د. أحمد حسين يكتب: أيام القلق وأرقام كورونا المغلوطة وأزمتي طبيبات المنيا وتصريحات هالة زايد ومعاناة الفريق الطبي بسوهاج (مستند)

تصريحات زايد عن شهداء الأطباء تثير أزمة مع نقابة الأطباء العامة والنقابات الفرعية بالمحافظات

تشريد طبيبات وأطباء المنيا لسوهاج.. ومصادر: بينهم أربعة طبيبات إحداهن حامل بالشهر السابع وثلاثة ترعى جميعهن أطفال

تحقيق – د. أحمد حسين

الوضع الوبائي بمحافظة سوهاج كان يمثل جدال نقلته وسائل الإعلام المختلفة الأسبوع الماضي، ما بين تصريحات أعضاء مجالس نقابات الأطباء، تؤكد إزدياد أعداد الإصابات بالمحافظة زيادة غير طبيعية وإستغاثات المواطنين لعدم وجود أماكن شاغرة لذويهم، مرضى كورونا بمستشفيات المحافظة، وفي الجهة المقابلة بيانات وزارة الصحة، وتصريحات مسوؤليها، التي تؤكد على زيادة بسيطة بأعداد الإصابات ووجود العشرات من أسرة العناية المركزة وأجهزة التنفس الصناعي الشاغرة والجاهزة لإستقبال مرضى كورونا بمستشفيات محافظة سوهاج.

تصريحات وفرامانات اتخذتها وزارة الصحة منذ أواخر الأسبوع الماضي وما زالت ممتدة، اكتسبت بها الوزارة سخط وغضب الأطباء ونقاباتهم وجامعة سوهاج وخلقت بها أزمة جديدة في محافظة المنيا.

مساء الجمعة 23 أبريل، أبدت وزيرة الصحة إستنكارها للبيانات التي تصرح بها نقابة الأطباء وتساءلت عن المصدر التي تستقي منه النقابة معلوماتها، وأكدت أنه لو كان الوضع سيء كما تدعي النقابة لكان المواطنين كشفوه، وأكدت الوزيرة أنه في ظل حرية التعبير التي تعيشها مصر، مفيش حاجة هتعرف الوزارة تخبيها، وطالبت الوزيرة نقابة الأطباء في مداخلتها ببرنامج”الحكاية”، أن تشحذ الأطباء وتدعمهم وأن تدعو الأطباء الذين في إجازات للعودة للعمل، واستنكرت الوزيرة عدم تواصل النقابة للإجتماع بها وتمنت الوزيرة من النقابة التعاون الإيجابي.

ظهر يوم السبت 24 أبريل، كان المؤتمر الصحفي لوزيرة الصحة، لإستعراض مستجدات الوضع الوبائي لفيروس كورونا، في مصر، أذنت وزيرة الصحة ببدء أزمة بين الوسط الطبي ونقابة الأطباء من ناحية ووزارة الصحة، ومسوؤليها من ناحية أخرى، حيث تجاهلت ذكر نقابة الأطباء، عندما عددت الشكر للنقابات الطبية والصحية الأخرى على تقديم الدعم لأعضاء تلك النقابات، وتعاونها مع وزارة الصحة، في جائحة كورونا.

وشككت وزيرة الصحة، في أعداد شهداء الأطباء، نتيجة كورونا والتي ذكرت أن بعض الجهات قد أعلنت عنهم في إشارة مبطنة إلى نقابات الأطباء، وذكرت الوزيرة نصًا: “عدد الأطباء اللي توفوا نتيجة إصابة عمل على مدى السنة والأربع شهور اللي فاتوا، نتيجة إصابة جاتلهم من عملهم في مستشفى عزل هو (115) طبيب”، طيب فيه بيقولوا 500 طبيب، أيوه 500 طبيب الباقي أخد، وطبعًا هيقولك دول العاملين في وزارة الصحة، ما هي العاملين في وزارة الصحة هي اللي بتدي مش أقل من 90% من الخدمة في الكورونا، طيب باقي الـ 500 الي تم الإعلان عنهم من باقي الجهات، باقي الـ 500 هم ناس أخدوا العدوى، أطباء أخدوا العدوى من المجتمع اللي بيعيشوا فيه، مش نتيجة إصابتهم وهم في مستشفيات عزل.

تباينت شدة ردود أفعال نقابة الأطباء العامة، والنقابات الفرعية بالمحافظات، إلا أنها اشتركت جميعها في الغضب واستنكار تصريحات وزيرة الصحة.

