د.منى مينا تكتب عن عيد العمال: الحقوق لا تموت
كانت في حركة عمالية في شيكاغو ضمن عدد من المدن الأمريكية تسمى حركة “الثماني ساعات” .. تطالب بتحديد ساعات العمل اليومية بثماني ساعات ، ليكون من حق العامل 8 ساعات عمل ..8ساعات نوم ..8 ساعات راحة.
وكانت هناك مظاهرات سلمية كجزء من هذه الحركة يوم 1مايو 1886، دخل وسط هذه المظاهرات بعض المأجورين مدعي الثورية المدفوعين من المسئولين عن الأمن، وقاموا بإلقاء بعض المتفجرات على رجال الشرطة منهين بذلك سلمية المظاهرات.
طبعا فتحت الشرطة النار على المتظاهرين وتوفي 12 شخص منهم 7 من أفراد الشرطة، وتم إلقاء القبض والحكم بالسجن على أعداد كبيرة، وتم إعدام 7 عمال.
وطبعا مرت الحركة بفترة خمود طويلة … حتى أصبح المسؤول الأمني الذي قام باستئجار المندسين على وشك الموت (بعد إنتهاء الحادثة بسنوات)..فاعترف بما قام به للقسيس قبل وفاته حتى يخفف من ذنوبه .. وأذاع القسيس هذه المعلومات.
اندلعت المظاهرات السلمية مرة أخرى مطالبة برد كرامة وتبرئة من إتهموا زورا قتلوا ظلما ..وبتحقيق المطلب الأساسي ..8ساعات عمل ..8ساعات نوم ..8ساعات راحة.
دخلت مطلب الثماني ساعات مستوى أعلى وأقوى .. وبدأ تحقق المطلب بالتدريج البطيء حول كل دول العالم … حتى أصبح الأجر الأساسي مقابل 8 ساعات عمل هو حق مستقر وأساسي لكل العاملين بأجر في كل قوانين العمل في العالم.
وأصبح 1 مايو عيدا للعمال في العالم كله، الحقوق لا تموت .. طبعا قد تتعطل المسيرة بالدسائس والمكائد والخيانات الكثيرة.
قد تنتكس الحركات النقابية والإجتماعية لسنين .. ولكنها تعود للصعود .. يحدث فعلا أن يظلم البعض وتلوث سمعتهم .. ويدفعون ثمنا فادحًا يدفعون سمعتهم وحياتهم دون حتى أن يروا بشاير لتحقق ما حاربوا من أجله، لكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، عجلة التاريخ تدور للأمام .. رغم أي إنتكاسات، سأضع في الروابط بعض المصادر عن مناسبة عيد العمال وحركة المطالبة بـ8 ساعات عمل.