خالد محمد جوشن يكتب عن أزمة جورج قرداحي: أخلاق الضباع
من المعروف عن الضباع أنها تتسم بصفات الدناءة والسلوك الخسيس، وأنها تأكل فريستها وهى حية حتى تتألم أكثر، عكس الأسد الذى يقوم بقتل فريسته قبل التهامها .
ولعلنا نتذكر كيف تحالفت الضباع مع سكار غريم سمبا الذى غدر بشقيقه فى فيلم الملك الاسد، وتخلت عنه أيضا بعد أن فقد قوته، وقالت له لا ياعم.
يذكرنى موقف السعودية والامارات العربية من لبنان بأخلاق الضباع .
لبنان البلد الجريح الذى كان مأوى العرب وملهاتهم، يعانى من أزمات طاحنة تعصف به، وهناك تصريح قديم لوزير إعلامه جورج قرداحى يندد فيه بحرب اليمن ويصفها أنها عبثية، تقوم الدنيا ولا تقعد .
رغم ان ترامب قال قبل ذلك بالفم الصريح أنه لولا دعم الولايات المتحدة لهؤلاء الملوك ما استقروا على عروشهم ساعة واحدة، ولم ينبس احدهم بثمة اعتراض .
ويخرج لبنان ويقول على لسان قادته أن التصريح الذى تفوه به جورج قرداحى يخص قائله بصفة شخصية، ولا يعبر عن موقف لبنان الرسمى .
ولكن لسان حال القوم فى السعودية ودول الخليج يدعو لبنان وقادته وشعبه إلى بوس القدم على غلطته فى حق الغنم. إنها اخلاق الضباع
يا قوم وهل الحرب المستمرة منذ عشرات السنين بين ما يسمى بالحوثيين والسعودية والتحالف الخليجى الا حرب عبثية بكل المعايير .
السعودية ودول الخليج تدك اليمن بأطنان من القنابل والصواريخ يوميا، والحوثيين يفتكون بالشعب اليمنى ويرسلون طائرتهم المسيرة لضرب المواقع والمطارات السعودية .
لا هؤلاء ينتصرون ولا هؤلاء بمنتصرين، هى معركة عبثية بكل المقاييس لفتح مصانع السلاح فى اوربا وامريكا ، وانهاك الايرانيين والسعوديين .
لانه يستحيل أن يقبل العالم الغربى الأمبريالى المتوحش بانتصار أيا من الطرفين ، انها سبوبة . مثل حرب العراق وأيران التى أستمرت عشرات السنين بلا طائل سوى انهاك الطرفين وفتح مصانع السلاح .
يا أيها العرب ان هذه الحرب العبثية عار فى جبين العرب، وأن لها ان تنتهى، ويجب ان يتحلى العرب باخلاق الفرسان ويقبلوا الرأى والرأى الاخر، سواء صدر من قوى لا قبل لهم به ، مثل امريكا ، او ضعيف جريح يعانى مثل لبنان
أخلاق الفرسان ما يجب ان تسود بين العرب، لا أخلاق الضباع .