د. زهدي الشامي يكتب: أمريكا وأتباعها من خطيئة لخطيئة أكبر
قرار أمريكا وثمانية دول أخرى من اتباعها فى مقدمتها كالعادة بريطانيا بوقف المساعدات عن وكالة غوث اللاجئين التابعة للامم المتحدة” الأونروا ” يكشف مرة أخرى الوجه الحقيقى البشع للنظم الحاكمة فى تلك الدول.
بعد دعمها للعدوان وحرب الإبادة الجماعية على الشعب الفلسطينى لأربعة شهور كاملة، تأتى اليوم لمنع المساعدات عن مايقرب من ثلاثة ملايين من ضحايا المحاصرين فى غزة استنادا لمزاعم إسرائيلية لم يتم التحقيق المحايد لاثباتها حول اشتراك ١٢ من موظف تلك الوكالة فى هجوم ٧ أكتوبر وهى كمزاعم سابقة ثبت زيفها مثل قطع رؤوس الأطفال ومقر قيادة حماس أسفل مستشفى الشفاء.
ولا يساورنى أدنى شك من أن تلك الزوبعة هى خطة معدة سلفا بين هؤلاء للشوشرة على حكم محكمة العدل الدولية الذى وضع إسرائيل ومعها هؤلاء ايضا فى قفص الاتهام بتهمة ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية.
فلو كان الأمر غير ذلك لانتظروا لاثبات صحة تلك المزاعم عبر تحقيق مستقل، وحتى لو صح ذلك لما عاقبوا منظمة كاملة بتصرفات بعض أفرادها، وفى كل الأحوال لايجوز منع إغاثة ملايين البشر المعرضين للموت بفعل جرائم الحرب والإبادة.
ويتبقى سؤال موجه لدول العالم الأخرى وفى المقدمة الدول العربية خاصة الثرية: لماذا لاتتولون أنتم دعم تلك المنظمة فى مهمتها الإنسانية بدلا من تركها تخضع لضغوط تلك الدول المعتدية؟.