د. ممدوح سالم يكتب: ما المسئول بأعلم من السائل!
سألني صديقي: كيف نصل إلى السعادة؟، وإلى أي مدى يمكن لإنسان أن يقنع نفسه أنه سعيد؟، وهل للسعادة معايير يمكننا قياس مسافة الإنسان منها قربًا وبعدًا؟، ثم زاد في سؤاله عن الرضا، وهل ثمة ترادف أو تقارب مع السعادة؟.
والحقيقة أن صديقي يحسن الظن بي، ويراني أهلا للإجابة عن أسئلة طالما حيرت المفكرين وأهل المعرفة، وعلماء النفس؛ فقد جاء يسأل سائلًا مثله عن تلك المفاهيم الإنسانية الدائمة التي تتشكل مع المرء منذ يتشكل وعيه وإدراكه، بل إدراك مخه وعقله في طرح العديد من تلك الأسئلة الواعية؛ أو التي تبدو كذلك في حرم الإدراك كما يتصور.
من منا لا يحاول أن يميط اللثام عن جوهر ما يؤرقه من تأملات في نفسه التي تأمره وتنهاه وتؤنبه ليل نهار! بل إن كثيرًا منا مَن يتورط متأملًا، فيشرع يفكر في نقاط التشابه والاختلاف والاشتباك والانفلات التي تصدرها الإرادة الواعية وربما غير الواعية في آن؛ لكن كثيرًا ما يحدث هذا بعد فوات الأوان.
ربما يبدو المقال فلسفيًا أو ذهنيًا للبعض، أو ربما يتوهم الكثير أنه فرط رفاهية عقلية طرأت لكاتبه؛ لكن حقيق أن أصرح لكم ولصديقي العزيز أن المرء إذا كان مزاج انعكاس إدراكه العقلي وإحساسه النفسي، ولعنات ذاكرته؛ فإنه لا بدَّ أن يحيا باحثًا عن مدركات السعادة والرضا التي تضمن له الدخول إلى عالم الراضين السعداء بعطاء الله ورحمته التي وسعت كل شيء.