د. منى مينا تكتب: ماذا يريد أطباء التكليف ؟
أطباء التكليف هم أطباء حديثو التخرج .. الطبيعي ان أغلبهم يتطلع لليوم الذي يحصلون فيه على فرصة للعمل و الدخل المستقل وبدء طريقه المهني العملي ..
أطباء التكليف في الدفعة الأخيرة حدث بينهم و بين وزارة الصحة الكثير من الشد و الجذب .. و أغلب المتابعين من الخارج غير مستوعبين للسبب .. لن اتحدث عن تفاصيل مشاكل نظام التكليف الحديث او القديم ..سأتحدث فقط عن حق اي مواطن في معرفة الشروط التي سيعمل طبقا لها و قبوله بها ..لعل المخاطبة الأخيرة المرفقة من نقابة الأطباء لوزارة الصحة تشرح مختصر الموضوع ..
حيث تطالب المخاطبة الوزارة بإعلان و ارسال قواعد التكليف الجديدة التي ستنطبق على هذه الدفعة .. و هي مخاطبة لم تتلق النقابة أي رد لها -للأسف الشديد- مثلها مثل العديد من المخاطبات ..
عموما أطباء التكليف في هذه الدفعة منذ انهائهم سنة الامتياز في مارس الماضي يطالبون بأن يجدوا من “يستمع لهم او يتفاهم معهم ” .. لهم بالتأكيد إعتراضات على نقاط عديدة في النظام او النظامين المستحدثين للتكليف.. أهم هذه الاعتراضات انهم غير متأكدين من أي شئ في هذه النظم ..لأن القواعد تعلن على الموقع ..ثم تحدث و تتغير بإستمرار .. و لا توجد اية قرارات وزارية رسمية شارحة أو موثقة و ضامنة لقواعد محددة واضحة .. و هذا بالتأكيد شئ مربك و مقلق ..
كيف يعرف الطبيب أو الطبيبة وسط كل هذا حقوقه أو واجباته ؟؟
كان من الطبيعي أن يطالب الشباب وزارة الصحة بإرساء قواعد معينة بشكل رسمي يضمن لهم ما يرونه حد أدنى ضروري لأمانهم الوظيفي .. و حاولوا ذلك في جولات متعددة من المفاوضات ..و بتدخل أطراف عديدة من الزملاء أعضاء مجلس النقابة و أعضاء مجلس النواب .. و أطراف مرموقة أخرى عديدة .. فماذا كانت النتيجة ؟؟؟
للأسف صمت وزارة الصحة أذانها و فضلت بدلا من التجاوب مع مطالب الشباب ..أو على الأقل الوصول معهم لأي تعديلات مرضية نسبيا .. أو حتى وضع النظم التي ترتضيها الوزارة في صورة قرار وزاري رسمي يعطي قدر من الضمان للشباب .. فضلت الوزارة بدلا من كل ذلك ان تقوم بعمل “تكليف اجباري” لكل الشباب اللذين كانوا يحاولون على مدى شهور النقاش مع الوزارة للوصول لحد ادنى مرضي و ضامن لأي درجة من الحقوق !!!!
لتصبح المعادلة التي نضعها في وجه الأطباء حديثي التخرج “ستكلفون جبريا .. بدون أن تعرفوا حتى ما هي القواعد الحاكمة لعملكم .. و المتخلفون عن التنفيذ سيعاقبون بالغرامة و بالحبس” ..
فياله من استقبال رائع للشباب في أو لقاء لهم مع جهة عملهم الحكومية !!
نجحت وزارة الصحة فعليا نجاحا باهرا في اجبار أغلبية الدفعة على الانخراط في نظام لا يفهمونه و لا يوافقون عليه …
فهنيئا لها إنتصارها …
و سأترك لكم تصور الوضع النفسي لهؤلاء الشباب حديثي التخرج .. اللذين تتركز كل خططهم الآن على دراسة اللغات و المعادلات التي يحتاجون لها للسفر و العمل في الخارج ….
ولا عزاء للوطن الذي يفقد و ينزف زهرة شبابه ..
نتيجة سلسلة طوييييلة من سياسات “تطفيش” الأطباء ..