خالد علي يطالب بسرعة الإفراج عن الناشر أيمن عبدالمعطي: يكمل 4 سنوات في الحبس أكتوبر المقبل.. ولم ير طفلته إلا مرتين
طالب المحامي الحقوقي خالد علي بسرعة الإفراج عن الناشر أيمن عبدالمعطي، مع اقترابه من إكمال عامه الرابع في الحبس الاحتياطي، في اتهامات بنشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية، على ذمة القضية رقم 621 لسنة 2018
وقال علي، عبر حسابه على “فيسبوك”، اليوم الأربعاء: “تم القبض علي أيمن عبدالمعطي يوم الخميس 18 أكتوبر 2018، من مقر عمله بدار مرايا للنشر والإنتاج الفنى، وبعد 3 أيام ظهر في نيابة أمن الدولة يوم الأحد 21 أكتوبر 2018، وتم التحقيق معه ووجهت له النيابة تهم الانضمام لجماعة إرهابية ونشر أخبار كاذبة”.
وأضاف أنه: “منذ حينها يجدد حبسه احتياطيا على ذمة القضية 621 لسنة 2018 حصر أمن دولة عليا، والتي كانت تضم أيضا، المحاميين أحمد صبري أبو علم وسيد البنا، بالإضافة إلى آخرين تم حبسهم على ذمة القضية، هم المدون شادي أبو زيد، والنشطاء أمل فتحي ووليد شوقي وشادي الغزالي حرب وجميعهم تم إخلاء سبيلهم على فترات متباعدة”.
وأوضح علي أنه “بعد أن حصل عبدالمعطي على إخلاء سبيل بعد مرور عامين على حبسه الاحتياطي، لم يتم تنفيذه، وظل بقسم الشرطة حتى أعادوه مرة أخرى للنيابة للتحقيق معه على ذمة القضية ٨٨٠ لسنة ٢٠٢٠ وظل محبوس احتياطيا على ذمتها حتى تاريخه”.
وحصل أيمن على ليسانس إعلام من جامعة القاهرة، وبدأ حياته المهنية كموظف بوزارة العدل، لكنه هجر الوظيفة العامة وعمل في العديد من المؤسسات الثقافية والحقوقية، حيث عمل في مؤسسة “كتب عربية” للنشر، كما عمل مراجعا لغوبا في وكالة الأنباء الإسبانية، ثم مديرا للدعاية والتسويق لدار المرايا للنشر والتوزيع.
كما أنه صاحب مدونة شهيرة هي “اكتب كي لا تكون وحيدا” كان ينشر فيها العديد من الكتب الثقافية والأشعار، كما صدرت له قصة بعنوان “الأسمر أبو العيون”، وكتاب آخر بعنوان “وشوش سادة”، من تأليفه ورسومات نجله يوسف أيمن عبد المعطى.
وتابع علي، ناشرا صورة لعبدالمعطي مع ابنته: “في أكتوبر القادم سيكون أيمن قد أكمل 4 سنوات في الحبس الاحتياطي، ابنته شمس التي يحملها في الصورة كانت حديثة الولادة وقت القبض عليه، ومنذ ذلك الحين لم يرها إلا مرتين فقط، أتمنى خروجه بالسلامة لأهله وكل أحبابه”.
(أكتب كي لا أكون وحيدًا)، هكذا يلخص الناشر والباحث أيمن عبد المعطي فلسفته في الحياة وحبه للكتابة في اختيار اسم مدونته الشخصية، قبل أن يعرف أن هناك وحدة قاسية سيضطر للتعامل معها في محبسه بعيدًا عن عائلته وأحبابه، ضمن المحبوسين على ذمة قضايا سياسية، وبعد ما يزيد عن 3 سنوات ونصف في الحبس الاحتياطي ما يزال ينتظر الفرج وانتهاء المعاناة والعودة لأسرته وأحبابه الذين قضي رمضان وما بعده بعيدًا عنهم للعام الرابع على التوالي بتهمة نشر أخبار كاذبة.
“ماذا نكتب، وكيف نمتلك الجراءة على فعل الكتابة والتدوين، وماذا تعني الكتابة بالنسبة لمن يمارس طقوسها، وهل تطلق سحرها في عقل ناسكها؛ فيصبح مهووسا بها، يصاب بعشقها ولا يشفى أبدا، وهل يمكن أن تصبح مرادفا للحياة والحب عند مشتغليها، هل تصلح أن تكون ونيسا وصديقا وعشقا، ما الفائدة التي تعود علينا من ممارسة هذا الفعل الإنساني؟ أسئلة كثيرة تحتاج للكتابة في حد ذاتها لمحاولة الإجابة عليها. فأنا أكتب كي لا أكون وحيدًا”، بهذه الكلمات عبر الناشر أيمن عبد المعطي عن حبه للكتابة.
محكمة جنايات إرهاب القاهرة جددت قبل رمضان حبسه 45 يوما احتياطيا، قبل أن تجدد حبسه مرة أخرى في مطلع مايو، لتستمر أزمة عبد المعطي الذي ألقت قوات الأمن في 18 أكتوبر 2018، القبض عليه وأحالته لنيابة أمن الدولة العليا، التي حققت معه في اتهامات بنشر أخبار كاذبة ومشاركة جماعة إرهابية، وقررت حبسه على ذمة القضية رقم 621 لسنة 2018.
وتوالى تجديد حبسه حتى أغسطس 2020 الماضي، حيث قررت غرفة المشورة بمحكمة الجنايات إخلاء سبيله بتدابير احترازية، لكنه القرار لم ينفذ؛ ففي أثناء إنهاء إجراءات إخلاء السبيل، وفوجئ محامي عبد المعطي بعدم التواصل معه، حتى ظهر لاحقا في نيابة أمن الدولة العليا للتحقيق في قضية جديدة، حملت رقم 880 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا، حيث جرى حبسه ويتم التجديد له على ذمتها حتى كتابة هذه السطور.
تقول زوجته الصحفية زينب مصطفى: “أيمن توجهاته ومواقفه معروفة، وكذلك انشغاله بالقضايا العمالية والحقوقية، وليس في هذا أو ذاك ما يخالف القانون على الإطلاق، ولكن في الفترة السابقة للقبض عليه كان يركز على عمله بإحدى دور النشر وحياته الأسرية فقط، وكان بعيدا تماما عن العمل العام.
اعتبر أيمن أن كتابته هي كل ما يمتلكه في حياته، يسجل فيه لحظات شجونه وأحزانه وكآبته الممتدة، وبعض أفراحه المحدودة، اعتبر أيمن النصوص لحظات من الحكي والبوح الإنساني المتدفق، لذا يمكنك ببساطة أن تعتبره من الأشخاص الذين لا يملكون في الحياة سوي مبادئهم، وحبهم لوطنهم ونشرهم للأمل بين كل من يعرفوهم.
تضيف زوجته: “كل ما أتمناه أن تكون هناك دراسة لحالة أيمن وكل من في وضعه، وللأسر التي تعاني مثلنا دون أي مبرر، لإنهاء هذه المعاناة، حتى يرى أبناءه الثلاثة، ويعود إلى أهله وأصحابه وعمله.
وتواصل: “نمر فترة صعبة وقاسية جدا، الكثير من ملامح حياتنا تغير، ومع ذلك نحاول الوقوف على أقدامنا والتمسك بالأمل في غد أفضل لنا وللجميع”.