حملة تضامن واسعة من سياسيين ومنظمات وأحزاب مع “درب” بعد حجبه: انتهاك صارخ وجريمة في حق الوطن.. الصحافة ليست جريمة
التحالف الشعبي : انتهاك صارخ لحرية النشر والتعبير .. والكرامة: حجب درب يؤكد موقف النظام المعادى لحرية الرأى
المصري الديمقراطي: تراجعوا فورا عن هذه التصرفات التي لا تتناسب مع العصر وأثبتت فشلها وأتت بنتائج عكسية
خالد علي: حجب درب جريمة في حق الوطن.. ونور فرحات: شهادة علي أن ضوء الحقيقة مبهر
الشبكة الأورو-متوسطية: ندين حجب درب الذي يديره الصحفي والمدافع عن حقوق الإنسان خالد البلشي بعد شهر من إطلاقه
كتبت- كريستين صفوان
منذ الخميس الماضي، تتسع حملة التضامن، مع موقع «درب» التابع لحزب التحالف الشعبي، الذي تعرض للحجب القمعي، مجهول المصدر، لتضم الحملة أحزاب ومنظمات حقوقية وشخصيات عامة، يدينون جميعا الاعتداء على حرية الصحافة، ويطالبون برفع الحجب الفوري عن الموقع، الذي جاء بعد شهر واحد من الإطلاق الرسمي.
صباح الأحد، أدان الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي حجب موقع «درب»، وطالب السلطة بالتراجع الفوري عن هذا القرار.
وقال الحزب في بيان له إن موقع «درب» – التابع لحزب التحالف الشعبي الاشتراكي- تعرض للحجب بعد شهر واحد من إطلاقه، بدون أسباب وبدون سند من القانون «يعد انتهاكا صارخا لحرية النشر والتعبير المنصوص عليهما في الدستور المصري، وفي كل المعاهدات والمواثيق الدولية».
وحذر المصري الديمقراطي من العواقب السيئة لمثل هذه التصرفات التي تهدد الحريات الأساسية لأفراد المجتمع ومنها حرية التعبير وحرية الوصول إلى المعلومات أو نشرها فهذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها موقع صحفي للحجب بعد فترة قليلة من الإعلان عنه، مشيرا إلى تعرض موقع «كاتب» الصادر عن الشبكة العربية لمعلومات حقوق الانسان في يونيو 2018 للحجب بعد ساعات من إطلاقه، كما تم حجب موقع «البداية» في يونيو 2017 ، وبهذا يرتفع عدد المواقع المحجوبة في مصر، منذ مايو 2017 إلى 547، من بينهم 125 موقع صحفي .
ودعا الحزب السلطات إلى التراجع فوراً عن مثل هذه التصرفات التي لا تتناسب مع العصر، والتي أثبتت فشلها بل وأتت بنتائج عكسية في كل البلاد التي لجأت إليها، إذ تدفع الناس دفعاً إلى متابعة الأخبار من خلال فضائيات ومواقع جماعات الاٍرهاب والتطرّف التي تبث دعاياتها من خارج البلاد .
وشدد الحزب على أنه «لا يمكن في ظل التكنولوجيا وثورة المعلومات أن يتصور أحد أنه يستطيع حجب المعلومات أو التحكم في قنوات الوصول إليها»، وأضاف: «كما قلنا مرارا: الرأي يدفع بالرأي والحجة تواجه بالحجة، وليس بالمنع والتجريم».
بدوره، أكد حزب تيار الكرامة إن حجب موقع درب «هو اعتداء جديد على حرية الصحافة»، ويؤكد موقف النظام المعادى لحرية الرأى التعبير.
وأضاف الحزب في بيان أصدره صباح الأحد: «إنه إذ يؤكد الحزب على موقفه الثابت المؤيد لحرية الرأى والتعبير، معتبرا إياها خط الدفاع الأول عما يحيط بمصر من أخطار داخلية وخارجية، فانه يعلن تضامنه الكامل مع حزب التحالف الشعبي فى مواجهه حجب موقعة غير المبرر بما يشكل من اعتداء سافر على حرية الرأى والتعبير والتنوع المطلوب للآراء والمواقف”
وطالب تيار الكرامة برفع الحجب عن الموقع فورا ومحاسبة المسئول وكذلك رفع الحجب عن كل المواقع الإلكترونية التى تعمل بشكل قانونى. كما طالب بفتح الباب واسعًا للحريات الصحفية والإفراج عن كافة الصحفيين ومسجونى الرأى.
من جانبه، أدان المحامي الحقوقي والمرشح الرئاسي السابق، خالد علي، حجب موقع «درب» وقال إن «الخوف من الحرية والكلمة والرأي المستقل وحق المعرفة، يظل الهاجس الذي يسيطر على عقول البعض لتبنى قرارات تصادر المجال العام وتغتال كل فعل يتنفس السياسية أو يتعاطى معها»، مضيفا أن «حجب موقع درب وغيره من المواقع الصحفية هو جريمة في حق الوطن».
