دعم صحي ولوجيستي وتوفير الحماية.. “عملية الصمود العسكري” هل تنقذ فرنسا من مصير إيطاليا؟
كتب / أحمد سلامة
“لقد قررت إطلاق (عملية الصمود العسكرية) من أجل مواجهة كورونا”، هكذا أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون التي تشهد بلاده تزايدا في أعداد المصابين بالفيروس المتفشي في أنحاء العالم.
وتواجه فرنسا موقفًا متأزمًا بسبب انتشار الفيروس، فخلال يوم الثلاثاء الماضي، سجلت أعلى عدد من الوفيات بفيروس كورونا في يوم واحد (240 حالة)، ليرتفع الإجمالي إلى 1100.. فيما أفاد مدير عام وزارة الصحة الفرنسية جيروم سالومون بارتفاع عدد الأشخاص الذين يجرون لهم اختبارات فيروس كورونا إلى 9 آلاف اختبار يوميا.
وذكر مدير عام وزارة الصحة أن عدد الإصابات ارتفع إلى 22 ألفا و300 إثر تسجيل ألفين و 444 حالة جديدة، وعدد المرضى الذين دخلوا العناية المشددة بلغ ألفين و 516 شخصا.
وأشار إلى أن 34 بالمائة من هؤلاء المرضى تحت سن الـ60، و58 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم بين 60 و80 عاما.. لافتا إلى أن 70 بالمائة من المتوفين بسبب الفيروس تجاوزوا سن الـ70.
الرئيس الفرنسي قال في خطابه بثه للشعب، “لقد قررت إطلاق عملية الصمود، التي ستكرس بالكامل لدعم ومساعدة السكان والخدمة العامة في مكافحة كوفيد-19″، لافتا إلى نشر طائرات هليكوبتر برمائية لدعم الأراضي الفرنسية فيما وراء البحار.
وتابع ماكرون: “نحن فقط في بداية (هذه الحرب)، لكننا سنستمر.. سوف ننهض لأننا لن نستسلم، لن نستسلم”.
مساء أمس، أعلنت رئاسة الأركان الفرنسية، أن باريس قررت سحب جنودها من العراق حيث يشاركون في عمليات تدريب، وذلك “خصوصًا” بسبب تفشّي وباء كوفيد-19.
وذكرت رئاسة الأركان في بيان أنّه “بالتنسيق مع الحكومة العراقية، قرر التحالف الدولي، الذي تقوده واشنطن لمكافحة المتشددين، تعديل حجم انتشاره في العراق وتعليق أنشطة تدريب قوات الأمن العراقية مؤقتاً ولا سيّما بالنظر إلى الأزمة الصحي”.
وأضافت أنه بناء عليه “قررت فرنسا أن تعيد إلى الوطن، حتى إشعار آخر، جنودها المنتشرين في العراق والبالغ عددهم تقريباً 200 عسكري، بعضهم يشارك في تدريب القوات العراقية والبعض الآخر في رئاسة أركان قوات التحالف في بغداد.
من جانبه صرح المجلس العلمي الذي أنشأه قصر الإليزيه لإدارة الأزمة الناجمة عن فيروس كورونا، أن تقييد حرية الحركة غير الضرورية ينبغي أن يستمر 6 أسابيع على الأقل.
وحسبما قال ماكرون في خطابه “هذه الذروة الوبائية التي أمامنا اتخذت قرارا بمشاركة الجيش في عملية الصمود”.. لكن ماكرون لم يُحدد عدد القوات المشاركة في هذه العملية غير أن العملية كما هو معلن لها ثلاثة أهداف رئيسية هي الدعم الصحي، الدعم اللوجيستي، توفير الحماية ومراقبة الأماكن الحساسة.. فهل تنقذ عملية الصمود فرنسا من السير على خطى إيطاليا.