتصريحات أدلى بها ثروت الزيتي، نائب رئيس الجمعية المصرية للدواجن، قال فيها إن الخبراء لا يتوقعون أن تنجح مقاطعة منتجات الدواجن لأنها تشكل 70% من البروتين الحيواني الذي يتناوله المواطنون.
وقال الزيتي لبرنامج حواري تلفزيوني، إن أسعار الدجاج تحت رحمة كمية الذرة وفول الصويا، وهما المكونان الرئيسيان لتغذية الدجاج، التي يتم إطلاقها من موانئ البلاد كل أسبوع، وقال إن كل الدلائل تشير إلى مزيد من الزيادات في الأسعار خلال الأشهر القليلة المقبلة.
وأضاف “لقد طلبنا من الحكومة مرارًا استخدام جميع أدواتها لخفض أسعار علف الدجاج ، وهو ما لم تفعله بعد”. كانت تستورد الذرة وفول الصويا من خلال بنك التنمية التابع لوزارة الزراعة ، والذي كان يبيعها للمزارعين بأسعار معقولة.
ولفت الموقع إلى أن نقص العملة الأجنبية من الاقتصاد المصري “الملئ بالاستيراد” أدى إلى منع منتجي علف الدجاج من جلب الكميات اللازمة من الذرة وفول الصويا، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار بالنسبة لمزارعي الدجاج، حيث قام العديد منهم إما بالإغلاق.
وقال الزيتي إنه قبل عام، كان الطن الواحد من علف الدجاج يكلف حوالي 9000 جنيه مصري (325 دولارًا)، وقال إن سعرها الآن يزيد عن 21 ألف جنيه.. مضيفا أن الأسعار المرتفعة أجبرت المزارعين على العمل بخسارة، مما أجبر العديد منهم على إغلاق عملياتهم بالكامل أو إعدام مئات الدجاج التي لا يستطيعون إطعامها.
وشدد الموقع بالقول إنه “لتلبية احتياجات الدجاج لسكانها البالغ عددهم 104 ملايين نسمة، يتعين على مصر استيراد 900 طن من مكونات علف الدجاج شهريًا، والتي تكلف أكثر من 680 مليون دولار”.. لافتًا إلى أن الانخفاض بنسبة 90 في المائة في قيمة الجنيه مقابل الدولار، في أعقاب انخفاض قيمة العملة ثلاث مرات متتالية في عام 2022 وارتفاع أسعار المواد الغذائية العالمية بسبب حرب روسيا مع أوكرانيا التي تُعد أكبر موردي الحبوب في مصر، أدى إلى زيادة الضغوط التضخمية على المستهلكين المصريين بشكل كبير.
واختتم الموقع بالإشارة إلى أنه منذ مارس الماضي، فرضت الحكومة المصرية قيودًا صارمة على كل أنواع الاستيراد لمنع خروج الدولار الأمريكي من اقتصادها، مما أدى إلى تراكم البضائع في الموانئ.