دينا توفيق تكتب: ميراث الجهل التليد.. (المسكوت عنه.. على درب الحرية)!
الجزء الاول
صباح ومساء الفل..
معرفش ليه النهاردة حاسة ان جوايا كلام وأفكار غزيرة أوي .. يمكن ده نتيجة قراءات كتير قريتها الفترة اللى فاتت وأفلام ومواسم مسلسلات اجنبية شوفتها كانت سبب اهتمامى بجودة الحياة او يمكن اللى اقصده جودتها اورداءتها اللى بتنعكس على سلوكيات الناس وتصرفاتهم..
وأول حاجة فكرت فيها بعد تأملات طويلة اننا وغصب عننا كلنا بنفكر فى الحياة وما بعد الحياة.. يعنى الموت بكل بقى تداعيات الفكرة والحيرة حول مرحلة تالية لم نعرف عنها شيئا وزمان ومكان وحيز لم يذهب اليه احد وعاد ليروى.. اللهم بعض الدراسات الغربية الغير مؤكدة لاناس مروا بتجربة الموت والعودة للحياة..
وربما يكون الحزن والهلع مترادفات موازية تماما لأغلب التصورات التى ترتبط بما بعد الحياة كما تطرحها وتغذيها معظم التصورات الدينية ترهيبا فى شكل النار والترغيب فى الجنة من باب التخويف والردع عن الافعال السيئة
المنظومة اللى رسختها بعض التصورات الدينية ورجال الدين يطرحون فكرة أن اغلب الناس فى النار !!!!!
ليه كدة بس؟
ارهاب يعنى؟
والكهنة من وقت الكنيسة وسيطرتها عملوا صكوك غفران باهظة والحاخامانات رغم أن مفهوم الآخرة عند اليهود مش زى الاديان التانية، وكمان المشايخ الموالين للحكام ولمصالحهم.. كل دول صعبوها أوي وحطوا حواجز رهيبة ومضنية بين الإنسان وربه بنزق عجيييب !!
معرفش ليه بقت فكرة الدين والعذاب صنوان أو شىء مشترك بفظاعة، ونسينا البنى آدمين ومخاوفهم ورعبهم والحياة إزاى بتطور وتصعب عليهم كل مدى الوصول للمكان الجيد وليس حفر النار والزبانية والشياطين اللى متربصين ..
وبقى، للاسف الشديد والحقيقة المؤلمة ان كثير من رجال الدين في كل الاديان شبه بعض وزى بعض وبيستفيدوا إما لأناواتهم الشخصية أو لمصالحهم المادية أو ضعفا أمام سطوة الحكام اللى عايزينها كدة عشان يكون فيه شعوب ضعيفة تقوى شوكتهم ويتسيدوا عليها..
الخلاصة بقى ان كل اللى بيحصل دلوقتى يصب فى مصالح اللى مش مهتمين بالدين اصلا ولكن بيستفيدوا منه..
وان الناس نفسهم بقى بحثهم عن مرجعية الدين كغريزة أساسية بحثوا عنها منذ فجر الخليقة ووصل بعضهم الى مفهوم الله الكبير العظيم.. فتشوهت فى ادمغتهم صورة الله من الرحمة الى البطش ..
واعتقد ان دى جريمة كبيرة ارتكبها رجال دين على مر التاريخ باختصار ..
لهؤلاء أقول لهم .. الناس عايزين الله اللى يحبوه ويحترموا جلاله يا منافقين مش الله بتاعكم اللى بتتكلموا باسمه بجبروت وكأن فى ايديكم مفاتيح الجنة والنار بخزعبلاتكم وكتبكم الصفراء وافكاركم المهترئة البالية..
خلص الكلام دلوقتى وهكمل وقت تانى.
الجزء الثانى
فكرتى الاصلية هى ان مش المكتوب من اوامر وتعليمات وممنوعات ودرجات الترقية او الخسف، اللى بيعتمد عليها الناس فى تقدير نفسهم وان كانوا يستحقون الجنة ام النار، هى الاساس على فكرة !! ..
