د. زهدي الشامي يكتب: حكم العدل الدولية صفعة قوية لمجرمي الحرب
أوامر محكمة العدل الدولية صفعة جديدة لإسرائيل، ولا شك أن الحلقات تضيق بشدة على قادة حرب الإبادة.
ربما أن القرار لايحقق كل أمانينا بحكم بوقف فورى وشامل للحرب، ولكن الحكم بوقف عمليات إسرائيل العسكرية فى رفح فورا هو أيضا حكم مهم . وهذا الحكم ربما سيضع أمريكا فى مأزق أكبر لأنها إذا لجأت لاستخدام الفيتو ضد وقف الحرب فى رفح لأنها سبق لها أن زعمت أنها ضد العملية فى رفح، فهى ستفضح نفسها بدرجة أكبر ولا سابق لها، من ناحية أخرى فلاشك أن هذا الحكم التاريخى سيقوى موقف قضاة المحكمة الجنائية الدولية والذين يتعرضون لابتزاز وترويع صريح لمنعهم من إصدار مذكرة اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه جالانت، وأعتقد أنه بعد أحكام العدل الدولية ستصدر تلك المذكرات قريبا.
أيضا هناك قرارات لايقلان أهمية، فتح المعابر وفى المقدمة معبر رفح ، والسماح فورا بدخول أى لجنة تحقيق دولية نابعة للأمم المتحدة.
لا أعتقد أن إسرائيل ستقبل هذه القرارات ببساطة لأنها ستكشفها وستعنى هزيمتها، ورد الفعل الأولى هو على العكس مزيد من التصعيد فى قصف رفح، ولكن ذلك سيوصل إسرائيل لنقطة اللاعودة كدولة مجرمة خارجة ومارقة عن القانون أو الأخلاق، وسيكون لذلك أوخم العواقب.
أريد أن أقول إننا لم يكن بوسعنا الوصول لمثل تلك النتيجة سوى بصمود أسطورى لم يتخيله احد لغزة والمقاومة، لأن تصور الراعى والحامى الأمريكى كان ببساطة أن تتم إسرائيل تحقيق أهدافها الإجرامية فى أسابيع أو شهرين أو ثلاثة، ولكن الصمود الاسطورى للشهر الثامن أفسد المخططات الإسرائيلية الأمريكية وفضحهما فى العالم كله.