د. يحيى القزاز يكتب: لماذا لاتفعل الحكومة مع شركة الحديد والصلب ما فعلته مع مشروع شرق تفريعة قناة السويس!
إطرحوا شركة الحديد والصلب أسهما للاكتتاب الوطني، كما طرحتم مشروع شرق تفريعة قناة السويس ومولها المصريون بأكثر من المبلغ المطروح به شركة الحديد والصلب الآن. ومع هذا دعوة لكل الخبراء والفنيين الذين لهم خبرة فى هذا المجال أن يحضروا ويساهموا فى تحديث وتطوير الشركة باعتباره عمل وطنى لانقاذ الاقتصاد والشعب المصري، فهذه الشركة أرث مصرى للشعب المصرى لايحق لأحد أن يبيعه دون مشاركة كل الورثة، حين تعثرت شركة صناعة أمريكية كبرى وأوشكت على الإفلاس أنقذها أوباما فى عهده، ولم يتركها تسقط رأي فيها خسارة للاقتصاد الامريكى.
بدأ تصفية الشركة بتقسيمها إلى شركة مناجم ومحاجر وشركة لانتاج الصلب، والمناجم والمحاجر مكونات أساسية لانتاج الشركة. فى آواخر القرن الماضى تم اكتشاف مناطق جديدة أخرى جنوب شرق أسوان امتداد لمناطق المناجم القديمة لخام حديد اسوان.
طرح تلك الشركة وشركات القطاع العام الآن، وفى تلك الفترة التى يعانى منها الاقتصاد والشعب المصري يلقي بظلال التخبط الإداري والشك فى النوايا خاصة، اذا عرفنا انه تم تقيمها للبيع عام ٢٠١٥ ب ٣٣ مليار جنيه، وقت أن كان الدولار يساوى ٨ جنيه اى مايعادل ٤ مليار دولار ونصف، وتقيمها الان ١٥ مليار جنيه والدولار يساوى اكثر من ١٥ جنيه مصرى يعنى ثمنها الآن – بدلا من ان يزيد طبقا للتضخم – أصبح أقل من مليار دولار.. لمصلحة من هذا؟!
ويظل السؤال لماذا لجأت الحكومة للاكتتاب العام وبيع أسهم التفريعة الشرقية لقناة السويس للمصريين، ولا تفعل هذا فى ظل مطالبة شعبية بفتح الباب للإكتتاب العام للشعب المصرى؟!
أخشى أن استجابت الحكومة لطرحها أسهما للاكتتاب، أن يعمل البعض على تخويف الناس ممن لديهم أموال من الشراء برسائل خفية حتى يحجموا. أتمنى ان تكون الحكومة وسيطا نزيها، فما يتم انقاذه اليوم هو لمصلحة الجميع ومصلحة احفادهم مستقبلا، ودوام الحال من المحال، وهكذا نرى أمام أعيننا من كانت لاتتسع الدنيا لسلطتهم وسلطانهم وأحاديثهم صاروا فى الظل.
السلطة تفنى والشعب مستمر بالتناسل والأرض باقية لمحبيها الأحرار.. فلنكن عشاقها ونعمل على استقلالها لصالح الأجيال القادمة.