وكمان رجاء نفهم ان الجنة والنار معنويا اهم وارقى واشمل فى تصورهما عبر كل اللى اتزرع فى الادمغة منذ زمن بعيد وزى ما قلت فى الجزء الاول ان صورة الدين الحالى بكل اللى وصلت له هو من صنع المجتمعات اللى مسيطرة عليها ايدولوجية جاب من رجال الدين بدون تحديد اديانهم وان كان والحق يقال ان اوروبا تخلصت من الهموم دى بشكل ما او بقدر كبير لما فصلت السياسة نهائيا عن الدين وان بقيت جماعات دينية تخرج بين الحين والاخر بشكل عشوائي لتنفذ مخططات غبية.
انما فى الشرق الاوسط المسألة مختلفة وجذورها متشعبة جدا بين إسلام مختلق تموله دول تسعى إلى زرع التطرف والاصولية الدينية لخدمتها سواء من الخليج او من امريكا او جزئيا من اوروبا وبشكل هامشى ..
كل ده مستمر وبيحصل، وفى مقابله فكرة الصهيونية القائمة بأكملها على الدين رغم ما تزعمه من علمنة الفكرة وشكلها السياسى الا انها دينية تماما لكونها مبنية على ارض الميعاد وعلى دولة لأصحاب ديانة وليس لمواطنين متساويين…
كل ده بقى يخلينا نبص من اول وجديد على الحالة الحياتية..
هل دى شكل حياة ترصف طريقا ممهدا للمكان الجيد او للجنة ونحن نعيش الجحيم على الارض؟!
ما هو قدر كل تلك الشعوب المسغوف قلبها والمنهية الاحلام فى غد يرعبها.. فلا دين يسعفها الا بخزعبلات ولا حياة جيدة تشجع على افعال جيدة!!!!
الجزء الثالث
ان اردنا ان نبدأ على نضافة فلنعمل لواقعنا وليس من أجل جنة ونار بعد الموت..
اااه عارفة ان اقناع الناس بالكلام ده صعب وربما مستحيل…
معلش …
خلينا كدة ناخدها واحدة واحدة..
ويمكن احتراما لادمغة الناس كلهم تقريبا سأتراجع عن المطروح حرفيا..
يعنى هنخليها ان هناك جنة نأمل بها بعد الموت.. بس الشرط لدخولها اننا نصنع جنة على الارض بافادة الناس وتأدية واجباتنا تجاه الطبيعة بخدمتها والحفاظ عليها نقية واعادتها الى سيرتها الاولى التى تدمرت بسبب من سفكوها وخربوها واهلكوا الناس والزرع والحرث والانهار والهواء معها وحملوا الامطار كيماويات ووابل من الرصاص الذى سمم الماء والتنفس حتى صارت كل الأشياء تقريبا مؤدية للامراض الخطيرة مع تلك العادات الشاذة عن الطبيعة التى كانت سببا للأوبئة التى تأكل الجنس البشرى..
اذن كيف لمن فعلوا هذا كله ان يذهبوا للمكان الجيد ؟ ..
كما اننا نحن ايضا صرنا على علم بأن تجنب الوقوع فى الاخطاء بسبب هذا الدمار صار ربما مستحيلا ..
اذن فنحن امة بالتالى مصيرها الجحيم ان لم نبدأ فورا فى اعادة النصاب الى مكانه ..
يتبع انتظرونى
الجزء الرابع
مساء الفل رغم رغم..
فكرة الشيطان الاسطورية اللى فى خيالنا اكيد فانتازيا ظريفة
بقرون ورجلين معيز وعنيه بتطق شرار ههههههه
انا معاكم ان الشيطان اللى بيرعبنا ده فى خيالنا بجسمه المشوه وطبيعته اللى الناس مؤمنين انها مارج من نار..
صدقونى كل ده قديم اوى اوى اوى..
الشيطان الأخطر في الفكرة التي تسمم حياة الناس.. الشيطان اللى بيبقى بنى انسان زيى وزيك وبيرتدي مسوح الدين ألعن وأضل سبيل.. الشيطان ده عامل بيصلى لربنا وهو فعلا بيقوم ويقعد لربنا بتاعه التفصيل فعلا بكل الاثباتات والدلائل .. وعامل زبيبة من البكتريا زى الزتونة البايظة فى دماغه وبيوزع نصايحه وكلام اللى بتفتكروه عسل وهو بيقطر سم ..
