خليل رزق خليل يكتب: هل حان الوقت للوقوف خلف المطالب العمالية ؟
قامت ثورة يناير 2011 وظهر معها الشباب حيث رتب للعديد من المليونيات، كانت هناك مليونيات لأتباع تيار الإسلام السياسي تسعي لعرض أفكارها وبرنامجها السياسي، ومليونيات للشباب الثوري السياسي تسمي مليونيات التيار المدني حيث استغل المجتمع أوقات السيولة لإنشاء تنظيماته السياسية أو الاجتماعية.
هذه التنظيمات بخبرتها المحدودة بدأت تتحسس طريقها وتختبر قدرتها علي الحشد والتأثير وتكتشف مساحات كانت قد أغُلقت منذ عقود . والملاحظ انه علي الرغم من تنوع المطالب والحشود إلي أن أيا منها لم يرفع مطلب اجتماعي محدد، بعيدا عن المطالب ذات الطابع الفضفاض (عيش – حرية – عدالة اجتماعية ) كما اقتبسناها من الشعب التونسي، حيث لا وجود لمطلب خاص بغير قانون النقابات المستقلة او تغير قانون العمل أو تعديل قانون التأمينات بشكل يحفظ مدخراتها ويستثمرها ويحقق الغرض منها وهو التوسع والتكافل . أو قانون للتعاونيات يساعد في تنظيم التعاونيات بدلا من غلقها أمام المجتمع وسلب أموالها . كانت معظم المطالب خاصة بالدستور او البرلمان وهي مطالب مهمة واهداف نبيلة كانت ستتزين بالمطالب الاجتماعية .
كانت شعارات الثورة المستمرة بنخبتها لها طابع استطاع بشكل أو بآخر أن يفرض نفسه علي الجميع أشبه بشعار لا صوت يعلو فوق صوت المعركة . وكانت الاتهامات بالإصلاحية أو الانتهازية أو الاقتصادية تطال كل شخص مطالبه مغايرة للتيار العام لا يخفي علي أحد شهامة الشباب ونبلهم والأثمان التي دفعوها في أوقات إنحسار المد الثوري وتحول النظام إلى طابع سياسي يضيق بالنقد وغير موجود في قاموسه التظاهر أو الاعتصام السلمي أو التفاوض والإضراب، إلا ان انتمائتهم الطبقية وقلة خبرتهم كانت حائلا لتقبل مطالب مواطنين، تم وصفها عن قصد بالفئوية وتساوي الجميع في ذلك .
العمال علي الرغم من نقاء مطالبهم وهي تتلخص في الديمقراطية النقابية وفي قوانين عمل يتم احترامها من جانب الطرف الأقوى في علاقة العمل، وهو صاحب العمل تمارس فيها الدولة دورها في الإشراف والرقابة ومتابعة تنفيذ القوانين بشكل متساوي وحيادي .
لم يجد العمال من الكيانات السياسية وقتها من يقوم بتبني مطالبهم والعمل علي إنشاء جبهة للوقوف خلفهم تكون شعارها (وحد صفك كتفي في كتفك) فقد كانت المبادرات شخصية وقليلة وضعيفة .
السؤال يطرح نفسه الآن هل ستستفيق نخبتنا السياسية والكيانات التي تناضل لتستمر رغم الحصار وتتخلي قليلا عن ضيق صدرها وانتقائيتها وتستجيب لدعوة توحيد الصفوف خلف المطالب العمالية والنقابية المهضوم حقها ؟ ونصلح جميعا ما فسد ونجد في العمل المشترك وسيلة للم الشمل وتبني مطالب أكثر اجتماعية يتفاعل معها جمهور الفقراء والمُهمشين الذين لأسباب عديدة بدأوا بفقدان الثقة من الكيانات السياسية الموجودة فالانطباع عنها انها غير جادة وغير مسموح لها سوى بالتصفيق فقط.
لذلك تحية من القلب لكل مناضل قرر أن يأخذ خطوة إلى الأمام لتوحيد الصف وتوحيد الأحزاب القليلة والضعيفة للوقوف خلف مطالب العمال في تحسين بيئة العمل وإنشاء نقابتهم الديمقراطية .
لا نطلب من أحد أن يغير أفكاره السياسية أو يخفض سقفها ولكن علي الأقل أن يعمل علي الوقوف في الصف للمطالبة بقانون عمل أكثر نزاهة ورقابة مُفعلة عليه ونقابات تعمل بدون تهديد او ملاحقة .
وحد صفك كتفي في كتفك.1m