د. زهدي الشامي يكتب: الخلافات تعبير عن الفشل الإسرائيلي
من النادر أن تطفو على السطح فى زمننا الحرب نفسه الخلافات بالدرجة التى تشهدها داخل إسرائيل اليوم . عادة تؤجل الخلافات ولما بعد الحرب ولكن خلافات إسرائيل على اشدها فى زمن الحرب ذاته .
خلافات على كل لون وهى خلافات كانت مستعرة اصلا على خلفية انقسام تاريخى عميق مع نتنياهو وكتلته الجديدة من المتطرفين اليمينيين العنصريين الفاشيين بن غفير وسموتريتش الذين كانوا يحاولون اختطاف الدولة بأكملها .
خلافات جديدة بين عائلات الأسرى الذين يحملون المجموعة الحاكمة مسؤولية سلامة ذويهم المأسورين ويطالبون بوقف الهجوم البرى .
خلافات خطيرة داخل السلطة الحاكمة ذاتها ، بين نتنياهو ووزير دفاعه ، وبينه وبين أجهزة استخباراته ، لدرجة كتابة تغريدة يحمل فيها مسؤولية الفشل لرئيس الشافاك والاستخبارات العسكرية ، قبل ان يضطر تحت الضغط لسحبها والاعتذار عما اعتبره خطئا منه . طبعا أمر غير مسبوق .
حتى العلاقات مع الأمريكيين أصبحت محل خلاف عميق . وليس الأمر كله سمنا على عسل . فقد انتقد قادة عسكريون مشاركة كل من بايدن و بلينكين فى مجلس الحرب الإسرائيلى واعتبروه تخليا من نتياهو عن استقلالية القرار الاسرائيلى ، بينما أصبح الامريكان لايتكتمون على خلافاتهم مع القادة العسكريين الإسرائيليين ، وقد نقل عن قائد المارينز الأمريكيين فى شهادة له فى الكونجرس ان الجيش الإسرائيلى لم ياخذ بنصائحهم فى عمليته البرية فى غزة .
بعبارة أخرى كل طرف يلقى بالمسؤولية عن الفشل على الأطراف الأخرى .