«خرج من بيته ليعالج المرضى فعاد جثة».. قلوب قنا الحزينة تودع الطبيب أبو الحسن رجب وتلعن السلاح المنفلت (بروفايل)  

كتب: مصطفى عمران  

لم يكن الطبيب الشاب أبو الحسن رجب، يعلم حين خرج من بيته يوم 13 نوفمبر أنه سيعود بعد 45 يوما في العناية المركزة جثة هامدة تشيعها العيون الباكية والقلوب الحزينة، فلم يفعل الطبيب الناجح سوى أنه خرج ليداوي المرضى، لكن السلاح المنفلت في دشنا كتب النهاية الحزينة والمؤلمة. 

رحل أبو الحسن وترك بقلوب أطفاله وزوجته وأسرته حزنا لن ينتهي، بينما تبقى الأسئلة عن سر السلاح في دشنا وانتشاره خلال السنوات الأخيرة تتردد دون إجابات واضحة.. لكنها تتجدد بعد كل كارثة أو مصيبة. 

المئات من أهالي قرية القناوية في قنا، شيعوا جثمان الطبيب أبو الحسن رجب، سنوات من الكفاح والتعب والأحلام أنهتها رصاصة طائشة، كانت الألسنة تدعو للطبيب الراحل وتلعن السلاح المنفلت الذي جلب الويلات والأحزان الدائمة.  

نقابة الأطباء قالت في بيان نعي الطبيب: “رحيله يمثل خسارة موجعة للأسرة الطبية وزملائه ومحبيه، مجددة تعازيها لأسرة الفقيد، داعية المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه وزملاءه الصبر والسلوان”. 

“حادث استشهاد طبيب قنا يثير تساؤلات ملحة حول مدى تأمين القوافل الطبية، خصوصًا تلك التي تُنظم في مناطق نائية أو تشهد نزاعات ثأرية أو توترات أمنية، سواء في محافظات الصعيد أو المناطق الحدودية”، بهذه الكلمات علق الدكتور أبو بكر القاضي، أمين عام الأطباء على الواقعة. 

وطالب أمين عام النقابة بوضع خطة أمنية متكاملة لتأمين الأطباء وأطقم الرعاية الصحية، سواء داخل المستشفيات أو الوحدات الصحية أو القوافل الطبية، تشمل نقاط تأمين فعلية وحماية حقيقية من أي اعتداءات.  

محافظ قنا قرر إطلاق اسم «الدكتور أبو الحسن رجب فكري» على الوحدة الصحية بقرية القناوية، مسقط رأسه، تخليدًا لذكراه. 

وأكد أن الشهيد كرس حياته لخدمة المرضى وتخفيف آلامهم، وضرب أروع الأمثلة في الإخلاص والتفاني في أداء رسالته الطبية، مؤكدًا أن ذكراه ستظل حاضرة في وجدان أبناء المحافظة. 

الدكتور إيهاب الطاهر، أمين عام الأطباء الأسبق، علق قائلا: “متى يتم الغاء القوافل الطبية التي تتم في أماكن بها خدمة طبية بالفعل دون ضرورة علمية؟”. 

وقالت النقابية الدكتورة إيمان سلامة: “القافلة الطبية قبل ما بتطلع بتاخد المفروض موافقات أمنية، فمش مفهوم إزاي طلعت وفي مشاجرات وضرب نار في التوقيت ده”. 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *