د. إيهاب الطاهر يكتب عن الاعتداء على الطبيب محمد بسيوني: عاهة مستديمة في وجه المنظومة الصحية
تعرض الدكتور محمد بسيوني، طبيب الامتياز بمستشفى سيد جلال، لاعتداء وحشى أثناء ممارسة عمله، أسفر عن إصابته بجرح قطعي غائر فى الوجه قد تسبب له عاهة مستديمة وهو مازال شابا فى مقتبل عمره.
فى الحقيقة لا أستطيع توصيف الجريمة باعتبارها حادث فردى أو عرضى، فتكرار الاعتداء على الأطباء أثناء تأدية عملهم أصبح ظاهرة لم يتم التصدى لها بجدية عبر سنوات طويلة.
وحتى قانون المسئولية الطبية الجديد الذى هلل له البعض -ومنهم للأسف أعضاء بمجلس النقابة- قد وضع عقوبات هزيلة لمن يعتدى عمداً على الأطباء أثناء تأدية عملهم.
عفوا أيها المسؤلون:
– سوف تستمر الاعتداءات طالما بقيت المستشفيات دون تأمين حقيقى.
– سوف تستمر الاعتداءات طالما بقيت عقوبات الاعتداء هزيلة.
– سوف تستمر الاعتداءات طالما اضطر بعض الأطباء للتنازل عن بلاغاتهم، حتى لا يتم حبسهم مع البلطجية الذين يقوم بعضهم بعمل محاضر كيدية مضادة ضد الأطباء.
– سوف تستمر الاعتداءات طالما استمر السماح بدخول المريض ومعه أعداد كبيرة من المرافقين، الذى يعتدى بعضهم على الأطباء لإظهار التعاطف مع المريض.
– سوف تستمر الاعتداءات طالما استمرت الجولات الاستعراضية لبعض المسئولين، والتى تحمل الأطباء مشكلات المنظومة الصحية أمام المجتمع.
– سوف تستمر الاعتداءات طالما استمرت بعض حملات تشويه الأطباء المصريين.
– سوف تستمر وتيرة هجرة الأطباء فى الازدياد، طالما لم يتم حل مشكلاتهم بشكل جذرى، ومن أهمها الاعتداءات المتكررة التى لا نجد لها مثيلا بدول العالم الأخرى.

