د. أهداف سويف تكتب “هوامش على بيان النيابة” بشأن علاء عبد الفتاح: الحديث عن خلوه من آثار التعذيب بعد 3 سنوات يقلل من الانتهاكات التي تعرض لها
وجبة علاء تذهب إلى باقي نزلاء الزنزانة لأنه لا يستطيع رفضها.. وخضع للكشف الطبي عند وصوله في مايو ثم تجاهلوه تماما
الزيارات التي تحدثت عنها النيابة في البيان هي الزيارات الطبيعية التي حصل عليها كل نزيل في وادي النطرون
لم يتم توقيع أي كشف طبي لأن علاء طلب توقيعه في حضور ممثل للمجلس القومي لحقوق الإنسان وممثل للقنصلية البريطانية وهو ما لم يحدث
الكتب والمجلدات التي تحدثت عنها النيابة جاءت بعد عامين ونصف من المحاولات والمطالب وشكرنا كل ما ساهم في تحقيق ذلك
البلاغ الذي ذكرت النيابة رقمه لم يكن مطابقا لأي بلاغات أخرى لأنه أخر بلاغ ومعني بواقعة التحقيق في امتناعه عن الزيارات
كتب- درب
كتبت الدكتورة أهداف سويف، شقيقة ليلى سويف والدة الناشط السياسي علاء عبد الفتاح، هوامش وتعليق مفصل على بيان النيابة العامة بشأن البلاغات المقدمة عقب إخطار السجن لأسرة علاء بامتناعه عن الزيارات أو كتابة خطابات لأسرته.
وقالت أهداف في “الهوامش” التي علقت على أجزاء بعينها من بيان النيابة، إن النيابة بحديثها عن خلو جسده من آثار للتعذيب بعد البلاغ بـ3 سنوات “يقلل من أهمية كل الشكاوى من كل الانتهاكات التي مر بها علاء منذ القبض عليه”.
وحول الزيارات التي أشار بيان النيابة إليها وهي 8 زيارات سابقة، قالت أهداف إنها الزيارات الطبيعية التي حصل عليها كل نزلاء السجون في نفس الفترة.
أيضا قالت أهداف سويف فيما يتعلق بتوقيع الكشف الطبي على علاء: “خضع علاء للكشف الطبي المبدئي عند وصوله إلى وادي النطرون في ١٨ مايو، ثم تجاهلوه طبياً تماما رغم إضرابه عن الطعام ومطالبتنا الدائمة بالرعاية الطبية له”.
وفيما يتعلق بالجزء الخاص باستلام وجبات التعيين، قالت أهداف سويف إن علاء ليس بمقدوره رفض الوجبات لأنها تدخل على الزنزانة عبر بوابة صغيرة يتم فتحها من الخارج، وتذهب الوجبة إلى باقي زملاء علاء في الزنزانة، فيما أن الفيديو الذي سبق وقيل إنه يظهر علاء وهو يتناول، فهو بحسب علاء نفسه “للخيارة للي آكلها مرتين في الأسبوع”.
وأصدرت النيابة العامة، مساء اليوم الخميس بيانا حول حالة علاء عبد الفتاح قالت فيه إنها حققت في البلاغات التي تقدم بها محامي الناشط السياسي علاء عبد الفتاح وأسرته بعد إخطار السجن لوالدته الدكتورة ليلى سويف برفضه الزيارات أو إرسال أي خطابات أو مستلزمات أو ملابس للغسيل خلال الأيام الماضية.
وكانت والدة علاء قد توجهت خلال الأيام الماضية إلى مجمع السجون لزيارته فتم إخطارها برفضه الزيارة، فيما قررت الأسرة التقدم ببلاغين للنائب العام لمطالبته بالتحقيق في الواقعة والتأكد من صحة وسلامة علاء.
وقالت النيابة العامة في بيانها الأول للرد على بلاغات أسرة علاء عبد الفتاح، إنه ورد إليها عدد من العرائض المقدمة من محامي علاء عبد الفتاح وذويه، وآخرها في السادس والعشرين من الشهر الجاري، ومُفادها جميعًا سبقُ تعرض المسجون لتعذيب إبَّان تواجده بمركز الإصلاح والتأهيل بطُره، فضلًا عن منع ذويه من زيارته بمركز الإصلاح والتأهيل بوادي النطرون بدعوى رفض المسجون استقبال الزيارة يومي الرابع والعشرين والخامس والعشرين من ذات الشهر تحديدًا، وتخوفهم لذلك من صحة هذا الادعاء، وتعنت إدارة مركز الإصلاح بمنع الزيارة عنه، فاتخذت النيابة العامة كافَّة إجراءات التحقيق في تلك الشكاوى.
نص هوامش وتعليق الدكتورة أهداف سويف:
هوامش على تقرير النيابة حول علاء
1. “العرائض المقدمة من محامي المسجون/ علاء عبد الفتاح وذويه .. ومُفادها جميعًا سبقُ تعرض المسجون لتعذيب إبَّان تواجده بمركز الإصلاح والتأهيل بطُره”
١. يقدم التقرير هذه الشكوى (والتي تقدمن بها في نهاية سبتمبر ٢٠١٩) على إنها الشكوى الرئيسية – ثم ينفيها. وبهذا يقلل من أهمية كل الشكاوى من كل الانتهاكات التي مر بها علاء عبر ما يقرب الآن من ثلاثة أعوام.
