د.نادر نور الدين: علينا التخلي عن طريقتنا العقيمة غير المجدية مع إثيوبيا وأن تتفاوض على حصة المياه الثابتة وليس على السد والحجارة
أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة: من العقم أنه كلما بنت إثيوبيا سدًا جديدًا نهرع للتفاوض بشأنه
عبد الرحمن بدر
قال الدكتور نادر نور الدين، أستاذ الموارد المائية بجامعة القاهرة، إنه علينا التخلي عن طريقتنا العقيمة غير المجدية مع إثيوبيا، وأن تتفاوض على حصة المياه الثابتة وليس السد والحجارة.
وأضاف نورالدين، اليوم الأربعاء: “الرأي عندي دوما أننا ينبغي أن نتباحث مع إثيوبيا على المياه، وليس على السد ولا طريقة الملء والتشغيل، وأن تضمن إثيوبيا حد أدنى من المياه يخرج من أراضيها عبر النيل الأزرق وتلتزم به عبر إتفاقية موقعة وبعدها فلتبني ماتشاء من السدود وأن تملأ وتشغل السد كما تشاء طالما إلتزمت وضمنت لمصر والسودان حد أدني من مياه النيل الأزرق، مثلا النيل الأزرق يخرج من إثيوبيا محملا بمتوسط سنوي يبلغ 49 مليار متر مكعب سنويا”.
وأضاف: “علينا الاتفاق مع إثيوبيا على ضمان حد أدنى من مياه النيل الأزرق تخرج من الأراضي الإثيوبية (وليس من سد النهضة تحسبا للسدود القادمة) لاتقل عن 40 مليار متر مكعب سنويا، وألا نسمح للإثيوبيين بأخذنا في مفاوضات عقيمة عن السد وأبعاده وملءه وتشغيله وسنوات الجفاف وسنوات الفيضانات، الدول تتفاوض على المياه وليس على السدود”.
واختتم نور الدين: “من العقم أنه كلما بنت إثيوبيا سدا جديدا نهرع للتفاوض بشأنه، يجب على وزارة الري التخلي عن الطريقة العقيمة غير المجدية والتي تتفاوض بها حاليا وأن تتفاوض على المياه وليس على السد والحجارة وإدارة السد وتشغيله”.
وفي وقت سابق أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، تعليق بعض المساعدات لإثيوبيا بسبب “عدم إحراز تقدم” في المحادثات مع مصر والسودان بشأن مشروع سد النهضة المثير للجدل.
وتسبب السد في توترات مع مصر، التي وصفته بأنه تهديد وجودي، بدافع الخوف من أن يقلل من حصة البلاد من مياه النيل.
وقالت إثيوبيا إن السد الذي تبلغ تكلفته 4.6 مليار دولار سيكون محرك التنمية الذي سينتشل ملايين الناس من براثن الفقر. في الوسط، يشعر السودان بالقلق من التأثيرات على سدوده رغم أنه سيستفيد من الحصول على الكهرباء الرخيصة.
ورغم سنوات من المحادثات بين الدول فشل الثلاثي في التوصل إلى اتفاق. تشمل القضايا الرئيسية المتبقية كيفية التعامل مع تدفقات المياه من السد أثناء فترات الجفاف الطويلة وكيفية حل النزاعات المستقبلية.
وشهد خزان السد الذي تبلغ مساحته 74 مليار متر مكعب أول تعبئة له في يوليو، وهو ما احتفلت به الحكومة الإثيوبية وعزت ذلك إلى هطول الأمطار الغزيرة. وقالت إثيوبيا إنها ستملأ السد باتفاق أو بدون اتفاق مع مصر والسودان.