“دويتش فيلا” الألمانية: الحكومة المصرية تعمل على تلميع صورتها بإطلاق سجناء سياسيين قبل قمة المناخ.. وتحاول الموازنة بين روسيا والغرب
كتب – أحمد سلامة
انتقدت صحيفة “دويتش فيلا” الألمانية الحكومة المصرية متهمةً الأخيرة بمحاولة تلميع صورتها قبل قمة المناخ بإطلاق سراح سجناء سياسيين والكشف عن مشاريع بيئية جديدة، مشيرة في الوقت ذاته إلى أن القاهرة تعمل على محاولة التوازن بين الدول الغربية من جانب وروسيا من جانب آخر.
ونقلت “دويتش فيلا” عن محمد سليمان الخبير في معهد الشرق الأوسط، ومقره واشنطن، قوله إن مصر “تريد أن تقدم نفسها كممثل للجنوب العالمي، بحكم هويتها المقعدة كدولة إفريقية عربية وبوصفها بوابة لإفريقيا والشرق الأوسط، مصر تريد أن تقدم نفسها كبطلة يمكن لجميع الأطراف التعاون معها”.
وتحت عنوان فرعي حمل عنوان “موازنة مصر الصعبة بين الغرب وروسيا” قالت الصحيفة “أحد هذه الأطراف هي روسيا.. فلمصر تاريخ طويل مع حليفتها في الشمال.. خلال الحرب الباردة، كانت مصر الحليف الرئيسي للاتحاد السوفيتي في الشرق الأوسط ولا تزال مصر شريكًا مهمًا اليوم. بعد أن أصبح عبد الفتاح السيسي رئيسًا لمصر في عام 2014”.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات أدلى بها عبدالفتاح السيسي رئيس الجمهورية في يونيو الماضي بمدينة سان بطرسبرج الروسية قال فيها إن “روسيا شريك مهم لمصر في مختلف المجالات ، والعلاقات بين البلدين متميزة”.. فيما تعتبر روسيا مصر “أحد أهم شركائنا في إفريقيا والعالم العربي”، وهو التصريح الذي جاء على لسان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي أضاف “نحن على اتصال دائم بالرئيس السيسي”.
وادعت الصحيفة أن “هناك الكثير من القواسم المشتركة بين بوتين والسيسي. فقد انتقدت موسكو الاحتجاجات الشعبية المؤيدة للديمقراطية خلال ما يسمى الربيع العربي. لقد أطاح هؤلاء بالديكتاتور المصري السابق، حسني مبارك، قبل أن تعود البلاد في نهاية المطاف إلى الحكم الاستبدادي مرة أخرى، بعد فترة من عدم الاستقرار السياسي. بالنظر إلى سجل السيئ للنظام المصري في مجال حقوق الإنسان، فإنه على عكس الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، فإن صداقة روسيا لا تتوقف على تحسين حقوق الإنسان في مصر، ولا تصحيح المسار الاقتصادي المضطرب في مصر”.
وتضيف الصحيفة “بعبارات أكثر واقعية، أدت (كيمياء) السياسة الشخصية والخارجية بين بوتين والسيسي إلى زيادة العلاقات التجارية والعسكرية والسياسة الخارجية بين بلديهما منذ عام 2014”.
ولفتت الصحيفة إلى أن مصر تستورد مصر معظم قمحها من روسيا ويشكل السياح الروس حوالي 40٪ من إجمالي زوار مصر.. فالسياحة جزء مهم من أرباح الأخيرة، حيث تدر مليارات الدولارات وتشكل حوالي 12 ٪ من إجمالي دخل البلاد.
وأشارت دويتش فيلا أيضًا إلى أنه “لدى روسيا ومصر أيضًا بعض أوجه التشابه في السياسة الخارجية. كلاهما يدعم الزعيم الليبي خليفة حفتر في الصراع الليبي ودور روسيا في سوريا، ونتيجة لذلك فإن موقعها في شرق البحر المتوسط يجعلها مهمة لمصر”.
وتستدرك الصحيفة “لكن على الرغم من كل ذلك، كانت مصر حريصة للغاية على عدم تفضيل روسيا والحفاظ على توازن دقيق بين الحلفاء والداعمين.. حيث سارعت السلطات المصرية إلى نفي إرسال مراقبين إلى أوكرانيا في سبتمبر – وهو ما أفادت به وكالة الأنباء الروسية تاس – لمراقبة الاستفتاءات (الصورية) الروسية في أوكرانيا المحتلة”.
يُظهر تحليل لأنماط التجارة المصرية لهذا العام من قبل شركة استشارات الأعمال الدولية ، Dezan Shira and Associates ، مدى توازن العلاقات المصرية. وخلصت الشركة الاستشارية إلى أن هناك “سياسة تجارية متساوية البعد”. مع وجود مصر “فعليًا على مفترق طرق بين أوروبا وآسيا.. يمكن أن يُنسب ما يقل قليلاً عن ربع التجارة إلى القارتين”، حسبما نقلت الصحيفة.
وحسب “دويتش فيلا” فإن روسيا تشعر بالمثل تجاه مصر، كما يؤكد تحليل لمعهد التحرير لسياسة الشرق الأوسط قام به ديميتار بيشيف، المحاضر في جامعة أكسفورد، حيث كتب “مصر هي واحدة من بين مجموعة واسعة من الشركاء الذين تتعامل معهم موسكو في السعي لتحقيق مكاسب دبلوماسية واقتصادية”.