خالد جوشن يكتب : عار الحضارة الأوربية
يحيرنى الموقف الوقح للعالم الغربى من العدوان الاسرائيلى الغاشم على غزة ، اننا نعلم يقينا ان اسرائيل هى صنيعة الغرب وانها تحقق مصالحة، ولكننا لم نكن نعتقد ابدا ان يتصرف الغرب بهذه الكيفية الفجة وان يظهر عيانا بيانا انه مع الاحتلال الاسرائيلى فى قصف وهدم البيوت والمنازال والمستشفيات والمدارس على رؤس ساكنيها وقتل عشرات الاف الاطفال والنساء واصابة عشرات الالاف غيرهم ، وهدم غزة وتدمير بنيتها التحتية واعادتها الى العصور الوسطى .
يشعر المثقف بالحزن المطلق لهذا التصرف المخزى للغرب ، كيف استطاع الغرب صاحب الحضارة والديمقراطية ، والتقدم التكنولوجى ، والعلمى الخارق ، والفلسفات الحديثة التى تناولت كل مناحى الحياة ، ان ينزلق الى هذه الهاوية المحزنة .
كيف امكن اختطاف هذه الحضارة التى احدثت انقلابا فى كل اساليب الحياة ، كيف تم اختطافها من قبل مؤسسات الاعلام اليهودية ، وبيوت المال اليهودية ، واللوبى اليهودى الذى يتغلغل فى كل مفاصل الغرب وامريكا .
اننى شخصيا اشعر بالحزن وتنتابنى الغصة عندما اميل الى قراءة اعيان الفكر الغربى او الامريكى فى الثقافة والسياسة والادب .
كنت اقرا كتاب يحكى قصة حياة الموسيقار ريتشارد فاجنر للدكتور فؤاد زكريا وانا مولع بالموسيقى ، ولكن هذه القراءة المستمر من قبل العدوان نالها الفتور ، عندما حصل العدوان المزرى على نساء واطفال غزة ، ودعمه بقوة من بين زعماء الغرب المستشار الالمانى اولاف شولتز
بل ورفض هذا المستشار اولاف شولتز وقف اطلاق النار الذى تواصله اسرائيل ليل نهار على قطاع غزة.
ولكن لم اكن اتوقع ان يكون الموقف الالمانى بهذه الوقاحة وان تضحى بعلاقاتها مع اصدقائها العرب وتدعم عدوان متواصل لايحصد سوى الاطفال والنساء وتدمير البنية التحتية لقطاع غزة .
اقول لقد فترت همتى فى مواصلة قراءة قصة حياة ريتشار فاجنر الالمانى ولكنى واصلتها على مضض ، فقد قاربت على الثلث الاخير منه
حتى فوجئت ان فاجنر الالمانى هذا ، كان يبغض اليهود وانه حذر من الخطر اليهودى فى العام 1850 فى كتاب ” اليهودية فى الموسيقى ” قائلا العنصر اليهودى هو اخطر العناصر التى اختلطت بالجنس الابيض ، ويظل اليهودى يهودى مهما غير موطنه ولغته وبيئته ، وهو لا يتأثر بأية عقيدة روحية لانه هو ذاته بلا عقيدة ، ولا يعبد الا المال وتعاليم اليهودية كلها مادية ، وينفر اليهودى من كل دعوة ترتفع بالنسان الى مرتبة مثالية .
هذا جزء صغير مما قاله ريتشارد فاجنر الالمانى عن اليهود ،الا ينطبق ذلك على ماتمارسه اسرائيل من قتل بارد لاالاف الاطفال والنساء واصابة الالاف غيرهم وهدم البيوت والمنازل والمستشفيات والمدارس عليهم ، بل وقتل الجرحى والمصابين وقصف سيارات الاسعاف ، ومنع الوقود والماء والطعام عن الفلسطينين فى عمليات ابادة جماعية يندى لها الجبين فى القرن الواحد والعشرين .
سوف يقف التاريخ طويلا حزينا على الموقف الاوربى والامريكى الذى داس كل الشرائع والقوانين الانسانية عندما تم اختطافه من الصهيونية العالمية ، ولا اعلم كيف سيتم محو وصمة العار هذه من جبين الحضارة الاوربية ولامريكية .
44m