حوار القاهرة| الفصائل الفلسطينية تحدد مصير الانتخابات من مصر.. واستبعاد 4 حركات.. والبرغوثي ودحلان في الصورة
وكالات
وصلت وفود الفصائل الفلسطينية إلى القاهرة، لحضور جلسات الحوار الوطني المقرر عقدها برعاية مصرية، بشأن عدد من الملفات التي قد تهدد مسار أول انتخابات تشريعية ورئاسية منذ 15 عاما، مرتقبة في مايو ويوليو المقبلين.
ويرأس وفد حركة فتح في جلسات الحوار جبريل الرجوب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، فيما يرأس وفد حركة حماس صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي، وقررت حركة الجهاد أن يرأس وفدها الدكتور محمد الهندي رئيس الدائرة السياسية.
وفي القاهرة، حيث ترعى مصر المحادثات الفلسطينية، سيتعين على وفد فتح برئاسة جبريل رجوب ووفد حماس بقيادة صالح العاروري، محاولة إزالة العقبات أمام إجراء الانتخابات.
وفي خضم هذه المحادثات القانونية والفنية، تسري شائعات حول العمل على تشكيل قوائم انتخابية للاقتراعين التشريعي والرئاسي، وتجعل استطلاعات الرأي من القيادي في فتح مروان البرغوثي المعتقل لدى سلطات الاحتلال منذ العام 2002، ويقضي حكما بالسجن المؤبد بتهمة القتل، الشخصية السياسية الأكثر شعبية، كما يتصاعد التوتر بين الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان.
وعقدت العديد من الفصائل لقاءات مشتركة، حيث اجتمعت حركة فتح بفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في مدينة رام الله، وبحثت العديد من الملفات، ومن بينها البنود الأساسية التي سيتم تضمينها في “وثيقة الشرف” التي ستقر في القاهرة، لتسهيل عملية الانتخابات، ومن أبرز بنودها إطلاق الحريات العامة.
وتهدف فصائل منظمة التحرير إلى تقريب وجهات نظرها، قبل الحوارات المرتقبة، فيما من المقرر أن تقوم ببحث ملف تشكيل القوائم المشتركة لخوض الانتخابات التشريعية، بعد انتهاء الجولة في القاهرة.
كما عقدت حركة حماس اجتماعا لها مع حركة الجهاد الإسلامي، في العاصمة الروسية موسكو، جرى خلال اللقاء مناقشة التطورات السياسية في الساحة الفلسطينية، وتبادل الآراء حول القضايا المزمع طرحها في حوارات القاهرة، والتأكيد على ضرورة استمرار الجهود لاستعادة الوحدة الوطنية على قاعدة الشراكة والمقاومة، وتمتين الجبهة الوطنية لمواجهة مؤامرات تصفية القضية الفلسطينية.
وبعد أن تلقى 14 فصيلا فلسطينيا دعوات للمشاركة في الحوارات الداخلية الفلسطينية حول الانتخابات، أبدت 4 فصائل أخرى اعتراضا على عدم توجيه دعوة لها.
وقالت في بيانات منفصلة أن بعضها دعي في السابق إلى حوارات مماثلة، وهو ما يعني تجاهل قوتها على الأرض. والفصائل الأربعة التي لم يتم توجيه دعوة لها هي لجان المقاومة الشعبية، وحركة المقاومة الشعبية، وحركة المجاهدين، وحركة الأحرار.
وأكدت حركة المجاهدين التي تنشط في غزة أن بعض الجهات تحاول تجاهل حركة المجاهدين الفلسطينية وإخوانها في فصائل المقاومة عن الحوار المزمع عقده في القاهرة.
وقالت في بيان لها :”فمن كان يريد ضمان سلامة استحقاقات المرحلة القادمة، ويواكب متطلبات المجتمع الدولي عليه عدم إقصاء الآخرين ويضمن حرية التعبير، لأن الألوان المختلفة في الفصائل قبولها معناه قبول حرية الرأي والتعبير ورفضها يعني رفض حرية الرأي والتعبير”.