٢. البلاغ الذي تقدمنا به، في وقتها، هو أنه عند وصوله إلى سجن طرة (ولم يكن قد ارتقى بعد إلى “مركز إصلاح وتأهيل طرة”)، في سبتمبر ٢٠١٩، قامت إدارة السجن بالأمر بتجريده من ملابسه، وتغمية عينيه، وضربه – هو ومحاميه، محمد الباقر – فيما يعرف بالـ “تشريفة”. وأثناءها تقدم منه طبيب وسأله إن كان يعاني من أمراض فقال علاء أن جسمه به استعداد لتكوين حصاوي في الكله، وابتعد الطبيب، وعاود رجال السجن ضرب علاء وباقر.
٣. “فتبين سابق استقباله لثماني زيارات من والدته وشقيقتيه وبعضٍ من ذويه، وإحضارهم الطعام له في بعض تلك الزيارات،”
٣. هذا هو عدد الزيارات الطبيعي الذي تلقاه كل المساجين بوادي النطرون في هذه الفترة الزمنية. أما قول أن الأهل يأتون لعلاء بالطعام فهو يجانب الصحة. ده أنا كنت عايزة أعمل له مرقة سمك مافيهاش سعرات حرارية خالص والعيلة قالت لأ عشان ممكن تتفهم غلط.
٤. ” كما تبين بالفحص توقيع الكشف الطبي عليه بصفة دورية، وعدم معاناته من أي مشكلات صحية، أو سابق إصابته بأي مرض.”
٤. خضع علاء للكشف الطبي المبدئي عند وصوله إلى وادي النطرون في ١٨ مايو، ثم تجاهلوه طبياً تماما رغم إضرابه عن الطعام ومطالبتنا الدائمة بالرعاية الطبية له. ووقت زيارة وزير الخارجية، السيد سامح شكري، إلى لندن، حيث أعرب عن شكه في إضراب علاء، استدعوا علاء في السجن لإجراء كشف طبي! وقتها أعلن علاء أنه لن يتم الكشف عليه إلا في حضور ممثل للمجلس القومي لحقوق الإنسان أو ممثل للقنصلية البريطانية. ولم يتم أى كشف طبي عليه إلى الآن.
٥. “وبسؤال مدير المركز الطبي بمركز الإصلاح شهد بأن المسجون يتمتع بصحة جيدة، وأن الطبيب المختص يمرُّ عليه وعلى باقي المسجونين بانتظام لمتابعة أحوالهم الصحية،”
٥. أنظر ٤ عاليه.
٦. “وبسؤال نائب مدير مركز الإصلاح والتأهيل شهد بأن المسجون منتظم في استلام وجبات الطعام ..”
٦. دي هى اللغة اللي بيستخدمها السجن للتهرب من مواجهة حقيقة إضراب علاء: انهم يقولوا ان علاء “يتلقى ثلاث وجبات.” الواقع ان التعيين بيدخل الزنزانة عن طريق بوابة صغيرة تفتح من الخارج، فليس في مقدور علاء أن يعيده. وتحت هذه الظروف يسعد زملاء الزنزانة بنصيب أكبر من التعيين، ويسعد علاء لسعادتهم، ويرتاح المسؤولون لأنهم يقدروا يقولوا ان التعيين بيدخل ويؤكل. فاكرين لما قالوا ان عندهم فيديو لعلاء بياكل؟ ويعدين ماذاعوش حاجة؟ وهو قال دي في الغالب الخيارة اللي باكلها مرتين في الأسبوع؟ فاكرين ان الكاميرات والأضواء عليه ٢٤ ساعة؟
٧. “فضلًا عن حيازة المذكور لأعداد كبيرة من الكتب والمجلات بلغات مختلفة.”
٧. ده حقيقي. بعد سنتين وست شهور وضغط متواصل دخلوا الكتب. وشكرنا كل اللي كانوا مسؤولين عن ده.
٨. “طلب التواصل مع أحد أعضاء القنصلية البريطانية لحمله جنسيتها دون أن يُقدم ما يفيد حمله لتلك الجنسية،”
٨. اللي هو إيه يعني؟ إيه اللي ممكن يكون موجود عند سجين كل ورقة بتدخل له بتتصور وتتحال وتتدرس قبل ما تدخل؟
٩. “وقد ناظرت النيابةُ العامة المسجونَ فتبين خلوُّ جسده من أي إصابات تشير لسابقة تعرضه لأي تعذيب،”
٩. بجد تحقيق محترم اللي “يناظر” علاء ويسجل إنه مش شايف آثار ضرب ضربوه له من سنتين و٩ شهور. مِهَني يعني.
١٠. “ومنها العريضة رقم (32427) والتي تحمل رقم كودي (179304)،”
١٠. البلاغ ده بالذات هو البلاغ اللي من أيام قليلة واللي كان بمناسبة عدم استطاعة ليلى زيارة علاء وإبلاغها إنه رافض الزيارة. فالحقيقة ده ماكانش “مطابق” لبلاغات سابقة. مش فاهمة قوي ليه خصوه بالذكر.
الحقيقة ان الحاجة اللي بتلقي بظلال الشك على التقرير بجملته هى إن النيابة، بالرغم من مناظرتها لجسم علاء بحثاً عن آثار متبقية لضرب تم من ٣٣ شهر، لم ترى في ذلك الجسم ما تعلق عليه من آثار الإضراب عن الطعام. والحكم للسادة القراء طبعاً.