حين نادت مكبرات الصوت بمساجد الشرقية على الأهالي للمشاركة في جنازة صيدلي مسيحي.. قصة وداع سامي سلامة بالزقازيق
كتبت: ليلى فريد وصحف
“إنا لله وأنا إليه راجعون توفى إلى رحمة الله دكتور الإنسانية”، هكذا نادت مكبرات الصوت بمساجد كفر محمد حسين، بالزقازيق في الشرقية، بعد رحيل الصيدلي المسيحي سامي سلامة، في واقعة نادرة الحدوث، لكن الأهالي الذين استفادوا من خدمات الصيدلي حرصوا على وداعه ورد جميله بعدما ساد الحزن على رحيله.
سكان القرية نعوا الصيدلي الذي أطلقوا عليه (صيدلي الغلابة) و(دكتور الإنسانية)، وأكدوا أن الصيدلي الراحل عرف واشتهر بأعمال الخير والبر، وكان يقدم الأدوية للفقراء والمحتاجين من المسلمين والأقباط على السواء مجانا، كما كان يوفر لهم ما يحتاجونه من أدوية لو لم تكن متوافرة لديه في صيدليته.
وأضافوا أن الصيدلي الراحل كان يقدم خدمات أخرى مجانية للفقراء منها قياس السكر والضغط ومتابعة الأدوية الخاصة بأصحاب الأمراض المزمنة، وأسطوانات الأكسجين وأدوية البروتوكول الخاص بوزارة الصحة لمرضى ومصابي كورونا، مما جعله محبوبا لدى كل سكان القرية وأطلقوا عليه لقب “صيدلي الغلابة”.
وذكر الأهالي أن الصيدلي الراحل ومع موجة الغلاء وارتفاع أسعار الأدوية مؤخرا رفض أن يبيع الأدوية لسكان قريته من غير الفقراء بالأسعار الجديدة، كما كان يقوم بتقديم الإسعافات الأولية وتغيير الجروح للجميع مجانًا، ما جعل صيدليته ملجأً لكافة الراغبين في الحصول على الدواء والإسعافات، مشيرين إلى أن جنازته كانت حاشدة ومهيبة وشارك فيها المئات من سكان القرية والقرى المجاورة.
“بالحب يسعد البشر وبالخير يتحابون لأن الخير هو الله”، هكذا كان يردد الصيدلي الراحل حسب نقل أحد معارفه، فكان تكريمه بجنازة تليق بما قدم للأهالي من حب وخدمات.