خليل رزق خليل يكتب: ميلاد يسوع طفل فلسطيني!
قديمًا لم تجد العذراء مريم مكانا أكثر فقرًا وظلما من زريبة البهائم، لتلد المسيح فيها، وتضعه داخل سريرًا من القش، كان يستعمل مزودًا لإطعام الأبقار، حيث كانت قوات هيرودس الملك اليهودي، تبحث عنه كي تقتله بمجرد ولادته، في” بيت لحم “قرية بالقدس عاصمة فلسطين.
كانت الرمزية لطفل مولود مضطهدًا وملاحق أمنياٌ، ومحكوم عليه بالإعدام، إبن لفتاة مُعدمة وصغير السن،
الرمزية الخاصة بميلاد يسوع تشير على أنه ينتمي إلى هؤلاء الذين يحاولون البقاء والحياة، ومحكوم عليهم بالإعدام قتلا، بلا سبب سوى، أن هناك نبوءة تشير إلى أن هذا الطفل سوف يقضي على أعتى ممالك العالم، وسوف يقف في وجه الظلم، وسوف يرفع من المزبلة ليضع على الكراسي، ويُنذل من على الكراسي ليرمى في المزبلة، هذا الطفل يسوع الذي كانت رسالته، مواجهة الأثرياء، محتكري التحدث باسم الله، محتكري السلطة “الطبقة الحاكمة في ذلك الوقت”.
والمدعومة من الإمبراطورية الرومانية، القوة العظمي العسكرية في العالم ذلك الوقت، لم أستطع أن أمنع ذهني عن ربط يسوع الفقير المُلهم، بمقاتلي المقاومة الفلسطينية.
أعادتني الجغرافيا والتاريخ، والرمزية إليه، هذا العام سوف يولد يسوع المحكوم عليه بالإعدام، ليس في حظيرة بهائم ولا مزودًا للحيوانات، ولكن بين حُطَام منازل مُهدمة، وخلفه قوة عسكرية عظمى تلاحقه، ونبوءات عن تصديه لاعتى إمبراطوريات العالم في المستقبل، من أجل تغيير موازين القِوَى وانتصارًا للإنسانية.
هذا العام سوف تضع أم جنينها وَسَط القذف الجوي والبحري والشعور بالخطر، تحت الأنقاض، وَسَط فقر حتى من مياه شرب نظيفة، إلي هؤلاء ينتمي يسوع، وتكون هداياه يوم مولده، عبوات ناسفة محلية الصنع، تم صنعها من صواريخ ودانات مدافع الأعداء التي لم تنفجر.