دفتر عزاء ورسائل وداع في حب صاحب الضمير الحي رجائي الميرغني.. صحفيون وكتاب وسياسيون: رحل المعلم بلا أستاذية
الزاهد وقلاش وضياء رشوان وإكرام يوسف والهواري وكارم يحيى وساهر جاد وحنان فكري والبلشي: خسارتنا كبيرة
الزاهد: شمسه لن تغيب.. قلاش: فقدت جزء من نفسي.. رشوان: أحد رموز الصحافة المصرية.. الهواري: رحل استاذ عظيم
اكرام يوسف: مناضل حر .. كارم يحيى: علامة لاتنسى في تاريخ نقابتنا.. وساهر جاد: لن تفارقني صورته
عزاء من أسرة درب في رحيل صاحب الضمير الحي.. والبلشي: وداعا المناضل الحاضر دائما في كل معارك الصحافة والحرية
محمود هاشم
نعى عدد من الكتاب والرموز الصحفية والسياسية وكيل نقابة الصحفيين الأسبق ورئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط سابقا رجائي الميرغني، أحد أعلام الوسط الصحفي والنقابي، الذي توفي عن عمر يناهز 72 عاما، وتحولت صفحته إلى دفتر عزاء حزنا على رحيله المفاجيء.
وقال الباحث الاقتصادي إلهامي الميرغني : “رجائي الميرغني بالنسبة لي وبالنسبة للأسرة مش مجرد كبير العيلة ولكنه منذ طفولتنا الأب والموجه السياسي والعقل والقلب الكبير وبيت العيلة من المنيا إلى شبرا الخيمة إلى المعادي، رجائي نقلني لعالم تاني ووقف جنبي ودعمني في معارك كثيرة بدون أستاذية”.
وأضاف: “كثير من الناس بتتكلم علن أن رجائي أخويا الكبير، وهو كل ده في بعضه الأب والأخ والأستاذ والمعلم والموجه السياسي والإنسان صاحب القلب الكبير، على مدى حيانتا لم نختلف، وعندما كنا نختلف كان رجائي دايما يديني درس في أدب الاختلاف، أنا مش قادر استوعب وراضي بأمر ربنا، لكن الصدمة فوق الاحتمال والتحمل، سلام يا صاحبي وسلامنا لصفائي وبهائي ونتقابل قريب”.
كما قال شقيقه الفنان ضياء الميرغني: “إنا لله وإنا إليه راجعون، وداعاً أخي الكبير، رجائي الميرغني”.
وقالت ابنته سوسنة رجائي الميرغني: “بابا مات، وداعا رجائي الميرغني”
وتقدمت أسرة “درب” وفريق العمل، وحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، بخالص التعازي لأسرة الكاتب الكبير الراحل. ونعى رئيس حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، مدحت الزاهد، الكاتب الكبير في تدوينة عبر صفحته، “هزنى الخبر الحزين فى رحيل إنسان نادر تعلمت منه أجمل القيم.. الصديق والرفيق الغالي رجائي الميرغني القطب الكبير في معارك الدفاع عن استقلال النقابة وحرية الصحافة وإسقاط قانون حماية الفساد في معركة من معارك النقابة المشهودة ضد الحيتان”.
وأضاف “كان الميرغني نموذجا في العطاء كوكيل أول نقابة الصحفيين ونائب رئيس وكالة أنباء الشرق الأوسط.. نموذجا للصحفى والنقابى والإنسان الحر في إخلاصه وصدقه وأمانته ونزاهته واستقامته ومثابرته على الانتصار للمبادىء والانحياز للحق وإدارة معارك النقابة والصحافة بشجاعة وحكمة وافق جبهوي يجمع ولا يفرق، مظلته حرية الصحافة،واستقلال النقابة وطوال مسيرته كان عنوان الميرغني الشرف وبوصلته الاخلاق والمبادىء ومسيرته عطاء متصل”.