وأكدت أن عدم دعوة حركة المجاهدين وفصائل المقاومة لحوار القاهرة في ظل مرحلة يجب أن تؤسس لمرحلة من الشراكة الحقيقية يمثل حالة من عدم المسؤولية الوطنية. ودعت لأن يكون الحوار الفلسطيني المرتقب شاملاً وجاداً وليس حكراً على فصائل بعينها، فنحن لسنا بصدد أن نذكر بدورنا الجهادي والسياسي في مختلف الميادين والذي يعرفه شعبنا جيداً.
واعتبرت لجان المقاومة أن محاولة إقصائها عن حوار القاهرة من أطراف بعينها يعطي انطباعا سيئا عن مرحلة قادمة من الإقصاء والتفرد، وأكدت أن حوار القاهرة محطة مهمة لمعالجة العوائق والعقبات أمام الاستحقاقات الوطنية لذلك يجب أن يشارك الكل الوطني في هذا الحوار بلا استثناء .
وأضافت: “الحوار الوطني ليس حكرا على فصائل بعينها فالقضايا الوطنية تحتاج جهد الكل لكي تحوز الاجماع القادر على حماية خيارات شعبنا”.
وفي ذات السياق، قالت حركة الأحرار إنها فوجئت بعدم دعوة فصائل المقاومة الفلسطينية الأربعة للمشاركة في الحوار الوطني الفلسطيني بالقاهرة، معربة عن اعتقادها أن هذا الإصرار على تغييب عدد من الفصائل الفاعلة ميدانياً ووطنياً يعكس درجة كبيرة من سوء النوايا ويقدح في جدية ومصداقية الإدعاء بالرغبة في ترتيب الوضع الداخلي والتهيئة لإجراء الانتخابات التشريعية.
وأضافت في مؤتمر صحفي بغزة: “طالما لم تتحْ لنا فرصة النقاش وإبداء الرأي على طاولة الحوار في الغرف المغلقة، فنحن مضطرون لمحاورة الجميع عبر وسائل الإعلام ويتحمل المسؤولية عن ذلك الطرف الذي يصر على استمرار سياسة الإقصاء والهيمنة”.
وأكملت: “نقول للوسيط المصري بصفته الراعي الرسمي لهذا الحوار وصاحب دعوات الحضور والمشاركة، أنه جانب الصواب عندما تجاهل دعوتنا وحضورنا وهو يعلم كما غيره أن فصائل المقاومة الفلسطينية حاضرة وفاعلة أكبر بكثير من العديد من القوى الأخرى التي تم دعوتها”.
وأعربت عن كثير من العتب على كافة الفصائل المشاركة في الحوار التي لازالت تقبل الصمت على استمرار سياسة التفرد والإقصاء التي يمارسها رئيس السلطة بحقها، ولا نعلم كيف لنا أن نُصدق جدية الذهاب لمربع الشراكة الوطنية في ظِل هذه المعطيات.
وسجلت الحركة اعتراضها على بعض المراسيم الصادرة عن رئاسة السلطة وخاصة تلك التي تمس باستقلالية السلطة القضائية والتي لم تحظ بموافقة المجلس التشريعي الحالي، وتضم صوتها لكافة الجهات النقابية والوطنية التي تنتفض في ساحات الوطن وتطالب بإلغائها، كما تطالب بإلغاء المحكمة الدستورية اللاشرعية أو التوافق على إعادة تشكيلها على الأقل.
واعتبرت أن الذهاب لإجراء الانتخابات قبل تهيئة الأجواء ومعالجة بعض القضايا العالقة مقامرة وخيمة وغير محسوبة النتائج، داعية كافة الأطراف للضغط باتجاه رفع الإجراءات العقابية عن غزة وحل ملف كافة موظفي غزة ورواتبهم ومستحقاتهم وإعادة الرواتب المقطوعة على خلفية الانتماء السياسي لنواب المجلس التشريعي والأسرى وذوي الشهداء، وكذلك إيقاف جريمة الاعتقال السياسي وفتح باب ممارسة النشاط السياسي والحزبي بعيداً عن سيف الأجهزة الأمنية وملاحقاتها.
وأكدت حركة المقاومة الشعبية أنها تلقت وعدا من المخابرات المصرية بدعوتها في أي حوارات قادمة، مستنكرة إبعادها عن هذه الجولة من الحوار.