حمدوك في مصر| لقاءات مع السيسي والحكومة والمخابرات.. وتنسيق حول سد النهضة.. واتفاق على “خارطة طريق” للمصالح المشتركة
اتفاقات على تعاون أمني واقتصادي.. و من إعلان إثيوبيا المرحلة الثانية لملء السد
ملفات عديدة كانت محور زيارة رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك لمصر، اليوم الخميس، على رأس وفد رفيع المستوى، أبرزها التنسيق المشترك حول قضية سد النهضة، فضلا عن التعاون الاقتصادي والأمني.
واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الوزراء السوداني، بقصر الاتحادية، بحضور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، ومحمد معيط وزير المالية، وعباس كامل رئيس المخابرات العامة.
وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية بأن اللقاء تناول آخر التطورات والجهود المشتركة بين مصر والسودان فيما يتعلق بقضية سد النهضة.
وتم التوافق على تكثيف التنسيق الحثيث بين الجانبين في ظل المرحلة الدقيقة الحالية التي يمر بها ملف سد النهضة، وتعزيز الاتصالات مع الأطراف الإقليمية والدولية لتفعيل المقترح السوداني بتشكيل رباعية دولية للتوسط في تلك القضية، بما يساعد على التوصل لاتفاق قانوني شامل وملزم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، وقبل موسم الأمطار القادم.
كما أكد السيسي دعم مصر المتواصل للسودان من خلال التعاون والتنسيق في كافة الملفات محل الاهتمام المتبادل، ومن ثم أهمية الزيارة الحالية لرئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة لمتابعة مختلف أوجه العلاقات الثنائية ومشروعات التعاون المطروحة بين الجانبين، وترجمة الإرادة السياسية المتوافرة إلى خطوات تنفيذية واقعية لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين الشقيقين، بما يجعله نموذجاً يحتذى به لباقي المنطقة.
وأشاد حمدوك بما وصفها بالنتائج المثمرة للزيارة الأخيرة للسيسي السودان، مؤكداً الخصوصية الشديدة التي تتميز بها العلاقات المصرية السودانية، واعتزاز شعب وحكومة السودان بأواصر الروابط التاريخية مع مصر التي تعد مركز ثقل المنطقة العربية والقارة الأفريقية، ومحور صون الأمن الإقليمي بأسره، مشيداً في هذا السياق بالمواقف المصرية الصادقة والممتدة للحفاظ على استقرار السودان خلال المرحلة الانتقالية.
وشهد اللقاء التباحث حول سبل دفع التعاون الثنائي في مختلف المجالات بين البلدين الشقيقين، خاصةً ما يتعلق بنقل التجربة المصرية في الإصـلاح الاقتصادي إلى السودان وتدريـب الكوادر السودانية، بالإضافة إلى تنفيذ مشروعي الربط الكهربائي وربط السكك الحديدية، وتعزيز المناخ المواتي لإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة سواء الصناعية أو الزراعية، فضلاً عن دفع العلاقات التجارية والاقتصادية بالبلدين، إلى جانب تفعيل أنشطة اللجان الفنية المشتركة، وكذا تفعيل مذكرات التفاهم والبروتوكولات المُبرمة بين البلدين.
كما تطرق اللقاء كذلك إلى تبادل الرؤى بشأن مجمل القضايا الإقليمية في منطقتي القرن الأفريقي وحوض النيل، حيث اطلع السيد الرئيس من الدكتور حمدوك على آخر مستجدات التوترات الحالية على الحدود السودانية الإثيوبية.
وقال رئيس الوزراء السوداني، في مؤتمر صحفي مشترك، إن “الوقت قصير جدا” للتعامل مع إعلان إثيوبيا بدء المرحلة الثانية لملء سد النهضة في يوليو المقبل.
وشدد خلال الزيارة التي يقوم بها إلى القاهرة على أن مصر والسودان اتفقت رؤيتهما بشأن مسار قضية سد النهضة من خلال تأكيد ضرورة التوصل إلى تفاهم يحقق طموحات ومصالح الدول الثلاث دون حدوث أي ضرر.
كما أعرب عن قلق بلاده من اعتزام إثيوبيا ملء السد للعام الثاني على التوالي من دون تنسيق مع دولتي المصب.
وأوضح حمدوك أنه جاء إلى مصر للبناء على ما بُحِثَ خلال الزيارة الأخيرة للرئيس السيسي إلى الخرطوم الأسبوع الماضي، ومن أجل وضع “خارطة طريق عملية تحقق المصالح المشتركة للبلدين”، على حد وصفه.