واختتم الزاهد تدوينته قائلا “خالص العزاء لصديقة العمر خيرية شعلان وحبايب قلبي سوسنة وحاتم ولشقيقه ضياء ورفيق رحلة العمر الهامى الميرغني وكل أسرة الميرغنى وانا معهم ومع الاسرة الصحفية وأحرار الوطن أتلقى العزاء فى الفقيد الكبير بعد أن صدمنى الخبر الحزين وكل ثقة أن شمسه لن تغيب”.
ونعى خالد البلشي، رئيس تحرير “درب”، الراحل رجائي الميرغني في تدوينة عبر صفحته بموقع “فيس بوك”، حيث كتب “وداعا الأستاذ النبيل صاحب الضمير الحي والمواقف الصلبة، وداعا المناضل الحاضر دائما في كل معارك الصحافة، وداعا النقابي النزيه والمحترم الذي علم أجيال من الصحفيين معنى النقابة ومعنى الحرية ومعنى أن تكون صحفيا ونقابيا ورفيقا في اختلافك، وداعا للرجل الذي خاض حياته مدافعا عن الصحافة وقيمها وعن الحق والحرية ومصالح ابناء المهنة التي عشقها وأخلص لها.. وداعا أستاذنا رجائي الميرغني، ربنا يرحمك ويغفر لك ويصبر أسرتك الصغيرة والكبيرة وكل محبيك وتلامذتك”.
واجتاحت موجة الحزن الوسط الصحفي لما يمثله الراحل الكبير، ونعى نقيب الصحفيين ضياء رشوان ببالغ الأحزان والأسى للجماعة الصحفية والنخبة المصرية وعموم المصريين، أحد رموز الصحافة المصرية الكاتب الصحفي والنقابي الكبير الأستاذ رجائي الميرغني، والذي وافته المنية فجر اليوم، بعد مسيرة عطاء متواصل لوطنه ومهنته ونقابته لعقود طويلة، وتقدم بخالص العزاء لحرم الفقيد الأستاذة خيرية شعلان الكاتبة الصحفية الكبيرة وأسرته وأصدقائه وتلاميذه ومحبيه.
أما الكاتب الكبير يحيى قلاش نقيب الصحفيين الأسبق فقد كتب يقول “رحل رجائي الميرغني .. لا شئ يمكن أن أقوله الآن . هل عرفت معني أن تفقد جزءً من نفسك فتفقد التعبير عن طوفان بداخلك؟! .. اللهم الطف بنا وخفف عن محبيه وعارفي قدره بعض من ألم لن يزول”.
“لا أجد كلمات تكفي للعزاء في رجائي الميرغني فجميعنا بحاجة للعزاء في القامة والقمة والقدوة التي فقدناها وفقدها الوطن”، هكذا نعته الكاتبة الصحفية إكرام يوسف وقالت “بهدوئه المعهود، غادرنا استاذنا رجائي الميرغني.. الصحفي الكبير، المناضل الحر، النقابي المخلص الشريف، الانسان النبيل، الصديق الرائع..
وتابعت ” يدين له الصحفيون ونقابتهم بالكثير، وكنت أتمنى – ككثير من الصحفيين – ان نراه نقيبا، لتعود للنقابة مكانتها وحريتها ويعود للصحفيين احترامهم..لكن الله لم يرد لنا تحقق هذه الأمنية
شخصيا، مدينة له بعضويتي في نقابة الصحفيين، حيث كان رئيس لجنة القيد التي قبلت اوراقي ومنحتني العضوية.. وكنت نشرت من قبل انه اخبرني بعد سنين طويلة من عضويتي بالنقابة ومن صداقتنا التي نشأت بعد ذلك، ان المباحث العامة أرسلت خطابا للنقابة تحذر فيه من ضمي للنقابة باعتباري “ذات افكار يسارية متطرفة”!!! فما كان من استاذنا الا انه نحى الخطاب جانبا، واجرى امتحان القبول كما ينبغي، وفحصت اللجنة اوراقي وإنتاجي الصحفي والكتب التي صدرت بترجمتي، ثم قررت قبول عضويتي!.. ونشرت على صفحتي هنا من قبل صورة لخطاب المباحث العامة منحها لي استاذنا بعد سنوات طويلة من الواقعة!!
