د. أحمد إمبابي تفانى في علاج مصابي كورونا ورحل بالفيروس القاتل.. قصة طبيب شاب ترك طفلة يتيمة وأسرة حزينة وسيرة خالدة
أطباء الأقصر: كان قدره أن يصاب بمضاعفات خطيرة أدت لتدهور حالته الصحية.. وترك طفلة لا تتعدي 3 سنوات وأما وزوجة ثكلى وأبا مكلوما
صديقه محمد مرتضى: كنت مطمن بوجودك وما كنتش شايل هم لاجة لأنك معايا.. بدأنا الطريق سوا واتفقنا نكمله بس أنت ضحكت عليا
صديقه محمد سيد: قالي عايز أسافر وبعدين جت أزمة كورونا ومسافرش وربنا يسر له أن يكون من جند الله المرابطين في هذا الوباء
كتب: عبد الرحمن بدر
ودع أطباء الأقصر بالحزن والدموع الدكتور أحمد حمادة إمبابي، أخصائي التخدير والعناية المركزة بمستشفى القرنة المركزي، ونائب مدير المستشفى، الذي رحل متأثرًا بإصابته بفيروس كورونا، تاركًا طفلة يتيمة وأسرة حزينة وسيرة خالدة لطبيب ضحى بحياته لينقذ المرضى ومات بينهم.
وقالت نقابة أطباء الأقصر، إن أحمد قدم حياته في سبيل علاج المصابين بالوباء اللعين، وإنه أصابته العدوى أثناء عمله ليسكن المستشفى مريضا بعدما سكنها طبيبا.
وتابعت النقابة في نعيها للطبيب الشاب: كان قدره أن يصاب بمضاعفات خطيرة أدت لتدهور حالته الصحية إلى أن لقي ربه، تاركا طفلة لا تتعدي الثلاث سنوات من عمرها وأما وزوجة ثكلى وأبا مكلوما.
وأضافت النقابة: “الدكتور أحمد حمادة أعطى مثالا حيًا للطبيب المصري الذي يقوم بدوره على أكمل وجه، اللهم اغفر له وأرحمه وتجاوز عن سيئاته وأسكنه فسيح جناتك وألهم أهله وذوية الصبر والسلوان واجعل ما قدمه لمرضاه شفيعا له يوم القيامة”.
وتحولت صفحة الطبيب الشاب على (فيس بوك) إلى دفتر عزاء، وقال الدكتور محمد مرتضى، صديق الطبيب الراحل: يا أخي والله قطمت ضهرى ووجعت قلبي عليك.. والله كنت مطمن بوجودك وما كنت شايل هم لحاجه عشان عارف إنك معايا وجنبي.
وأضاف في رسالة مؤثرة: بدأنا الطريق سوا واتفقنا نكمله للآخر سوا، بس أنت ضحكت عليا يا صاحبي وسبتني في النص، سبت صاحبك اللي ملهوش حد غيرك وميعرفش حد غيرك وسره مش مع حد غيرك، ملعون أبوها الدنيا اللي تفرق الصحاب وتاخد أخ من أخوه.
وتابع مرتضى: ملعون أبوه الطب اللي يخليك تبكي بدموع عنيك عشان عارف اللي هيحصلك وتحكيهولي بالظبط وأنا عامل مش مصدقك، بس مصدقكش إزاي وأنت أشطر واحد شفته ومعلوماتك عمرها ما خيبت.
واختتم: “اللي مهون على الواحد شوية إنك أكيد في مكان أحسن لأنك عمرك ما زعلت حد ولا قصرت في حق حد ولحد آخر نفس وأنت كنت شغال وبتراعي ربنا في مرضاك ومش مقصر معاهم”.
وقال محمد سيد، الطبيب بمستشفى قنا العام: رحمه الله، قالي عايز اسافر يا محمد وبعدين جات ازمة كورونا ومسافرش، وربنا يسر له أن يكون من جند الله المرابطين في هذا الوباء.
وتابع: اللهم تقبل عمله هذا، اللهم اغفر له وارحمه والحقنا به في الصالحين، اللهم إنا نشهدك أنه كان صاحب دين وخلق حسن”.
وقال الدكتور السيد عبد الجواد، مدير الشئون الصحية بدمياط: لبقاء لله ببالغ الحزن والأسى أنعى وفاة الطبيب الإنسان د. أحمد حمادة، والله ما رأيت منك إلا إخلاصا لعملك وما تأخرت لحظة عن إنقاذ مريض.
وتابع: “فقدناك اليوم ولكنك بين يدي ربك وفي مكان أفضل ومنزلة أعلى، أعزي نفسي وأسرتك وكل محبينك وأصدقائك وجميع العاملين بمستشفى القرنة”.
وبالأمس أعلنت وزارة الصحة والسكان، عن خروج 419 متعافيًا من فيروس كورونا من المستشفيات، بعد تلقيهم الرعاية الطبية اللازمة وتمام شفائهم وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، ليرتفع إجمالي المتعافين من الفيروس إلى 264764 حتى الثلاثاء.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد مساعد وزيرة الصحة والسكان للتوعية والتواصل المجتمعي والمتحدث الرسمي للوزارة، أنه تم تسجيل 857 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معمليًا للفيروس، وذلك ضمن إجراءات الترصد والتقصي والفحوصات اللازمة التي تُجريها الوزارة وفقًا لإرشادات منظمة الصحة العالمية، لافتًا إلى وفاة 39 حالة جديدة.
وقال مجاهد إنه طبقًا لتوصيات منظمة الصحة العالمية الصادرة في ٢٧ مايو ٢٠٢٠، فإن زوال الأعراض المرضية لمدة 10 أيام من الإصابة يعد مؤشرًا لتعافي المريض من فيروس كورونا.
وذكر مجاهد أن إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى الثلاثاء، هو 314116 من ضمنهم 264764 حالة تم شفاؤها، و 17765 حالة وفاة.