الشيطان ده هو اللى هياخدك عدل برة المكان الجيد وهيعيشك فى جهنم الدنيا كمان وبعضنا بكل صفاقة واخده قدوة وهو بيرتكب كل شىء كريه ابتداء من العنصرية الى الرياء والقاء الاحكام الجزافية على البشر من حوله وعامل دور الاله فيحاكم الناس ويقولك ده كافر وده صالح ويدخل الناس الجنة والنار وهو قاعد بالسبحة على السجادة ..
قاعد البيه ينظر من التنظير يعنى ويحاسب الناس مين قال ايه وليه ؟!!!!!!
قاعد يقدس اللا مقدس ويفرض على الناس يقروا ايه وممنوع يقروا ايه، ويحكم على اللى بيحاول يفهم ويفكر شوية ويقول ان ده مثلا حديث ما يدخلش العقل، بانه لمجرد فكر بس يبقى يخرج من ملة الاسلام كدة خبط لزق !!!
انا شوفت ده كتير وشوفت منقبات بيقعدوا يتفرجوا على بنت محجبة، مش بشعرها يعنى، وينتقدوها ويحاولوا يهدوها قال عشان تنتقب !!!!!
وبمنتهى الوضوح كمان شياطين الآدميين بيسرقوا عينى عينك وبعضهم ماسكين سبحة وبيوزعوا صدقات وكراتين رمضان وزيت ومكرونة عادى جدا ..
بس بعيدا عن مظاهر الاسلام الملفقة فى المظهر لاتقان الادوار ..
خلونا نرجع لمرجوعنا فى فكرة الانسانية المغدورة ومحاولات الانسان العيش فى جنته او مكانه الجيد على الارض وتعجيزه عن ده بسلطان الاموال والرأسماليات الجشعة والفساد اللى شبه الحمى او الطاعون او على الموضة شبه الكورونا..
الفساد المعدي اللى مودي الناس كلهم فى داهية…
وجاوبونى بقى كدة وعلى بلاطة.. كيف اكون صالحا واشترى منتجات اعرف انها من اولها لاخرها فاسدة المصدر والجوهر؟!! قولولى ازاى؟
وهو انا كدة مش مشاركة فى الجرائم دى بحبة الفلوس االلى حطيتهم فى رصيد مجرم فار من العدالة او لامؤاخذة العدالة مصهينة او عاملة مش واخدة بالها ومؤسسات مرتشية بتسيب موظفينها ياخدوا من عشرة جنيه فالدرج لحد ملايين بتتحط فالبنوك هنا وفى سويسرا…
يا نهار ملغفن انا باين علي سودتها اوى وزودتها
انتظروا الجزء القادم
فكرة وسوسة الشيطان دى مجرد حجة على فكرة وقصة الشياطين هنكملها سوا المرة الجاية
الجزء الخامس
ميراث الجهل التليد
فى مجتمعات اخرى غير عربية يوجد سحر وكلام عن الشياطين والعفاريت ومش المصريين والعرب فقط اللى عندهم التراث او الميراث الخزعبلى ده ..
فيوجد الفودو فى الثقافات الافريقية البدائية وغيرهم وتستوطن تلك الافكار فى كافة ارجاء العالم التى عاشت حضارته فى غياهب دهاليز الغيبيات مثل اوروبا فى العصور الوسطى التى راينا فيها انتشار قصص الساحرات وكيف اخذت الكنيسة تحرقهن احياء فيها تحت سيطرة اعين قساوسة الكنائس على المنظومة وقاوموها بالجهل ايضا.. وكذلك فى المغرب العربى وبلدان امريكا اللاتينية والجزيرة العربية نفسها وكافة انحاء العالم الغربى الذى قاوم حتى تجاوز الجهالة بالعلم .
وفى الحياة هناك دوما الافكار التى يجب نحتها.. مثل كتاب الشعر الجاهلى لطه حسين
وافكار يجب التأكد من رمزيتها مثل العصا فى قصة موسى وما هي الرمزية فى انشقاق البحر.. وكذلك كل هذا المقدس الذى يزخر به العالم ويسيطر على الرؤوس ..
لابد من أن نفهم أهمية الاساطير الموضوعة لسد احتياج الناس عاطفيا او دينيا وهما ينبعان من مصدر واحد للانشقاق .. واستغلال جانب من رجال الدين، للسيطرة على الادمغة التى فرغوها بالتجهيل..
والى استكمال اخر لما بدأناه اعزائى ..