لا أجد كلمات لتعزية شريكة عمره الرقيقة ولا كريمته التي ورثت منه ومن والدتها جمال الروح وابنه الطيب حاتم، وشقيقه الفنان الكبير والصديق ضياء الميرغني وابن شقيقه الرفيق والصديق وزميل العمر. لا اجد كلمات تكفي للعزاء، وجميعنا بحاجة للعزاء في القامة والقمة والقدوة التي فقدناها وفقدها الوطن، وكان يستحق وداعا يليق به من نقابة الصحفيين وكل اصحاب الراي والمحبين للوطن، لولا ظروف الوباء!!.. ربنا يصبر قلوبكم ويخفف عنكم، ويعوضنا في تلاميذه
كما نعى الكاتب الصحفي، كارم يحيى، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وكيل نقابة الصحفيين الأسبق، وكتب: “فقدنا فارسا من فرسان الدفاع عن حرية الصحافة والعمل النقابي في مصر..علامة لاتنسى في تاريخ نقابتنا.. خسارتنا كبيرة في رحيله”.
واختتم يحيى تدوينته متقدما بعزائه لأسرة الفقيد “يرحمه الله رحمة واسعة ويسكنه فسيح جناته، ويلهم زوجته الزميلة الأستاذة خيرية شعلان وأسرته وعائلته وأحباءه وأصدقاءه وزملاءه الصبر والسلوان”.
وقال الكاتب الصحفي الكبير أنور الهواري: ” إنَّا لله وإنا إليه راجعون، فقدت الصحافة المصرية أستاذاً عظيماً، فقدت الأستاذ الكبير رجائي الميرغني، تقبله الله برحمته ومغفرته ومثوبته، عزاء خالص للزميلة العزيزة ورفيقة دربه النبيلة خيرية شعلان، ولكل أهله وذويه وزملائه وتلاميذه ومحبيه وعارفي فضله ، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم .”.
وقالت الكاتبة الصحفية ومدير تحرير موقع “درب” حنان فكري: “احزان لا تنقطع، رحيل أستاذنا الكاتب والصحفي والنقابي الجليل رجائي الميرغني”، وتابعت ” رجائي الميرغني.. فراق بلا رحيل، وموت بلا غياب رجائي الميرغني المناضل والصحفي والنقابي الجليل، فارقنا، لكنه باقِ فى قلوبنا وعقولنا، باقِ بكل ما فعله من اجل استمرار بُساط صاحبة الجلالة، نقيا عفياً، باقِ اليوم وغداً، تحمله عقود من النضال منح المهنة خلالها عمره وطاقته ولم يتوقف يوما واحداً عن العطاء، بل دعم وعلم العشرات من اجيال مختلفة كيفية المثابرة فى العمل النقابي، والنضال تحت أية الضغوط. نعم فارقنا ولكن بجسده فقط، فراق بلا رحيل، وموت بلا غياب، سيظل حاضراً في قلوبنا وبصيرتنا السلام لروحه الطاهرة، وخالص العزاء لأسرته وزوجته الصحفية القديرة خيرية شعلان، وللأسرة الصحفية جمعاء”.
ونشر الكاتب الصحفي، ساهر جاد، آخر رباعية كان قد كتبها الكاتب الراحل رجائي الميرغني قبل أيام من وفاته.
