د. جودة عبد الخالق عن جنون الأسعار: تكوي الناس وزادت أكثر من ثلاثة أضعاف العام الماضي.. الغلاء من صنع الحكومة نتيجة لما تفعله وما لا تفعله
الحوار الوطني أمل الناس في الخلاص من ألم الأسعار ومن سوء الأحوال في كل مجال فليكن إنجاحه شعار المرحلة
ما فعلته الحكومة في موضوع الأرز أدى لاختفائه من الأسواق وارتفاع سعره وما لم تفعله لضبط الأسواق أدى لوحش التجار وانفلات الأسعار
كتبت- ليلى فريد
قال الدكتور جودة عبد الخالق، وزير التضامن الأسبق، إنه بالنسبة للناس، أصبح ارتفاع الأسعار هو الألم. وما أشدَّه من ألم. وبالنسبة لهم، صار الحوار الوطني هو الأمل، وما أعزَّه من أمل.
وتابع في مقال اليوم الأربعاء، بصحيفة الأهالي بعنوان(الحوار والناس والأسعار..رسالة إلى كل من يهمه الأمر): “نعم، الحوار الوطنى هو أمل الناس في الخلاص من ألم الأسعار. بل إن الحوار أصبح هو الأمل الوحيد للناس فى الخلاص من سوء الأحوال في كل مجال. سوء الأحوال في السياسة وبؤس الأحوال في الاقتصاد وارتباك الأحوال فى المجتمع. دعك من رسائل الإعلام الرسمي وشبه الرسمي. دعك أيضا من أصوات المحبَطين والمحبِطين”.
وأضاف: “الراصد لأحوال المحروسة الآن يلحظ بلا شك تقدما في بعض المجالات وتقهقرا في مجالات أخرى، والسؤال الصعب هو: هل نحن في المحصلة نتقدم أم نتأخر؟ في هذا السياق يكون رهان الناس على الحوار الوطنى، ليخرج بنا من هذه الدوامة التي تشفطنا إلى أسفل وتسحبنا إلى الوراء، وأنا شخصيا أجاهد بكل ما أوتيت من قوة لكى ينجح الحوار الوطنى في حلحلة أوضاعنا، وأتمنى أن يكون رهان الناس على الحوار في محله”.
وقال عبد الخالق: “بما أن الحوار الفعلي الذى طال انتظار الناس له أوشك أن يبدأ، آمل أن تكون نتيجة الحوار على مستوى تطلعات الناس وطموحاتهم المشروعة، وألا يتحول الأمل إلى سراب، فإذا كنا بالفعل نريد إطلاق جمهورية جديدة، فليكن إنجاح الحوار الوطني هو شعار المرحلة. وهنا بالتحديد يكمن تحدي الحوار”.
وتابع: “أنتقل من تحدى الحوار لقضية الأسعار، تقول أحدث التقديرات الرسمية أن التضخم طبقا للمعدل السنوي بلغ 19% في نوفمبر هذا العام بالمقارنة بـ 6% في العام الماضى. أي أن الغلاء هذا العام أصبح أكثر من ثلاثة أضعاف العام الماضي، وهذه قفزة هائلة، كان الله في عون الناس”.وأضاف: “ما لا تعترف به الحكومة هو أن الغلاء من صنع يديها ونتيجة لما تفعله وما لا تفعله، نعم، جزء من الغلاء الذى يكوى الناس ويقلل تنافسية اقتصادنا خلقته الحكومة، فما فعلته الحكومة في موضوع الأرز أدى لاختفائه من الأسواق وارتفاع سعره بدلا من العكس. وما لم تفعله الحكومة لتحقيق الانضباط المالى وضبط الأسواق أدى الى توحش التجار وانفلات الأسعار. والواقع الذي يعايشه الناس هو أن بعض الأسعار أصبحت ترتفع كل يوم تقريبا”.