سألت د.حسين خيري نقيب أطباء مصر، عن تأثير تصريحات وزيرة الصحة على الأطباء، فأجاب نقيب الأطباء: “من المؤكد أن تأثير تلك الكلمات سلبي جدًا على الأطباء، في وقت يحتاج الفريق الطبي لجميع أشكال الدعم سواء دعمًا معنويًا أو ماديًا”، ويؤكد نقيب الأطباء أن شهداء الأطباء جراء الإصابة بكورونا أكبر بكثيرمن عدد الـ 115، ويطرح د.حسين تساؤلا: “هل نستطيع أن نتجاهل دور الأطباء العاملين بأقسام الإستقبال والطواريء وغيرها والذين يجرون العمليات الجراحية للمرضى، ويستشهدون جراء الإصابة بكورونا!”.

ويجيب نقيب الأطباء على السؤال الذي طرحه: “مستحيل طبعًا لأن هولاء الأطباء، ومعهم جميع الفريق الطبي يستقبلون مرضى وأهاليهم جميعهم محتمل إصابتهم بكورونا، وهولاء الأطباء العاملين في أقسام ومستشفيات غير العزل تكون أدوات الوقاية والكمامات التي يتم توفيرها لهم أقل حماية من الواقيات عالية الحماية التي يتم توفيرها للعاملين في مستشفيات العزل”.

 ويضيف د.حسين خيري: “نقابة الأطباء توفر كل الدعم المتاح للأطباء العاملين في جميع المستشفيات، فقد قامت النقابة العامة بالتنسيق مع النقابات الفرعية بتوزيع أدوات واقية للأطباء في مختلف مستشفيات مصر، وانتجت فيديوهات للتوعية بطرق ارتداء الواقيات، إضافة إلى قيام النقابات الفرعية بتوزيع مستلزمات وواقيات على المستشفيات العامة مثل نقابات سوهاج وأسيوط وإسكندرية.

 وعن سبل التعاون والتنسيق مع وزارة الصحة يختتم د.حسين خيري نقيب الأطباء رؤيتي أن هدف النقابة والوزارة خدمة مصالح الفريق الطبي والمرضى، وفي إطار هذه الرؤية تبادر نقابة الأطباء، دومًا للتعاون والتنسيق مع وزارة الصحة وقد خاطبنها كثيرًا باستعداد نقابة الأطباء للمشاركة بأي دور فيه صالح المرضى والأطباء.

د.أسامة عبد الحي، أكد أن رقم 115 الذي أكدت وزيرة الصحة أنه عدد الأطباء الذين أُصيبوا أثناء عملهم و توفوا بكورونا، هو رقم غير منطقى ومغلوط، وتساءل وماذا عن باقى الأطباء الذين توفوا بعد الإصابة أثناء عملهم فى المستشفيات الأخرى وتعاملوا مع مرضى دون علمهم بأنهم مصابين بكورونا كما فى الطوارىء، وماهو موقف أطباء النساء والتوليد الذين يقومون بعمليات الولادة للسيدات ويكتشفون أنهن مصابات.

وترى د.رانيا الباهي، عضو مجلس نقابة أطباء سوهاج ومقرر اللجنة الإجتماعية بها، أن وزارة الصحة تعادي دومًا الأطباء وتهضم حقوقهم، كما استنكرت عدم احتساب شهداء الأطباء من العاملين بالأقسام خارج العزل والذين أصيبوا خلال تقديمهم الخدمة الطبية، وفاة نتيجة إصابة عمل حسبما ذكرت وزيرة الصحة، أما د.طارق منصور عضو مجلس نقابة أطباء سوهاج فطالب بمنح الشهداء حقوقهم المعنوية والمادية، دون فلسفة تثير القلق والإحباط في نفوس الأطباء.

وأكد منصور أن القطاع الخاص في الأزمة كان هو البديل عن الحكومي في تقديم الخدمات الطبية المختلفة من أمراض وطوارئ أخرى ومعدل الإصابات بالكورونا بها يعادل بل وقد يزيد عن العمل في القطاع الحكومي.

نكاية في جامعة سوهاج.. تشريد طبيبات وأطباء المنيا

حضرت لقاء نقيب أطباء سوهاج د.محمود فهمي منصور الأربعاء 20 أبريل برئيس جامعة سوهاج د.أحمد عزيز، والذي رحب فيه الأخير بطلب منصور بإشراف وتعاون أعضاء هيئة التدريس وأطباء قسم الرعاية المركزة بمستشفيات سوهاج الجامعية، مع مديرية الصحة في متابعة مرضى كورونا بالعنايات المركزة بمستشفيات وزارة الصحة الستة، بمدينة سوهاج، وأكد رئيس الجامعة على تحمسه لتنفيذ هذا التعاون وطلب أن تقوم مديرية الصحة بإجراءات التنسيق الرسمي مع جامعة سوهاج حتى يتسنى لأطباء الجامعة القيام بدورهم، إلا أن مديرية الصحة لم تخاطب جامعة سوهاج بهذا الشأن.

