د. محمد البرادعي يوجه رسالة إلى “السادة الحكام العرب”: مارسوا نفوذكم لوقف إطلاق النار في غزة.. الوضع العربي بائس وبأيديكم تغييره
كتب – أحمد سلامة
وجه الدكتور محمد البرادعي، الرئيس الأسبق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، ونائب رئيس الجمهورية السابق، رسالة إلى من وصفهم بـ”السادة الحكام العرب”، طالبهم فيها بممارسة كل ما لديهم من نفوذ للعمل على وقف إطلاق النار في غزة فورًا.
وقال البرادعي في رسالته “إلى السادة الحكام العرب.. كما ترون من كافة تقارير المنظمات الدولية فان الكارثة الانسانية فى غزة هي الان في أبشع صورها وهناك شعب يباد بالكامل ، وهو الأمر الذي دعا سكرتير عام الأمم المتحدة إلى تفعيل المادة ٩٩ من ميثاق الأمم المتحدة في سابقة لم تحدث منذ ١٩٨٩”.
وأضاف “العالم كله يطالب اليوم بوقف فوري لإطلاق النار لانقاذ مايمكن انقاذه فى مواجهة الولايات المتحدة التي تقف بمفردها ضد وقف إطلاق النار وتدعم استمرار الحرب”.
وتابع “يقيني أنى أتكلم باسم كل الشعوب العربية عندما أطلب منكم وبقوة أن تقوموا بأكثر مما قمتم به حتى الآن وهو قليل، وأن تمارسوا كل ما لكم من نفوذ وهو كثير للتوصل إلى وقف إطلاق النار.. الوضع العربي اليوم عاجز وبائس وبأيديكم تغييره”.
كان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، قد وجه رسالة تحذير إلى مجلس الأمن بشأن تفاقم الأوضاع في غزة، في واقعة هي الأولى منذ عقود بعد أن لجأ جوتيريش إلى المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة الخاصة بتهديد السلم الدولي.
وفي رسالته، حذر المسؤول الأممي مجلس الأمن من أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة “قد تؤدي إلى تفاقم التهديدات القائمة للسلم والأمن الدوليين”.
واعتمد جوتيريش في ذلك على المادة 99 من الميثاق التأسيسي للأمم المتحدة التي نادرا ما تستخدم.. وتنص المادة على أنه “للأمين العام أن ينبه مجلس الأمن إلى أية مسألة يرى أنها قد تهدد حفظ السلم والآمن الدولي”.
وحسب موقع “العين” الإماراتي، فقد أشار ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمم المتحدة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يقوم فيها أنطونيو جوتيريش بتفعيل المادة التاسعة والتسعين من الميثاق، منذ أن أصبح أمينا عاما للأمم المتحدة عام 2017.
وردا على أسئلة الصحفيين حول معنى ومغزى الخطاب، قال دوجاريك إن الأمين العام يُفعّل بذلك السلطة التي يمنحها له الميثاق فيما يمكن أن يُوصف بالخطوة الدستورية الكبرى.. مضيفا أن تلك المادة تعد أقوى أداة يمتلكها الأمين العام في إطار مـيثاق الأمم المتحدة.
وأشار المتحدث إلى أن تفعيل المادة لم يحدث منذ عقود، موضحا أن عددا من الخطابات السابقة أشارت إلى التهديدات الماثلة أمام السلم والأمن الدوليين ولكن دون الاستناد إلى هذه المادة.
وأكد أن الأمم المتحدة تقترب من نقطة الشلل التام لعملياتها الإنسانية في غزة في مكان قُتل فيه حوالي 15 ألف شخص، و130 من العاملين بالأمم المتحدة.. مشددًا على أن “الأمين العام لا يستخدم كلمة كارثة باستخفاف”.
وأعرب عن أمله في أن يستمع مجلس الأمن لدعوة جوتيريش الذي كتب في رسالته إلى أعضاء المجلس وعددهم 15 دولة، قائلا: “إننا نواجه خطرا شديدا يتمثل في انهيار النظام الإنساني. الوضع يتدهور بسرعة إلى كارثة ذات آثار محتملة لا رجعة فيها على الفلسطينيين ككل وعلى السلام والأمن في المنطقة”.. مُختتما “يجب تجنب مثل هذه النتيجة بأي ثمن”.