خبير صحي يطرح تساؤلات عن متحور «أوميكرون».. ود. علاء غنام يُحذر: هذا الشتاء سيكون الأثقل عالميًا ومحليًا
غنام: المهم الآن تطبيق الإجراءات الوقائية بصرامة من الكمامات إلى المطارات مرورا بالتجمعات.. الأوبئة لا تعرف حواجز كاملة
كتب: عبد الرحمن بدر
علق الدكتور علاء غنام، الخبير بالمجال الصحي، ومدير مبادة الحق في الصحة، على المتحور الجديد لكورونا، مطالبا باتباع الإجراءات الاحترازية.
وقال غنام: “المهم الآن تطبيق الإجراءات الوقائية بصرامة من الكمامات إلى المطارات مرورا بالتجمعات المختلفة، كنت أشاهد انتخابات نادي مشهور أمس كان الزحام كبير ولم يكن يرتدي كمامة إلا واحد من كل عشره مثلا”.
وتابع الخبير في مجال الصحة في تدوينة له، السبت: “هل يعتقد البعض أن الوباء قد انتهي؟ أو نريده أن ينتهي وهذا صحيح، ولكن لا يجب أن نخلط بين الواقع والتمني أو هكذا يجب، ويجب أيضا سرعة تعيين وزير للصحة مؤهل وتفعيلا سريعا للمجلس الأعلى للصحة فهذا الشتاء سوف يكون الأثقل عالميا ومحليًا”.
وأضاف غنام: “الأوبئة لا تعرف حواجز كاملة لا سياسية ولا طبقية ولا جغرافية بطبيعة الحال فالمسافة من كيب تاون إلى امستردام لا تتجاوز خمس ساعات من عمر الزمن؟”.
وتحت عنوان (تساؤلات صباحية)، قال غنام: “عن التحور الأخير لكوفيد 19 هل هو تحور عميق لدرجة أنه أنتج فيروس آخر تماما فتلاشي كوفيد 19 منتجا منتج أحدث سموه أوميكرون ولماذا حدث التحور في بلدان هي الأقل في نسب التطعيم ؟، وهل فعلا هو أسرع انتشارا؟ وهل هو مشابه في أعراضه وخطورته؟ وهل التطعيمات الحاليه غير فعالة له ؟، وهل بدء فعلا في جنوب أفريقيا ووصل إلى بلجيكا في وقت قياسي فعلا ؟، ولماذا كنا دائما نؤكد علي عداله توزيع اللقاحات عالميا منذ عام تقريبا؟، وهل معني ذلك أننا سنظل في هذه الدائره اللعينة لفترة أطول؟، وهل هذا التحور الأخير هو بداية للتلاشي لكوفيد 19 ببديل أقل خطورة؟”.
وتابع: “ربما أو هذا ما تدعيه بعض الأبحاث حول صيرورة الفيرس الذي يتحور ويتحور حتي تتلاشي خطورته او تتزايد لا نعرف حتي الآن؟ وهل ستنشط مراكز الأبحاث لإنتاج لقاحات جديدة لمواجهة العدو الجديد أو ميكرون وهل ستنجح بسبب الخبرة المكتسبة للعامين السابقين؟ وأي فئة عمرية يصيبها أو ميكرون أكثر؟”.
وأضاف غنام: “هل هناك ضرورة الآن للتفكير في تلقيح الاطفال من سن خمس سنوات إلى عشر سنوات ؟ تساؤلات جديده لخبراء الوبائيات في العالم الآن تنتظر شبه إجابات في كل الأحوال”.
يذكر أنه فرضت العديد من الدول قيود سفر على دول في جنوب أفريقيا، منذ ظهور متحور جديد من فيروس كورونا، في محاولة للحد من انتشاره.
وأطلقت منظمة الصحة العالمية على المتحور الجديد اسم “أوميكرون”، واعتبرته “يبعث على القلق” لأن الأدلة العلمية التي تم التوصل إليها حتى الآن ترجح أنه قد يؤدي إلى تكرار الإصابة بالفيروس.
ولكن المنظمة الدولية حذرت من التعجل في فرض قيود على السفر دون وجود أساس علمي لهذه القرارات.
