د.نادر نور الدين يرد على مغالطات أبي أحمد بشأن سد النهضة: إثيوبيا اعترفت ضمنيًا بتعمد الضرر لمصر.. هل حجزها للمياه سيُوقف تبخرها؟
نور الدين يسأل: هل المياه لن تتبخر بإثيوبيا في المنطقة شديدة الحرارة المبني بها السد؟.. ويؤكد: إثيوبيا وضعت نفسها وصية على دول الحوض
عبد الرحمن بدر
قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة: “أبي أحمد الإثيوبي الملاوع المخادع قال في رسالة يوم الجمعة إلى الأمم المتحدة نقلا عن قناة (سكاي نيوز عربية) إن الغرض من سد النهضة ليس إضرار دولتي المصب ولكن الحفاظ على المياه التي تتبخر في مصر”.
وأضاف في حسابه على (فيس بوك)، اليوم الاثنين: “ماهذه العقول الخربة المغالطة؟! وهل المياه لن تتبخر في إثيوبيا في منطقة بني شنجول شديدة الحرارة والمبني بها السد؟!، وهل لن يكون هناك فاقد بالتسرب العميق من قاع بحيرة التخزين ولا بالرشح الجانبي أم أن إثيوبيا لايتطبق عليها قوانين الطبيعة؟!، ثم في النهاية هل الدول الحارة ليس لها حق في مياه الأنهار الدولية العابرة للحدود بسبب البخر وهل حجز المياه في إثيوبيا سيوقف البخر في مصر؟”.
وتابع نور الدين: “هذا اعتراف إثيوبي بتعمد الضرر لمصر وأنها وضعت نفسها موضع الوصاية على باقي دول النهر لتقيمهم وتحاسبهم على كونهم دولا صحراوية مع أن الأصح الذي يخاطب ضمير العالم وإنسانيته هو أن الدولة الصحراوية الجافة تستحق مياه زيادة وليس خصما من مستحقاتها التي تعودت على استلامها منذ آلاف السنين”.
وقال أستاذ الموارد المائية: “لابد أن نستغل هذا الغباء الإثيوبي في فضح النوايا الإثيوبية السيئة، وإقناع دول العالم بأن إثيوبيا بنت سدها لتضر بمصر أولا وأخيرا وليس لتوليد الكهرباء ولا للقضاء على الفقر بها”.
وقال نور الدين في تدوينة أخرى اليوم: “الإثيوبيون ودماغهم العجيبة المغالطة يهاجمون مصر لأن البخر من بحيرة السد العالي ١٠ مليار متر مكعب سنويا، طيب بفرض أن مصر أزالت السد العالي وتدفقت المياه حرة عبر نهر النيل إلى المصب في البحر المتوسط فسيصل حجم الفاقد في مياه البحر مابين ٢٢ الي ٢٥ مليار متر مكعب سنويا فهل هذا أفضل لإثيوبيا أم أن تقليل الفاقد إلى الثلث لصالح الشعوب والإنسانية أفضل؟! يبدوا أنهم شعبا عدواني كاره بطبعه”.
يشار إلى أن رئيس وزراء إثيوبيا، أبي أحمد، أعلن للأمم المتحدة، الجمعة الماضية، أن بلاده “لا تنوي” إلحاق الضرر بالسودان ومصر بمشروع سد النهضة، الذي تشيده على النيل الأزرق، وأثار نزاعا محتدما.
وأخفقت إثيوبيا ومصر والسودان في إبرام اتفاق على تشغيل السد قبل شروع إثيوبيا في ملء خزانه في يوليو. وعادت الدول إلى الوساطة التي يقودها الاتحاد الإفريقي.
وقال أبي في بيان مصور جرى تسجيله مسبقا بسبب فيروس كورونا: “أود أن أوضح أننا لا ننوي إلحاق الضرر بهذين البلدين”.
وأضاف: “نحن صادقون في التزامنا بمعالجة مخاوف دول المصب والتوصل إلى نتيجة مفيدة لجميع الأطراف في إطار عملية يقودها الاتحاد الإفريقي حاليا”.
وتعثرت المفاوضات من قبل بسبب طلب مصر والسودان أن يكون أي اتفاق ملزماً قانونياً، ويشتمل على آلية حل المنازعات في المستقبل.
وذكرت مصر أنها تعتمد على النيل في توفير أكثر من 90% من المياه العذبة وتخشى أن يكون للسد تأثير مدمر على اقتصادها.
وقال أبي للأمم المتحدة إن المشروع يسهم في الحفاظ على موارد المياه “التي كانت ستهدر نتيجة التبخر في دول المصب”.
وتابع: “ما نقوم به في الأساس هو تلبية مطالب الكهرباء لدينا بواسطة واحدة من أفضل مصادر الطاقة نظافة”.
وعبر الرئيس عبد الفتاح السيسي عن قلقه بشأن المشروع في كلمته للأمم المتحدة يوم الثلاثاء الماضي. وأكد “أن نهر النيل ليس حكراً لطرف ومياهه لمصر ضرورة للبقاء دون انتقاص من حقوق الأشقاء”.
وشدد على أنه “لا ينبغي أن يمتد أمد التفاوض إلى ما لا نهاية في محاولة لفرض الأمر الواقع”.