وقال رجائي الميرغني في رباعيته الأخيرة:
‘صَناديـق بريـد بَارده من قِلـة الجوابـات
وِبوسطجيـه اِختفـوا وِإشتغلت المِسِيجَات
مَفضِلش غِير تِلِّغراف عَزا فِ الِلى وَدَّع
وِظَرف مِيرى أَصفَر بِقِيمِة الخُصومَـات “
وأضاف جاد، في تدوينة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماع: “طوال يوم أمس لم تفارقني صورته ورغبة شديدة ملحة في التحدث إليه وسماع صوته، عند المغرب هاتفت أ. خيرية وبعد محادثة طويلة أخذت زوجتي الهاتف وأكملت الحديث مع الأستاذة الكبيرة ثم أنهت المكالمة، فطلبت الأستاذة خيرية مجددا بطلب التحدث إلى الأستاذ ولكنه كان نائما وانتهت المكالمة بوعد من رفيقة عمره أن يحادثني فور استيقاظه.. للأسف يا استاذة لن يتحقق الوعد”.
ويتقدم فريق عمل “درب” بخالص المواساة إلى زوجة الكاتب الكبير ورفيقة مشواره الصحفية خيرية شعلان ولولديه حاتم وسوسنة ولشقيقه ضياء الميرغني، وللخبير الاقتصادي إلهامي الميرغني.
وإذ تتقدم أسرة “درب” بتعازيها، تؤكد أنها ستسمر على النهج الذي وضعه كبار أساتذة الصحافة ومن بينهم الراحل الكبير، في الدفاع عن الحقوق والحريات وتقديم رسالة مهنية تليق بما بذلوه وبالتضحيات التي قدموها، وتليق بما تستحقه “صاحبة الجلالة”.
ورجائي الميرغني من مواليد 25 سبتمبر 1948 بمحافظة المنيا، تخرج في قسم الصحافة بجامعة القاهرة عام 1970، وبدأ حياته المهنية محررًا بقسم الأخبار بوكالة أنباء الشرق الأوسط في العام ذاته، وتنقل بين مختلف إدارات التحرير ثم تخصص في الشئون الفلسطينية والعربية وعمل نائبا لرئيس التحرير اعتبارا من عام 2007.
شارك الميرغني في حرب أكتوبر عام 1973 أثناء فترة تجنيده منذ عام 1972 وحتى 1975، وقاتل ضمن صفوف اللواء 16 مشاة في معركة “المزرعة الصينية” بالدفرسوار، وأصيب بشظية مدفعية خلال هذه المعركة.
ارتبط الميرغني بتاريخ مؤسسي ونقابي كبير، فعلى مستوى وكالة أنباء الشرق الأوسط، شارك مع زملائه في حملة رفض إلحاق الوكالة بوزارة الإعلام عام 1984 والتي انتهت بإعلان الحكومة تخليها عن هذه الفكرة.
وعلى المستوى النقابي ساهم الراحل في معارك كبرى للدفاع عن حرية الصحافة واستقلال النقابة من بينها التصدي لقانون 93 وشارك ضمن لجنة ضمت أحمد نبيل الهلالي والمستشار سعيد الجمل والدكتور نور فرحات وحسين عبدالرازق ومجدي مهنا في إعداد “مشروع قانون الصحافة”، وفاز بعضوية مجلس النقابة للمرة الأولى خلال دورة 1995 – 1999.
ألف “الميرغني” العديد من الكتب أبرزها “الصحفيون في مواجهة القانون 1993” الذى صدر عن دار الهلال، وكتاب “نقابة الصحفيين” ضمن سلسلة النقابات المهنية التى يشرف عليها مركز الدراسات الإستراتيجية بمؤسسة الأهرام.
وللميرغني عدد كبير من المقالات والدراسات المنشورة بمختلف الدوريات حول قضايا الصحافة والتطور السياسى والنقابي.
كرمته الجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية ضمن 34 شخصية عامة أسهمت في تعزيز جهود التحول الديمقراطي خلال العقد الأول من الألفية الثالثة (2010)، وأسهم في تأسيس الإئتلاف الوطني لحرية الإعلام وتم اختياره منسقا عاما له في أبريل 2011.