كما انتقدت دولة جنوب أفريقيا، التي اكتشف فيها المتحور للمرة الأولى، قرارات حظر السفر إليها، ووصفتها بأنها “صارمة”.
وصرح السفير نادر سعد، المتحدث الرسمى باسم مجلس الوزراء، بأن اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا، قررت إيقاف الطيران المباشر من وإلى جنوب إفريقيا، وذلك على خلفية ما أعلنته منظمة الصحة العالمية عصر اليوم، بشأن المتحور الجديد لفيروس كورونا، والذى أطلق عليه “أوميكرون”، واعتبرت هذا المتحور من الضرورى أخذ الإجراءات الاحتياطية تجاهه.
وثمة تساؤلات عدة بشأن مدى فعالية اللقاحات التي حصل عليها الملايين حول العالم في مواجهة المتحور الجديد.
وقال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة أنتوني فاوتشي: “بينما يدق المتحور الجديد ناقوس الخطر، تستمر اللقاحات في الوقاية من الأمراض الخطيرة”.
وأضاف فاوتشي: “حتى يتم اختباره (المتحور الجديد) بدقة، لا نعلم ما إذا كان سيتغلب على الأجسام المضادة التي تحميكم من الفيروس أم لا”، وذلك في تصريحات أدلى بها لشبكة “سي إن إن” الإخبارية.
وليس غريبا أن يتغير الفيروس أو يتحور بمرور الوقت، وتكون السلالة الجديدة من أي فيروس مثيرة للقلق عندما تؤثر تلك الطفرات على أشياء مثل سرعة الانتشار، ومعدل الخطورة، والقدرة على مقاومة اللقاحات.
وأعلنت العديد من الشركات المنتجة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن خطط لمواجهة المتحور الجديد.
فقد بدأت شركة نوفافاكس للأدوية العمل على تطوير لقاحها كي يناسب متحور “أوميكرون”. وقالت الشركة إنها تأمل في أن يكون اللقاح الجديد جاهزا للاختبار والتصنيع في غضون أسابيع.
كما أعربت شركات أخرى مطورة للقاحات مضادة لفيروس كورونا عن تفاؤلها المشوب بالحذر حيال قدرها على التصدي لأي تحديات محتملة تنتج عن المتحور الجديد.
وقالت شركة بيونتيك إنها تستطيع إنتاج وشحن نسخة محدثة من لقاحها المضادة للوباء خلال مئة يوم، حال اكتشاف أن النسخة الجديدة من الفيروس يمكنها التغلب على المناعة التي يحدثها لقاحها الحالي.
وتجري شركة أسترازينيكا دراسات في بوتسوانا وإسواتيني، حيث ظهر المتحور الجديد هناك أيضا، وذلك لجمع البيانات من أرض الواقع حول مدى فاعلية لقاحها في الحماية منه.
كما أعلنت شركة موديرنا أنها سوف تطور جرعة معززة من لقاحها لمقاومة المتحور الجديد.
في غضون ذلك، حث الرئيس الأمريكي جو بايدن مجددا الجهات المطورة والمنتجة للقاحات كورونا على التنازل عن حقوق الملكية الفكرية في أعقاب الإعلان عن اكتشاف متحور أوميكرون.
ويأمل بايدن أن يساعد ذلك على تصنيع اللقاحات بسرعة أكبر وفي أماكن أكثر حول العالم حيث لن يكون الإنتاج مقيدا بالحصول على حقوق استغلال براءات الاختراع المسجلة باسم شركات الأدوية التي تطورها.
ويرى البعض أن هذا الإجراء لن يكون له الأثر المأمول، بينما يرى آخرون أنه ينتزع الميزات والحوافز المالية التي تمنح للمطورين المتميزين.
وقال بايدن إن هناك حاجة إلى أن تسرع بعض الدول من وتيرة التبرع باللقاحات “لتواكب سرعة سخاء” الولايات المتحدة.
وأضاف: “الأنباء عن المتحور الجديد تجعل الأمور أكثر وضوحا أكثر من أي وقت مضى، فالفيروس لن يختفي من الوجود إلا بعد توفير برنامج تلقيح على مستوى العالم”.