وأرسل علي الشكر لفريق العمل، خالد البلشي رئيس التحرير، وإلهامي الميرغنى وأحمد سعد مستشارا التحرير، حنان فكرى ومحمد جودة مديرا التحرير، أيضا مدحت الزاهد رئيس الحزب وكل القيادات والأعضاء.
واختتم خالد علي حديثه قائلا «رغم أن (درب) تجربة لم تستمر أكثر من شهر إلا أنها كانت حرة ومستقلة ومفتوحة للجميع، ومن أجل الجميع فلم يتحملوا استمرارية التجربة وحجبوها».
بدوره، قال الدكتور نور فرحات، الفقيه القانوني، واستاذ فلسفة القانون بجامعة الزقازيق، عن حجب موقع درب إن «الحجب شهادة علي أن ضوء الحقيقة مبهر، ولكنه ساطع دوما نافذ للضمائر و لا يحتجب».
من جهته، قال الكاتب الصحف كارم يحيى، عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك إن «حجب موقع درب الآن وفي ظروف الوباء جريمة ضد حرية التعبير وحق الناس في المعرفة وإضعاف لمناعة المجتمع».
وكانت الشبكة الأورو-متوسطية لحقوق الإنسان، قد أدانت، يوم الجمعة الماضي، حجب موقع درب الإلكتروني، وقالت عبر حسابها على موقع تويتر: «ندين حجب موقع درب الاخباري الذي يديره الصحفي والمدافع عن حقوق الإنسان خالد البلشي، بعد شهر من إطلاقه، في الوقت الذي أصبح فيه وجود مصادر معلومات حرة أكثر أهمية في ظل تفشي وباء كورونا».
وأشارت الشبكة إلى حجب أكثر من 500 موقع في مصر منذ 2017 ، مما أدى إلى تقييد وصول المواطن الى المعلومة.
يذكر أن موقع «درب» الصادر عن حزب التحالف الشعبي الاشتراكي قد تعرض للحجب صباح يوم الخميس 9 أبريل، بعد شهر من إطلاقه.
وقالت مؤسسة حرية الفكر والتعبير، في بيان صحفي صدر بعد ساعات شكوى عدد من المستخدمين تفيد عدم قدرتهم الدخول للموقع، إن «درب» تعرض للحجب في مصر لمستخدمي شبكة “WE” الحكومية على الأقل، يوم الخميس، وفقًا للرصد التقني الذي تجريه المؤسسة حرية.
وبحجب موقع «درب» يرتفع عدد المواقع المحجوبة في مصر، التي تمكنت مؤسسة حرية الفكر والتعبير من رصدهم، إلى 547 موقع، من بينهم 125 موقع صحفي، وذلك منذ بداية استخدام السلطات المصرية لممارسة الحجب في مايو 2017. وأشارت المؤسسة إنها اعتمدت على برمجية (أونيبروب/ ooniprobe) باستخدام شبكة «تي اي داتا» للتأكد من حجب المواقع المذكورة.
ويشار إلى أن «أونيبروب» هي برمجية حرة تعمل كشبكة لكشف الرقابة والمراقبة والتدخل في مرور البيانات بشبكة الإنترنت.
وأصدر حزب التحالف الشعبي الاشتراكي وفريق درب بيانا يدين بأشد العبارات الحجب مجهول المصدر للموقع.
وأكد البيان استمرار العمل في الموقع بنفس السياسة التحريرية، كمنصة لتداول المعلومات ونشر الآراء ومعبرًا عن كل القوى الديمقراطية.
وأضاف البيان أن الحزب وإدارة الموقع سيتخدان كل الإجراءات القانونية والنقابية ضد قرار الحجب القمعي، مؤكدا أن «حجب الآراء وقمعها ومصادرة حرية الصحافة لا يحمي الأوطان».
وشدد الحزب وفريق عمل الموقع على أن حجب الموقع بعد شهر من صدوره، ليصبح درب أول موقع حزبي يتم حجبه، جاء ليؤكد سيطرة نفس العقلية القديمة في التعامل مع كل الملفات باعتبارها ملفات أمنية، في وقت يحتاج فيه الوطن لتضافر الجهود».
وأضاف البيان: «بينما تواجه مصر والعالم أزمة مصيرية، تهدد صحة وحياة الملايين عبر العالم متمثلة في فيروس كورونا، كان هناك من تفرغ لحجب موقع مهني، ومنع صوته من الوصول للناس، رغم الآداء المهني الذي شهد به جميع متابعي الموقع، ورغم حرص الحزب من اللحظة الأولى على تقنين إجراءات إصدار الموقع، وغياب أي ملاحظة قانونية على أدائه طوال فترة صدوره».