وظهر السبت 24 أبريل أعلن طارق رضوان عضو مجلس النواب عن سوهاج على صفحته بـ(فيس بوك) عن تواصل محافظ سوهاج مع وزيرة الصحة، وقررت الأخيرة دعم محافظة سوهاج، خلال 24 ساعة بعدد 20 طبيب تخصص العناية المركزة للعمل بمستشفيات سوهاج وتدريب الأطقم الطبية ولفترة غير محددة.

ومساء ذات اليوم السبت أخطرني د.أحمد السيد عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، عن صدور إشارة رسمية بإنتداب أطباء من المنيا للعمل بمستشفيات سوهاج، وأمدني السيد بصورة خطاب من محمد نادي وكيل وزارة الصحة بالمنيا محرر تاريخ السبت 24 أبريل وموجه إلى كل من مدير مستشفيات الجامعية ومدير مستشفى التأمين الصحي بالمنيا، ويتضمن موضوع الخطاب توجيهات وزيرة الصحة بتكليف أطباء الزمالة الموفدين للتدريب بمستشفيات المنيا الجامعية، وعددهم 5 أطباء وطبيبات ومستشفى التأمين الصحي، وعددهم 13 طبيبا وطبيبة، وذلك للقيام بمأمورية عمل بمحافظة سوهاج لمدة شهر من تاريخ تحرير المخاطبة، ومزيل الخطاب بالتنويه عن تحرك الأتوبيس الذي سينقل الأطباء المكلفين في نفس اليوم السبت 24 أبريل الساعة الخامسة عصرًا من أمام مديرية الصحة بالمنيا.

وقد أكد لي مصدر طبي مطلع بفرع التأمين الصحي بالمنيا طلب عدم ذكر إسمه، أن الأطباء المطلوب تكليفهم من مستشفى التأمين الصحي بالمنيا للعمل بسوهاج 13 طبيبا وطبيبة، منهم ستة تخصص عناية مركزة، و 7 تخصص باطنة، وجميعهم ملحقين للتدريب ضمن برنامج الزمالة المصرية، ويؤكد المصدر أن من بين أطباء العناية بمستشفى التأمين أربعة طبيبات إحداهن حامل بالشهر السابع، وكانت بإجازة إستثنائية، وإدارة المستشفى أرغمتها على العودة، وثلاثة طبيبات ترعى جميعهن أطفال ما بين رضيع إلى عمر 3 سنوات.

وأضاف المصدر أنه بعد إنتداب الستة أطباء للعمل بسوهاج لن يتبقى سوى ثلاثة أطباء مقيمين بقسم الرعاية المركزة والتخدير بمستشفى المنيا للتأمين الصحي، مما سيؤدي إلى خلل بالعمل في العنايات المركزة، والتي تضم 12 سريرا، فيما أكد مصدر طبي مسوؤل بمستشفى المنيا الجامعي أن أطباء الزمالة المكلفين بالتدريب في تخصص الرعاية المركزة والأطفال، والمكلفين ضمن مأمورية العمل إلى سوهاج عددهم 5 منهم طبيبة حامل ومهددة بالإجهاض، كما ذكر لي مصدر طبي ببرنامج تدريب الزمالة المصرية بالمنيا أنه تم إخطار الأطباء بالمأمورية يوم الجمعة 23 أبريل للسفر إلى سوهاج ثاني يوم السبت وأنه تم بالفعل إخلاء طرف الأطباء من مستشفيات جامعة المنيا ومستشفى التأمين الصحي وبذلك يكون عليهم على قوة مديرية الصحة بسوهاج.

طب سوهاج: تصرف سيء ولم نقصر أو نتخاذل

عقب أحد أساتذة الرعاية المركزة والتخدير بكلية طب سوهاج، أن قيام وزارة الصحة بتكليف أطباء من محافظة المنيا يُضفي صورة سيئة جدًا، وأضاف المصدر الطبي المسوؤل الذي طلب عدم ذكر إسمه أن مستشفيات جامعة سوهاج، والعاملين بها يتحملون المسوؤلية ويقومون بدورهم على أكمل وجه سواء في جائحة كورونا، والخدمات الطبية الأخرى.

وأكد أن قسم العناية المركزة بطب سوهاج، لم يتخاذل أو يرفض تقديم أي دعم وتعاون طُلب منه، من مسوؤلي مديرية الصحة بسوهاج، وأيضًا على أتم الاستعداد لزيادة عدد أسرة العناية المركزة المخصصة لمرضى كورونا بالمستشفى الجامعي، إذا تم تزويد المستشفى بأجهزة تنفس صناعي.

واختتم عضو هيئة التدريس بكلية طب سوهاج حديثه: “طب سوهاج بيخرج أطباء أكفاء ومنها في تخصص العناية المركزة والتخدير، والعام الماضي حصل 8 أطباء على ماجستير العناية والتخدير من طب سوهاج، ولكن البيروقراطية التي تتعامل مديرية الصحة بسوهاج مع الأطباء جعلتهم يفضلون القيام بإجازات بدون مرتب أو الإستقالات